ألم يكن الأحرى بالنشطاء الذين يعتصمون ويتظاهرون مطالبين بالإفراج عن معتقلين على ذمة الفتنة والتمرد التي شهدتها ولا تزال بعض المديريات في محافظة صعده , أقول ألم يكن أحرى بهؤلاء أن يطالبوا عصابة الفتنة والردة والتمرد بوقف عدوانها اليومي ووقف نشاطها التخريبي ضد الوطن وأبناء المؤسستين العسكرية والأمنية الذين يواجهون رصاص هذه العصابة على مدار الساعة فيما رموز العصابة يواصلون إطلاق التهديداتويتوعدون البلاد والنظام والدولة والعباد بطريقة فجة ووقحة , ضاربين عرض الحائط بكل النوايا الوطنية الحسنة التي عبر عنها قرار فخامة الأخ الرئيس بوقف الحرب وتشكيل لجان ميدانية لحصر الأضرار وتعويض المواطنين بصورة مباشرة وهو ما لم يكن يفترض حدوثه ولكنه حدث كما حدث وزادت مكارم الدولة والنظام السياسي بالإفراج عن الموقوفين على ذمة الفتنة وهم كثر ولم يبقى من الموقوفين على ذمة الفتنة إلا من كان مداناً بقضايا جنائية غير مشاركته في الفتنة والتمرد هذا أن كان حقا هناك موقوفين , وبالتالي فإن الفعاليات المعنية بإثارة هذه القضية والعاملة عليها يفترض أن تستوعب أن الدولة والنظام السياسي وفخامة الأخ الرئيس قدموا لهذه العصابة أكثر بكثير مما تستحق لأن المفترض تطبيق القانون عليها فليس فيها ولا هي وأفرادها فوق القانون الذي يجب أن يطبق على الجميع وكل مواطن يمني يفترض به احترام القانون والدستور أو تحمل تبعات عواقب استهتاره بالنظام والقانون والدستور , وليس والحال كذلك من حق أي جهة أو فعالية ومسمى الاصطفاف لمناصرة الخارجين على القانون , بل عليهم الاصطفاف لتثبيت النظام والقانون والانتصار للدستور والعمل على ترسيخ قيم ومفاهيم دولة النظام والقانون والدولة المؤسسية التي هي غايتنا ولكن من الصعب الوصول إليها أن كنا سنجعل من كل متمرد وخارج على النظام والقانون بطلا وطنيا وربما قوميا وزعيما يجب أن يراعى ويتجاهل كل تصرف يقوم به وأن كان بحجم الفتنة والتمرد والمشاركة فيها أو مناصرتها ..!! بيد أن ما يقوم به البعض من تحرك من أجل ما يسمى المطالبة بالإفراج عن الموقوفين على ذمة الفتنة والتمرد هو فعل غير قانوني وغير دستوري وهو أيضا فعل غير أخلاقي , لأن مناصرة الخارجين على القانون ليس فيه شرف يستحق الذكر , كما أن الديمقراطية بكل قيمها وقوانينها ترفض هذا المنطق المثير والغير قانوني كما هو غير ديمقراطي وغير وطني فليس الدفاع عن المتورطين في قضايا جنائية فعل يستحق التفاخر به أو إثارته بحثا عن الشهرة ومن أجل الكيد للآخر الذي لا يجب أن يكون الاختلاف معه بهذه الطريقة الرديئة والمثير للشفقة والسخرية معا..! وليعلم هؤلاء أن كانوا لا يعلمون أن عصابة الفتنة والتمرد والغدر والخيانة والأفعال الإرهابية والإجرامية لا تزال تواصل حربها ضد الدولة والوطن والشعب والنظام والقانون ولا يزال رموز هذه العصابة يطلقون التهديدات ويتوعدون الوطن والدولة والشعب , وبالتالي كان الأحرى بكل هؤلاء المزايدين والحريصين على شعور رموز هذه العصابة وأفرادها أن يعطوا وطنهم وشعبهم بعضاً من الحرص والخوف والهلع الذي يبدونه على عصابة الإجرام ..!! أليس من حق الوطن والشعب والدولة والنظام والقانون والدستور على هؤلاء أن يقولوا كلمة صادقة وعادلة ومنطقية يجعلوها مساهمة من هم للانتصار لكل القيم الوطنية ولسلامة السكينة الوطنية واستقرارها ..؟ أم يكفي بنظر هؤلاء فقط الخصومة للنظام وبالتالي كل من يخاصم النظام فهم له ناصرون , وكل من يستهدف الوطن فهم معه مساندون ولو أن احتلالا داهمنا لما ترددوا في مناصرته فقط لمجرد خصومتهم مع النظام السيادي الوطني ومع الحزب الحاكم ..!! أن الديمقراطية لا تقبل بهذا السلوك ولا الدستور يسمح به ولا القانون والقيم والأعراف والأخلاقيات الوطنية , وكل هذه المنظومة القيمية ترفض مطلقا هذا المنطق الاستلابي المثير والساخر ليس من كل هذه المصفوفة القيمية , بل تمثل سخرية فعلية من وعي المواطن ومن عقله ودوره وذاكرته بل ووجوده الحضاري الوطني والإنساني .. وفعل كهذا لا نقبله ولا نرتضيه مهما كانت الدوافع والمبررات والذرائع التي لا يمكن لواعي ولوطني شريف صادق بهويته الوطنية وولائه الوطني أن يرتضي مثل هذه الممارسات التي نتمنى من أصحابها أن يتراجعوا عنها حتى لا يفقدوا بقايا احترام إنساني يحمله لهم بقايا مواطنين لا يزالون يراهنون على عودة وعي هؤلاء وصلاحهم ..