استنكر عدد من أبناء عزلة الأعبوس بمديرية حيفان محافظة تعز غياب دور وزارة الصحة العامة والسكان في مكافحة البعوض (النامس)، والذي ينتشر داخل العزلة بشكل كبير ومخيف منذ عدة سنوات. وأكد أبناء العزلة من قرى (المشاوز العليا والسفلى، الكرب، دعان، الدمنة، العذير، الشعوبين، الفضارم ، الجريبة، السراق، السبد، وغيرها) قلقهم الشديد من انتشار مرض الملاريا الذي بات وشيكا إن لم يكن قد أصاب عدد من المواطنين في ظل غياب الفحوصات الطبية وتردي الخدمات الصحية في العزلة وضيقحال الكثيرون، خصوصا وأن الحكومة ممثلة بوزارة الصحة العامة والسكان والبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا لم تحرك ساكنا لمكافحة البعوض للحيلولة دون انتشار المرض. وأوضح عدد من المواطنين في تصريحات ل(أخبار اليوم) بأن مكتبي الصحة والبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا في المديرية ومحافظة تعز لم يبذلا أي جهد لمعالجة المشكلة رغم إطلاعهم عليها، إلا أنهم وعدوا أبناء المنطقة بتوزيع ناموسيات صحية للأسر والأطفال قبل عدة سنوات وهو ما لم يتم حتى الآن حد قولهم. وحملوا وزير الصحة الدكتور عبدالكريم راصع مسئولية تردي الوضع الصحي في العزلة ونتائج انتشار المرض وناشدوه في نفس الوقت سرعة التدخل وتوجيه المختصين لديه في محافظة تعز لمعالجة المشكلة وتوزيع ناموسيات صحية لكافة أبناء العزلة وخاصة القرى المذكورة سابقا كونها الأكثر تضررا، وإحالة المقصرين في مكتبي الصحة والبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا إلى التحقيق. كما ناشدوا المانحين ومنظمة الصحة العالمية بإعادة النظر في المبالغ التي تقدم باسم مكافحة الملاريا في اليمن والتي تقدر بمليارات الدولارات، كون غالبية مناطق الجمهورية لم تصلها أي جهود في هذا الجانب، وأن المستفيدين منها هم القائمون عليها وبعض المتنفذين ممن لا يهمهم معالجة المشكلة بقدر إكناز الأموال بطرق غير مشروعة، وتنفيذ أنشطة شكلية لا تفي بالغرض ولا يلمس المواطن نتائجها. وفي سياق متصل اعترفت مصادر في البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا بمحافظة تعز بالمشكلة، وأوضحت عدم توفر الإمكانيات اللازمة للنزول الميداني إلى تلك القرى لإجراء عمليات المكافحة سواء الرش بمبيد الأثر الباقي أو الرش الضبابي، وأشارت إلى أن الناموسيات والتي كان يفترض توزيعها خلال العام الماضي لازالت محتجزة في مخازن البرنامج بمحافظة الحديدة بعد أن تم احتجازهن لفترة طويلة في ميناء الحديدة، وأن محافظة تعز لم تحصل على حصتها من الناموسيات سوى لبعض المديريات كغيرها من محافظات الجمهورية، وبينت أن ما هو مرصود لمديرية حيفان 13 ألف ناموسية منها 4 ألف ناموسية لعزلة الأعبوس. وطالبت ذات المصادر بضرورة توفير مبيد الأثر الباقي لإجراء عملية الرش والمكافحة للقرى المذكورة أنفاً لما له من أهمية في القضاء على البعوض بعكس الرش الضبابي. الجدير بالذكر إن إجمالي سكان عزلة الأعبوس 18645 ألف نسمة بحسب تعداد عام 2004 م منتشرين في 25 قرية، وتعتبر أكبر عزل مديرية حيفان