فسر الدكتور السفير/ عبدالله الأشعل خبير استراتيجي مصري تصريحات وزير خارجية بريطانيا الأربعاء الماضي والتي وصف فيها اليمن بأنها "دولة هشة"، وذلك على إثر هجوم نفذته عناصر إرهابية استهدف أحد الدبلوماسيين البريطانيين، فسرها بأنها تأتي في سياق مؤامرة أجنبية على اليمن ولا سيما أن المسؤول البريطاني يوردها في إطار ما تصوره الأجهزة الاستخباراتية الغربية من أن اليمن ساحة لحرب دولية مع القاعدة. وشدد الأشعل في تصريح ل"أخبار اليوم" على الحكومة اليمنية الوقوف ضد هذه التصريحات وإعلانها التحفط عن تصريحات وزير خارجية بريطانيا التي تلمح بأن اليمن لا تستطيع حماية الرعايا الأجانب، مشيراً إلى أن الدول الغربية هي من جلبت القاعدة إلى اليمن كونه متحكماً بمضيق باب المندب ويشكل الخاصرة الجنوبية للمملكة العربية السعودية، منبهاً بأن هناك مؤامرات تستهدف المنطقة بتشويه بلدانها وتفتيت الأوطان العربية، لافتاً إلى بداية المؤامرة على السودان منذ عام 2005مم مع اتفاق نفاشا. وقال الأشعل وهو وكيل وزارة الخارجية المصرية سابقاً إن هناك جهات استخباراتية خارجية تدعم القاعدة في اليمن، مشيراً إلى ما حصل من تفجيرات في سيناء ليقولوا بعدها إن هناك قاعدة في سيناء، لولا أن الداخلية المصرية تنبهت بسرعة ونفت مزاعم الدول الغربية بأن مصر غير قادرة على تأمين سيناء. وحذر الخبير المصري من فكرة القاعدة واصفاً إياها بالخبيثة جداً إذا أن الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية في ظل هذه الفكرة تخلق في الدول المستهدفة ساحة حرب ضد القاعدة، متطرقاً إلى أن الدول الاستعمارية والمهيمنة زرعت القاعدة في العراق لتمهد لذريعتها الاستعمارية، برغم أن الرئيس العراقي الشهيد/ صدام حسين كان رجلاً علمانياً لا علاقة له بالقاعدة ومع ذلك زعموا أنه يتعامل مع هذا التنظيم حسب تعبيره. وأوضح أن الغرب هم الذين أتوا بالقاعدة إلى السعودية وكذا إلى اليمن وذلك في إطار مؤامرة كبيرة يجب على الحكومة اليمنية والإعلام اليمني أن ينتبه إلى أن يراد لليمن أن تكون ساحة لصراع يحطمها. وأشار الخبير الاستراتيجي إلى نفي وزير الخارجية اليمني أن تكون حكومة بلاده عاجزة عن حماية اليمن وذلك قبل عام تقريباً، عندما جاءت تصريحات السياسيين الأميركيين وسط الأحداث التي تشير إلى أن أميركا ستتصرف مباشرة مع الإرهابيين دون تدخل الحكومة اليمنية. وأضاف الأشعل: ما يقال بشأن اليمن يجب الوقوف ضده إعلامياً وسياسياً حتى لا تتعرض اليمن للمؤامرة وتضيع هيبة الحكومة اليمنية وتسيطر القوى الأجنبية ويسهل التحكم في مصير اليمن، لافتاً إلى ما حدث في السودان من خلال الحركة الشعبية بما معناه تحرير السودان من الحكم العربي الإسلامي، الأمر الذي اضطرت معه حكومة السودان لمواجهة الخطر إلى توقيع اتفاق نفاشا والذي تضمنت فقرة منه بجواز تقرير مصير الجنوب عن طريق استفتاء الجنوب فقط، لتبدأ بعدها مشكلة دارفور وتحالف حركة تحرير السودان مع متمردين لهم علاقة بإسرائيل، مشيراً إلى أن ذلك كان تمهيداً للحظة التي أعلنت واشنطن صراحة بأنها تريد فصل الجنوب وأن السودان رئيس يجب أن لا يقف في وجه انفصال السودان تحت حق تقرير المصير واحترام المعاهدات الدولية. وقال الدكتور/ الأشعل إن انفصال الجنوب يعني تفتيت السودان وحرباً مستمرة بين الشمال والجنوب وتحالفاً بين الجنوب ودار فور، لتبقى السودان ساحة صراع مستمر لن يهدأ، لافتاً إلى أن الحكومة السودانية في مأزق شديد، لأنها كانت تدرك ذلك منذ البداية، لكنها رأت أن مشاركة الجنوب مع الشمال في فترة انتقالية سوف يهدئ مخاوف الجنوبيين بفعل اقتسام السلطة والنفوذ. واستدرك بالقول: لكن للأسف كانت فترة انتقالية لصالح الجنوب، استطاعت حركة تحرير السودان أن تنشئ 25 سفارة في الخارج وأن تتسلح وتمنع الجيش السوداني تماماً من دخول الجنوب وأن تفصل الجنوب فصلاً حقيقياً عن الشمال. وأكد أن على الحكومة السودانية التمسك بحقها وفق القانون الدولي وهي أن حركة تحرير السودان انتهكت اتفاق نيفاشا عندما أعلنت فصل الجنوب دون الحاجة إلى استفتاء، ما يتناقض مع الاتفاق، كما أن حكومة الجنوب لم تحترم الحكم الصادر من محكمة التحكيم الدولية العام الماضي 2009م. وتوقع للحكومة السودانية إذا ما تمسكت بحقها أن تتخذ موقفاً في اللحظة الأخيرة إذا زورت حركة تحرير السودان الانتخابات وتمكنت من التلاعب دون رقابة دولية ودون رقابة الحكومة، والتي لو تمكنت من الإشراف على الانتخابات فستحصل مشاكل كبيرة. وقال الأشعل: إنه يجب الوقوف ضد مشروع تفتيت الأوطان والعمل من أجل هذا الهدف بين النخب داخل الأوطان التي تتعرض للتفتيت وبين النخب العربية، مضيفاً أن سيناريو تقسيم السودان خطير جد على الأمن المصري والأمن العربي القومي، كون السودان حلقة أساسية وعمقاً استراتيجياً أنه في حال تم فصل السودان يبدأ المخطط العالم العربي الذي كان قد بدأ في فلسطين، ثم العراق، ثم حاول طرق أبواب اليمن، ثم دخل السودان ليدخل بعدها إلى السعودية والجزائر وبقية الأوطان العربية – حد قوله. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة لعبت دوراً مؤلماً جداً في تقسيم الصومال، ولعبت لعبة القط والفأر مع الشيخ/ شريف أحمد حيث اتهمت الشيخ/ شريف أحمد بأنه إرهابي عند ما كان يسيطر على أكثر من 90% من أراضي الصومال وأنه مع القاعدة فاضطر شريف أحمد بأن يغير جلده فأيدته الحكومة الأميركية وحين انتفضت عليه المجموعات الإسلامية بمساندة من دول أخرى مجاورة مثل أثيوبيا، فإن ذلك أدى إلى توتر شديد بين الطرفين. وتابع بالقول إلى ما كان عليه الشيخ/ أحمد الآن أصبح الرهان الساقط من جانب أمريكا ، أمريكا تراهن على الأجزاء الأخرى من الصومال، مستنتجاً أن الشعب الصومالي يعاني معاناة يومية جراء ذلك وأن الصومال نفسه قد تفتت وأنه لا سبيل إلى وحدته إلا إذا ظهر زعيم صومالي قوي وفئة عربية حاضنة وإفريقية تستطيع أن ترد الصومال مرة أخرى إلى ما كان عليه. وأضاف أن أي مشكلة في الصومال تؤثر على اليمن وأي مشكلة في السودان تؤثر على اليمن، إذ أن الصراع بين أثيوبيا وأرتيريا أثر على اليمن، ولذا فإن اليمن يجب أن يحتضنه العالم العربي ويحافظ عليه، كونه يتعرض لمؤامرة تسعى لانتزاعه انتزاعاً كاملاً من الأسرة العربية، فهناك مؤامرة في الجنوب ومؤامرة في الشمال ومؤامرة على الحكومة في صنعاء، لذلك يجب أن يتنبه شعب اليمن لهذا ويجب على العالم العربي أن يقوم باحتضان اليمن فعلاً حسب تعبيره.