هناك مثل شعبي يقول " ما كل بيضاء شحمه ولا كل سوداء فحمه" وقد أثارني هذا المثل وحرك لدي الرغبة في التحدث عن مشكلة اجتماعية كبيرة ومنتشرة تقع ضحيتها غالباً الفتاة وهذه الخدعة أو الإشكالية هي انخداع الفتاة باختيار شريك حياتها. فمن الفتيات من تحلم برجل غني فقط , ومنهن من تطلب شاباً مشهوراً وأخرى تحلم بالوسيم ورغبات النساء غير مقيدة بحدود , فلكل فتاة حلم تتمنى أن يتحقق والكثير من فتيات هذه الأيام أصبحت اغلى أمانيهن الحصول على زوج مغترب ولا يهم أين يغترب عريسها في أمريكا أو الخليج أو حتى الصومال أو أوكرانيا أهم شيء انه مغترب لديه مال , ولا يهم أخلاقه أو دينية ومن هنا تبدأ النكبة وبيع السعادة والاستقرار مقابل المال، فلا يكاد هذا المغترب المجهول يطلب يد الفتاة المبيوعة ولا أقول المسكينة لأنها هي من ساومت على بيع نفسها وكأنها سلعة تجارية حتى تسارع بالموافقة دون تفكير، توافق وهي متطلعة إلى عيش هنيء وحياة سعيدة في ظل وجود زوج يحبها ويحترمها وينفق عليها ويرعاها ويحن عليها ويحميها وبعد فترة قصيرة وبعد أوقات جميلة وسعيدة قضتها مع شريك حياتها في شهر العسل , "هذا إذا طلعت اللقيه "شحمه" كما يقول المثل السابق ذكره" تبدأ المعاناة والعذاب والألم التي تعيشها العروس الشابة بعد رحيل زوجها إلى بلاد الغربة لكسب الرزق مخلفاً ورائه بنت الناس فتصبح هي ضحية نفسها , وتقضي أيام عمرها وزهرة شبابها في انتظار عودة زوجها المغترب. فيمر عليها اليوم وكأنه سنة , حينها تندم في اليوم ألف مرة على قرار متسرع مصدره الغريزة المالية.