شهدت منطقة المثلث بالمسيمير محافظة لحج صباح اليوم مسيرة سلمية حاشدة ومهرجاناً جماهيراً شارك فيه المئات من أبناء مناطق المثلث وجول مدرم والسراحنة وغيرها من المناطق الحوشبية الذين توافدوا إلى المثلث بعد أن حالت الإجراءات الأمنية المشددةوالانتشار الأمني الكثيف لقوات الأمن والنجدة التي انتشرت منذ الصباح الباكر على مداخل ومنافذ مدينة المسيمير والطرق المؤدية إليها حالت دون إقامة الفعالية الاحتجاجية السلمية التي كان مقرراً تنفيذها أمس في كافة مناطق المديرية إلى التوجه إلى المثلث المغلقة للانضمام إلى الحشود الجماهيرية التي تقاطرت من مختلف قرى وشعاب ومناطق الحواشب للمشاركة في الفعالية، وخرج المشاركون في الفعالية الاحتجاجية في مسيرة سلمية حاشدة جابت الشارع العام للمنطقة يتقدمها رئيس مجلس تنسيق الفعاليات السياسية والجماهيرية علي عبدالله الخليفة وعدد من قيادات ونشطاء الحراك الشعبي ومناضلي الثورة اليمنية، ورفع المشاركون في المسيرة لافتات تندد بالمحاكمات التي شرعت فيها السلطة لمحاكمة قيادات ونشطاء الحراك السلمي في الجنوب والمطالبة بسرعة إطلاق سراحهم دون قيد أو شرط، كما رددوا الهتافات المطالبة بوقف الملاحقات والمطاردات والاعتقالات للنشطاء الحقوقيين والسياسين مطالبين في نفس الوقت بالإفراج عن كل المعتقلين على ذمة الحراك السلمي بحسب قولهم. وفي المسيرة ألقى الناشط السياسي علي الخيفة رئيس مجلس التنسيق كلمة قال فيها: إنكم اليوم تثبتون للعالم أجمع بأن إرادة الشعوب لا تقهر، وإن إرادة أبناء الحواشب أقوى من فوهات المدافع وأزيز الطائرات والدبابات، وأن صوت الحقيقة أقوى من صوت الغدر والظلم والنفاق والطغيان، وإن إزهاق الأرواح وسيل الدماء لن يوقف زحف سيل الحقيقية، وإن الزنازن والمعتقلات لن تستطيع اعتقال الحرية والإرادة والحقيقة التي ترى السلطات من يعشقها بان مصيره هو قيعانها، ونحن بادرنا بقول لا وألف لا، وأن مواقفكم ليس على الثرى أو تحته، ولكنه حقاً سيكون في الذرى وقال: نعاهد شهداء الأرض بأننا سنظل أوفياء لدمائهم وللقضية التي سقطوا وسالت دماؤهم لأجلها، وكذا قادة ورموز الحراك الجنوبي الذين زجت بهم السلطة في زنازينها ومعتقلاتها الانفرادية وكافة المعتقلين والمسجونين على ذمة الفعاليات والاحتجاجية والمطلبية السلمية الجنوبية ونؤكد بأننا سائرون على نفس الطريق حتى تتحقق كافة المطالب والتطلعات المنشودة والتي يرجوها ويناضل من أجلها كل الإصرار والأفذاذ والشرفاء من أبناء الوطن في محاربة الفساد والفاسدين. وتابع الخليفة قائلاً: تحية من هنا من أرض الحواشب أرض الصمود والتضحية والثورة لأولئك الأبطال القابعين في سجون السلطة وعلى رأسهم المناضل الجسور حسن باعوم والغريب والشعبي وعلى منصر ورفاقهم من أبناء الجنوب القابعين في السجون ونقول لهم: إن الحياة تتعثر ولكنها لا تتوقف والأمل يتلاشى ولكنه لا يموت، والحرية قد تتقيد ولكنها إلى أجل لن يطول بإذن الله، فمن السهل أن يقتل أو يسجن من يطالب بحقوقه لكن من الصعب أن تسلب الإرادة التي هي مصدر القوة والعزة والكرامة والصراع، أيها الأخوة هو صراع إرادة بين الخير والشر والحق والباطل والضعف والقوة، وما هو اليوم قد يبدو لكم صعباً سيكون حتماً سهلاً غداً بإرادتكم وبقوة الله ناصر الحق والعدل على الباطل والظلم، وقال: أن القضية التي يعانيها أبناء الجنوب أصبحت اليوم في صدارة الأحداث وحاضرة بقوة في كل المحافل سياسياً وإعلامياً وعلى المستويات الإقليمية والدولية، ومن يراهن على دفنها فهو لا يعي التاريخ ويجهله تماماً، ويجهل أن الجنوب كان مقبرة لكل الغزاة والطامعين واستدرك قائلاً: إن الحرية لن ينالها إلا أصحاب الجباه الشامخة أصحاب الأهداف المصيرية لحاضرهم ومستقبلهم مطالباً الجميع بضرورة الاستمرار في نهج النضال السلمي ومواصلته وتوسيعه في كل شبر عن أراضي الوطن ضد قوى الفساد وعدم الانجرار إلى العنف أو يعكر صفو النضال السلمي الحقوقي، وقد أصدر المشاركون في المسيرة بياناً استنكروا فيه بشدة محاكمات رموز وقادة الحراك الشعبي ودعا البيان كافة المنظمات الحقوقية المحلية والدولية التدخل لوقفها وسرعة الإفراج عن المعتقلين من مختلف السجون دون أي تعهدات أو شروط.