في ظل غياب الدولة بأجهزتها المختلفة وفي مثل هذه الظروف الاستثنائية التي تعيشها محافظة عدن ، انتهز العديد من المواطنين الفرصة وقاموا بالبسط على الممتلكات الخاصة وتقاسمها والشروع بالبناء في مواقع متفرقة من مديرية المعلا وكذا منطقة الممدارة والبساتين وكابوتا ودار سعد. إن إحساس المواطن بضعف الدولة وغيابها عن أداء دورها وتهاونها وعدم قدرتها على ضبط الحياة في المدينة كان السبب الرئيسي وراء قيام بعض المواطنين والشباب بالإسراع في عملية البسط والنهب على الممتلكات الخاصة التابعة لمواطنين غائبين عن الوطن وقد تمثل هذا البسط في الاعتداء والاستيلاء وبطريقة عشوائية على أراضٍ ممنوحة للمواطنين وفقاً لتراخيص ومخططات رسمية وقد حدثت هذه الاعتداءات الغير مسبوقة والتي تعد ظاهرة خطيرة ومقلقة مع اختفاء دور رجال الشرطة في مثل هذه المواقف. علماً بأن رجال الشرطة كانوا يتواجدون حتى في الخناقات والمعارك التي تحدث بين الأولاد والشباب في الحارات ويعملون على توفير الأمن والاستقرار بين المواطنين، واليوم الأراضي الزراعية الخاصة تقسم وتوزع وتباع ومتنفسات تنهب في خور مكسر وكريتر والمعلا والمنصورة والشيخ عثمان أمام أعين رجال الشرطة ولم يحركوا ساكناً!!. * المدارس لم تحظ بالحماية: حتى المدارس الحكومية تعاني من هذا الانفلات الغير معروفة أسبابه، فهناك من يمنع ويهدد ويعرقل سير العملية التربوية ويعيق الطلاب عن الذهاب إلى مدارسهم.. ومن يقوم بفتح المدرسة يضرب على غرار ما حدث لمدير مدرسة في الوحدة السكنية وعلى إثر ذلك تم بالفعل إغلاق المدارس ومكث الطلاب في المنازل وهذا الأمر بحد ذاته يعد أمراً غير مقبول، إذ من غير المعقول أن يزج الطلاب في مثل هذه الأمور، والغريب في الأمر أن الشرطة لم تبدِ استعدادها من أجل توفير الحماية لهذه المدارس من البعض الغير مسؤول أو المحسوب علينا فرداً من أفراد هذا الوطن.. ألا يعلم هؤلاء أن مثل هذه التصرفات والسلوكيات الغير مسؤولة والخالية من القيم والمبادئ تسيء لنا نحن أبناء محافظة عدن؟. * حتى الشوارع والأزقة والحارات تشكو غياب الشرطة الحارات والأزقة والشوارع هي الأخرى تبحث عن رجال الشرطة لحمايتها من المتطفلين والمخربين والفوضويين أو من ممارسة بعض الشباب الطائشة التي تنم عن عدم الالتزام والحرص على ساكني الحارات والأهالي، حيث يقوم البعض بإشعال إطارات السيارات وأغصان الأشجار على مفترق الطرق ويعيقون الأهالي من الوصول إلى منازلهم.. وعندما يبحث المواطن عن الشرطة لا يجدها !!. إن غياب الرادع لمثل هذه السلوكيات والتصرفات المرفوضة والتي تهدف إلى النيل من أمن واستقرار محافظة عدن يقودنا إلى التساؤل عن سبب هذا الانفلات الأمني ولماذا لا يقوم رجال الشرطة بمهامهم تجاه المواطن والوطن؟! ولمصلحة من هذا الانفلات؟! .. علينا أن نعي كمواطنين غيورين على هذا البلد أن مسألة الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة لابد وأن نقوم بها نحن المواطنون، فإذا كان حال غياب رجال الشرطة يقول لكم افعلوا ما يحلو لكم لا تفعلوه!! وتذكروا أن الشعب خرج ثائراً ضد النظام ويريد إسقاطه، لأنه أكل ونهب أموال الشعب!! وأنتم ماذا تسمون البسط والاعتداء على ممتلكات الغير؟! فإذا كنتم ستستمرون بالسلب والنهب والتخريب وإثارة الفوضى فلا داعي لأن تنادوا بإسقاط النظام!!. لذا علينا المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة من السلب والنهب والتخريب وأن لا نتعمد نشر الفوضى ولنعبر عن مطالبنا بصورة سلمية وأن نكون نحن حماة الوطن إذا غاب الحماة الأصليون.