من يزور مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج يندهش من أوضاعها البيئية المتردية فمنذ أسبوعين وهي تعاني كارثة بيئية بكل المقاييس، بدءاً بتكدس القمامة في مختلف شوارعها وحاراتها وتسرب مياه الصرف الصحي والتي شكلت بحيرات في معظم أحياء المدينة. حالة من الامتعاض والغضب في الشارع اللحجي نتيجة لهذه الوضعية التي ارجع البعض أسبابها إلى إضراب عمال النظافة للمطالبة بتثبيتهم أسوة بزملائهم في بقية المحافظات والبعض الآخر أرجع ذلك إلى ما يعانيه صندوق النظافة والتحسين من عملية استنزاف جائر لموارده من خلال تحويل عمله إلى صندوق لصرف الإعانة بدلاً عن تحمل مسئوليته الأساسية بعمالة تقدر بحوالي "600" موظف برواتب شهرية تصل إلى 15 مليون ريال. "أخبار اليوم" التقت عدداً من المواطنين ونقلت بالصور مناظر الحوطة المؤلمة والحالة المزرية التي حولتها من عاصمة نظيفة إلى عاصمة جالبة للأمراض المختلفة وخرجت بهذه الحصيلة: مكب للقمامة: بداية المواطن وليد أمين قال: نحن نعيش حالة يرثى لها، نتيجة تكدس للقمامة والأوساخ أمام منازلنا، مما يسبب لنا خوفاً وهلعاً مستائلاً: عن دور السلطة المحلية مما يحدث منذ عشرة أيام والتي أدى تجاهلها، إلى هذه الوضعية المزرية لعاصمة لحج التي تغنى بها الشعراء وتحولت إلى مكب كبير للقمامة. غياب وإهمال من جانبه أكد بدر سعد علاية أن الفساد هو الذي أوصل الحوطة لهذا الوضع الكارثي، مستغرباً عدم نزول أي مسئول ليرى الحالة التي تعيشها المدينة وشوارعها ، وقال: أنا لا أقدر أن أصل إلى منزلي بسبب تسرب مياه الصرف الصحي منذ إضراب عمال النظافة. نداء واستغاثة لماح الفقيه اتفق مع علاية في أن مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع تقع على عاتق السلطة المحلية وأضاف: نحن نجني ثمار الإهمال واللامبالاة من قبل المسؤولين الذين لو كان عالجوا قضية عمال النظافة في حينها لما حدث ما نشاهده الآن ونعاني منه.. مضيفاً: عيب كبير على أبناء الحوطة وبالذات مسئوليها وأعضاء المجلس المحلي أن يقفوا مكتوفي الأيدي ويتفرجوا على المشاهد اليومية التي تظهر عاصمة لحج مكتظة بالقمامة، ونوجه نداء للمنظمات الإنسانية لإغاثة الحوطة من الكارثة المحدقة بها. الاهتمام بعمال النظافة عفان العبدلي من جانبه أشار إلى أن كل دول العالم بدون استثناء تهتم بعمال النظافة وتعطيهم الرواتب المغرية والمستحقات المالية في كافة الخدمات، إلا في اليمن، فعمال النظافة بالمرتبة الأخيرة، ناهيك عن عدم وجود سياسة واضحة لعمل الصندوق الذي أصبح صندوقاً للإعانات ل "600" موظف بالأجر اليومي والتعاقدي ، المهم في حديثي هو إيجاد حل للعمال يضمن لهم عيشاً كريماً والوضع البيئي الغير سوي قد يزيد يوماً بعد يوم ، فترحيل المشاكل والقضايا يؤدي إلى تفاقمها وصعوبة حلها وحال الحوطة لا يحتاج للتأجيل. الوضع كارثي مرشد الزريقي قال : كما تشاهد أعمل على فتح منفذ لمرور مياه الصرف الصحي بعد أن تشكلت بحيرة أدت إلى منع المرور إلى منزلي، اليوم الوضع كارثي بكل المقاييس، فالشارع مغلق بسبب المياه المتكدسة على شكل بحيرة وإذا مرت أي سيارة تمر بعد عناء وتعب، نحن نعاني فهل يسمع المسؤولون معاناتنا في المدينة المنسية. لم أتمكن من التبضع التقينا في نهاية جولتنا المواطن/ عزام مرشد والذي بدا آثار الذهول عليه، كونه من منطقة أخرى قريبة من الحوطة قرية سفيان غير مصدق ما شاهدته عيناه ، وقال: ماذا أضيف لك، منظر قبيح للمدينة الجميلة، لقد حئت من القرية لغرض التبضع ولم أتمكن من ذلك والسبب البحيرات والمستنقعات على طول الشارع من البداية وحتى النهاية.. متسائلاً أين عمال النظافة ؟، وعندما قلت له إنهم مضربون، قال أين الصندوق ذو الملايين ليحل مشكلتهم؟!. أوجه عبر الصحيفة إلى المسؤولين نداءً علَّهم أن يتقوا الله ويعملوا على تصحيح الأوضاع المزرية قبل أن تتفاقم الكارثة. الختام هذا حال مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج تئن تحت وطأة الإهمال والفساد الذي ضرب بجذوره في الأعماق.. فهل يعي مسؤولونا هول الكارثة المحدقة بمواطني الحوطة الذين بحت أصواتهم من كثرة المطالبات والشكاوى أم يعملون بالمثل القائل (مغني جنب أصنج ؟!.