يبدو أن ما حذر منه الكثيرون ممن ينتمون إلى نادي التلال في فترات ماضية حين أطل الزوكا ومعياد مع بعض المأجورين إلى دفة قيادة النادي قد بدأ يأخذ حيزه من الواقع، بعد أن دخل النادي في اتجاه غير مقرؤ من قبل كل أطرافه، وخصوصا اللاعبين الذين لم يعد بإمكانهم استيعاب شيء في التعاطي مع الواقع الجديد، بعدما طاحت آمالهم في الفوز بلقب الدوري العام جراء ما مر به النادي في الاتجاه المذكور سلفا. فالتلال النادي والكيان الكبير يعيش حالة فوضى بسبب عدم وجود إدارة تسير شئونه التي تتهاوى ما بين يوما وآخر.. ولم يتبقَ فيه سوى شخص أو شخصين مازالوا يعيشون على الفتات الذي يصل من هنا ومن هناك عبر تواصل تلفوني، واستجداء لشخصيات معينة ، تقدم لهم ما أمكن في إطار سياسة الإبقاء عليهم كأطراف رابطة بين النادي وبعض من هؤلاء الذين ينتظرون ما ستفضي به الأيام على واقع البلد الذي يعيش ثورة عارمة كانت سببا رئيسا في ما يحصل، بعد أن ظهرت يتلك القيادات في واجهة العداء للثورة والشباب والتغيير . أوضاع التلال التي يمكن أن يقال عنها بأنها مأساوية في ظل القيمة الكبيرة التي يمثلها في الحركة الرياضية اليمنية، لا يخفى على أحد اليوم أسبابها التي جاءت بإيحاء سياسي بحت كان فيه ابن رئيس الجمهورية (أحمد) المتواجد في الرئاسة الشرفية منذ سنوات الحلقة الأبرز والمسببة.. لأنها كانت مصدر قدوم الزوكا ومعياد وبعض المحسوبين والذين جاءت بهم الظروف ليتواجدوا على مواقع القرار الأحمر دون يكون لهم علاقة أصلا بهذا البيت.. دون امتلاك أدنى الحق في ذلك، لذلك فإن الجميع يقر بأن السياسة التي عصفت بكل شيء جميل ومشرف للرياضة بما فيها التلال. الوضع الذي يرمي بثقله في أروقت النادي المئوي صعب وفيها تركة مثقلة جعلت الجميع يتهرب منه، لأنه يحتاج إلى ثورة وخصوصا في الجانب المالي الذي كان في السنتين الماضيتين يمر من بوابة الاستهتار من حيث الصرف، والتلاعب في الأوراق والفواتير التي كانت حلقة صدام واضحة بين تياراين أولهم من يقف عليها، ويقوم بصرفها، وثانيهم من جاء ليغير في الواقع المالي فصدم بالتيار.. فالتلال الذي سيكون في معظم التوقعات أحد ممثلين الكرة اليمنية في البطولة الآسيوية القادمة في مساحة تشتت فيها اللاعبين، وابتعد أيضا فيها المحترفين بعد أن تنكرت الإدارة لهم وأدارت ظهرها لمستحقاتهم التي بذلوا لأجلها الجهد والوقت.. وبالتالي يكون الحال في مسار صعب، ويحتاج إلى ثورة عارمة تجمل الصورة، وترمي بمن بقى من منظومة العمل السابقة التي التصق بها كثير من جوانب السيئة في الفساد المالي.. حتى نرى التلال يحتضن أبناءه من جديد، ويعيد رسم خريطة مشاويره القادمة التي يجب أن يبقى فيها التلال كبيرا بقيمته وحضوره في كل الفعاليات الرياضية، وليس كرة القدم وحدها.