جابت حشود جماهيرية من عشرات الآلاف الشارع الرئيس بمدينة المعلا في محافظة عدن عصر أمس الجمعة في مسيرة أطلقوا عليها (مسيرة الانتصار) استشرافاً لانتصار الثورة و ابتهاجاً بما حققته الثورة الليبية، و قبلها انتصار الثورتين التونسية والمصرية. وقد اعتبر ثوار عدن رجالاً ونساءً وبمختلف المكونات والتكتلات والمنظمات اعتبروا المسيرة الحاشدة ابرز سمات عدن المعروفة بحضارتها وسلمية أهلها، وهتف المشاركون للثورة رافعين الأعلام الوطنية واللافتات المطالبة بمحاكمة النظام ورفض أية ضمانات تعطى للقتلة والسفاحين. و تعالت الهتافات المهنئة والمباركة برحيل من وصفوه بعميد الطغاة العرب، كما طالب المتظاهرون المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية القيام بدورها ومسؤولياتها أمام ما يحدث لأبناء الشعب اليمني، مؤكدين على ضرورة إحالة ملف جرائم النظام لمحكمة الجنايات الدولية ليلقى مصيره العادل إزاء الجرائم التي ارتكبها ضد الإنسانية. كما هتف الثوار في مسيرتهم الجماهيرية الحاشدة لشهداء المعلا ( هائل وغسان و باشطح) الذين كانوا في طليعة شهداء الثورة فيما عدوه وفاءً لمن قدموا أرواحهم في سبيل الثورة، وشوهدت نساء المعلا وهن يلوحن بأعلام الوحدة من شرفات المنازل المطلة على الشارع العام. وانتهت المسيرة بوقفة أمام مبنى محافظة عدن لتحميلها مسئولية تبعات العقاب الجماعي الذي تعاني منه المحافظة و يشمل الانقطاعات الكهربائية و الانفلات الأمني ومحاولات زرع الفتن بين أبناء المحافظة الذي تشرف عليه عناصر النظام حسب تعبيرهم. وطالب أبناء عدن في مسيرتهم بضرورة توفير الحلول المناسبة لأبناء أبين وقضاء حوائجهم وعدم إهمالهم في محنتهم التي تتحمل الدولة الجزء الأكبر منها، وقد صدر عن المسيرة بيان تم تلاوته أمام مبنى محافظة عدن، أكد أن النصر قد لاح و نهاية النظام اقتربت، وعلى مواصلة النضال السلمي على خطى الحسم الثوري. وأشار إلى أن دماء الشهداء قد خطت طريق النصر و لن تذهب هدراً و ستطارد بقايا النظام حتى الإطاحة بهم، مؤكدين على سلمية الثورة و القبول بالرأي الآخر و التعايش السلمي معاً بحرية التعبير الديمقراطي مهما كان الخلاف في الرأي، وإن عدن تتسع للجميع فهي رمزية المدنية و التنوع السياسي و الثقافي. ودعا البيان أحرار العالم لمواصلة الضغط لاستصدار قرار دولي و إجراءات صارمة ضد جرائم النظام و رفع الحصانة عنه ليلقى مصيره العادل.