عندما هاتفني الأخ العزيز الكابتن/ صالح سالم الجلادي نائب رئيس نادي شباب الروضة الرياضي والثقافي بالقلوعة في عدن، ناقلاً لي الخبر المؤلم عن الوفاة المفاجئة المباغتة للرياضي المخضرم/ صادق عبدالكريم المسؤول المالي للاتحاد اليمني لكرة القدم فرع عدن. حقيقة لم أتمكن لحظتها بقدراتي المتواضعة استيعاب هذا الخبر والمؤلم، رغم أن الموت علينا حق بل هو الحقيقة الوحيدة في دينيانا الفانية. ويبدو أن تداعيات الوفاة بذلك الشكل المفاجئ والمباغت والدرامي والحزين التي تمت فيها كان لها الأثر الأكبر في عدم قدرتي على الاستيعاب الذي مر بعض الوقت حتى أصل إلى مرحلة الاستيعاب وبالمقابل التمكن من استعادة شريط طويل وحافل بالذكريات الجميلة مع الفقيد الغالي الرياضي المخضرم صادق عبدالكريم والتي مثلت في الفصل الأخير حكاية عشقه الرياضي الأصيل أنموذجاً أصيلاً في كيفية الارتباط الوثيق بين الممارسة الرياضية والرياضي. حيث ظل الفقيد الغالي مثالاً جيداً للمثابرة والإخلاص وتجسيد الحب والوفاء لمعشوقتة الرياضة في مراحل متعاقبة من حياته، فقد بداء عشقة للرياضة مبكراً وساهم الجو العائلي الرياضي المحيط به في تحقيق ذلك واستثماره وبشكل جيد، حيث كان شقيقه الراحل/ فيصل عبدالكريم قامة رياضية وأدبية وشعرية وإعلامية باسقة العطاءجزيلة المردود ، وتقلد في فترة زاهية من الزمن الرياضي الجميل والأصيل منصب الأمين العام لنادي الأحرار الرياضي، بالإضافة كونه أديباً متميزاً وإعلامياً من الطراز الأول، وكذا الحال بالنسبة لشقيقه الأكبر الأستاذ/ فؤاد عبدالكريم عضو مجلس النواب الداعم الرياضي الكبير. ولذا فإن انتماء فقيد الرياضة/ صادق عبدالكريم إلى أسرة رياضية وأدبية وإعلامية واجتماعية كان له الدور الكبير في أن يرتبط فقيدنا العزيز بالرياضة منذ فترة مبكرة ، وأتسم مشواره الرياضي بالتنوع الشديد من ساحات التنافس الكروي الشريف إلى رحاب القضاء الكروي كحكم لكرة القدم لفترة من الزمن إلى محراب العمل الرياضي الإداري والذي وجد فيه الفقيد الغالي/ صادق عبدالكريم ضالته المنشودة وركز فيه كل قدراته وإمكانياته واستطاع من خلاله أن يجسد ويبلور كل ذلك التراكم الرياضي والخبرة المكتسبة من خلال الإسهام الفعال والايجابي في تجميع قدرات وعطاءات الشباب الرياضية والثقافية في منطقة خور مكسر بعدن ، في إطار ينظم هذه القدرات والعطاءات ضمن كيان رياضي وموحد الهدف والغاية تحت تسمية نادي الجندوح الرياضي في عام 1986م ، والذي تغير اسمه بعد ذلك إلى نادي الجلاء الرياضي والثقافي في 25 فبراير 1989م .. وفي هذا الكيان الرياضي الموحد لقدرات وعطاءات الشباب الرياضية والثقافية في خور مكسر . لقد افنى الرياضي المخضرم فقيد الرياضة اليمنية صادق عبدالكريم سنوات طويلة من العمر كدا وعطاءا وجهدا وبذلا وعرقا ليثبت اركلان هذا الكيان الرياضي الوليد رغم صعوبة الظروف المحيطة به وقلت الإمكانيات وشحة الموارد حيث أرتبط الفقيد الغالي ارتباط وثيقاً ووطيداً بنادي الجلاء الرياضي إلى حد أن اعتبر الرياضيون في عدن وخارجها وبدون مغالاة ولا مبالغة أن صادق عبدالكريم هو نادي الجلاء الرياضي وبالمقابل فإن نادي الجلاء الرياضي هو صادق عبدالكريم.. الذي ظل وكان طيلة حياته وحتى الرمق الأخير مهموم بامآل وطموحات هذا النادي ويدافع عن مصالح نادي الجلاء الرياضي ويقدم كل جهد طيب ومثمر وممكن ..وكان الفقيد الغالي يحرص أشد الحرص على الاحتفال بذكرتأسيس وتشكيل نادي الجلاء الرياضي في 25 فبراير1989م في كل عام ، ولأنه كان يعتبر ذك شكل من أشكال التأكيد على تواصل تواجد وغطاء نادي الجلاء الرياضية في رحاب الرياضة اليمنية. وبفضل الجهود الذاتية والكبيرة التي بذلها الفقيد مجسداً من خلالها حبة ووفائه وإصراره الشديد على تفعيل عطاءات شباب نادي الجلاء الرياضي. وللحقيقة فلقد أثمرت تلك الجهود بحيث استطاع شباب النادي من تحقيق انجازات وبطولات في مختلف مجالات التنافس الرياضي الشريف رغم قلة الإمكانيات وشحة الموارد. وكان الفقيد الغالي يسعى وبجدية إلى تكريم أبطال النادي وفي وقتها ويبذل من أجل تحقيق ذلك الكثير من الجهود والبذل حيث كانت هذه النجاحات والانجازات لأبطال النادي مصدر فخر واعتزازا وسعادة بالغة للفقيد الغالي الرياضي المخضرم/ صادق عبدالكريم. واستطاع وباقتدار بالغ هذا الرياضي المخضرم أن يتوج مشواره الرياضي الحافل بالعطاء الجزيل، وذلك بنيل ثقة أندية عدن الغالية بانتخابه ضمن القيادة الجديدة للاتحاد اليمني لكرة القدم بعدن في عام 2010م . ورغم تقدمه في السن وملازمة المرضى له الا أن الرياضي المخضرم الفقيد/ صادق عبدالكريم كان شعلة من النشاط وكان يسعى مجاهدا ليكون عند مستوى الثقة وحسن الظن به من قبل أندية عدن وقد حقق ذلك بجدارة. رحم الله الرياضي المخضرم صادق عبدالكريم وأسكنه فسيح جناته وجزاءه خير الجزاء لما قدمه من عطاء جزيل في خدمة الشباب والرياضييين والأندية في عدن واللهم أهل وذويه وأصدقائه الصبر والسلوان. و"إنا لله وإنا إليه راجعون". سطرها المكلوم: عوض بامدهف