لأجلك يا بهية المساكن نعشق الوجود وفيك نستلذ الألم ولك نرسم الأمل الوضئ فوق قمم جبالك وعلى ذرات رمالك البيضاء. يا عدن حبك في دمي يجري وعشقك يرفع من قدري، يا أمي وأم المساكين وجابرة كسور المكلومين. يا باهية الحسن وممد الجمال الذي به نمحو نكد العيش وظنك الترحال وحين تراجع الحب في القلوب واستوطنت الحروب كنت ومازلت مدينة السلام، أنت من تمسح الحزن عن أبين وتضمد جراحات تعز وتنتفض لنصرة صعدة وتزمجر غضباً بمغتصبي أراضي نهم وبني جرموز، هذه هي عدن باختصار غير ممل وبتأكيد غير مضر. لكن الذي حدث في عدن ولأهل عدن يزيد من مساحة قهري وفي هذا التوقيت الذي تشهد فيه عدن ما يشبه الانتكاسة المدنية التي عرفت بها وميزت أبناءها، هذا التهاوي والسقوط المزعج في حفر وبراثن الحاقدين الساعين بمكرهم إلى خدش روائع هذه الفاتنة. هذا السقوط يبدو للناظر المتمعن بان يداً قد خططت ونفذت ما خططته، لكن المؤسف أن التنفيذ كان في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من الجميع. يا الله كيف لهذه المدينة أن تقهر ويقهر كبرياء عقول أبناءها الذين عرفوا بعراقة فكرهم وحسن سيرتهم العطرة وبعقولهم التي شكلت خلال فترات الزمن المنصرم مدارس التفرد الإبداعي والتميز الأخلاقي والنجاح العلمي، عقولهم اتسمت وتفردت بنكهات ومذاقات لم تشهد الأيام لها مثيل في الأسبقية إلى ذلك، لكن القلة قد جرحوا كرامات هذه المدينة ودللوا بان هناك وباءً ينخر في هذا الجسد الموشى باللطافة والمفدى بالجمال. وللأسف بعض القلوب لم تتألم لما يجري لعدن وهناك عقول قد أقفلت بصيرتها عن التأمل إلى شموخ هذه المحافظة المتمثل بقلعة صيرة المعتزة بكبرياء شموخها في عدن. هو ذات الأمر الذي كان معه أبناء عدن يستمدون عزائمهم ويتشبثون بأصالتهم اليمنية المطرزة بصفحات مشرقة من الانجازات والانتصارات السياسية والثقافية والعلمية والأدبية والتي مازالت تتحدث عن نفسها. ويكفي أن نعلم أن عدن ليس للحزن مكانة فيها، فهي المحافظة التي تضيء فيها قناديل الفرح خلال أيام السنة وتتوهج إشراقات المحبة، هي العنوان الأبرز لمعاني ومدلولات ازدهار وتقدم ورخاء اليمن. لذا من غير المصدق أن يقف أهل عدن أحباؤها وروادها صامتين إزاء كل ما يحدث والذي قد حدث ولما سيحدث.. لذا يا سادتي عدن تحتاج إلى مزيد من الالتفاف ومن الجميع دون استثناء لكي يستمر بريق ولمعان هذه الفاتنة(عدن). نقول ذلك لاعتبارات يشترك الجميع في الإحساس والحب لهذه المدينة منارة العلم والثقافة، وعلى وجه السرعة عدن تحتاج لإعادة ترميم وترتيب الصفوف سيما ونحن على أعتاب مرحلة انتقالية جديدة بدأت قبل حوالي عام وتنتهي في21فبراير الجاري، كما أنها بحاجة إلى إيجاد أفضل الظروف لضمان استقرار جميع أبناءها المشهود لهم بالنبوغ والتألق في صفوف الدراسة وفي ساحات العمل وهذا من شأن حكومتنا الموقرة عبر تقدير عقول أبناء هذه المدينة وهو الشيء الكفيل بتحقيق أقصى جهود ممكنة لتعود عدن إلى طبيعتها وموقعها المرموق وقد تسد هذه الخطوات الباب أمام العقول المنحطة التي لا هم لها سوى تحطيم هذه المدينة وإثارة الفوضى بها وهي خطوة جبارة لإعادة الإشراق إلى وجه المحافظة وهو تعبير صادق لما يتزاحم في نفوسنا من حب لهذه المدينة، وهذا كله يحتاج إلى غقول مهرة تعرف مسبقاً خصوصية هذه المحافظة وهذه المعرفة ستسهل تشخيص مكامن الألم وبتالي ستقدر على صرف رشته العلاج الكفيلة بالتعافي والشفاء التام الذي نتعشمه قريباً وهذا العشم ينطلق من الثقة بعقلية المشير عبدربه منصور هادي وكذا حكومة الوفاق التي نثق بلا حدود في مقدرتها بصنع الأجمل لليمن وأهله ولكم يا أبناء عدن، لأنكم المعني الأول والأخير بنشر المحبة والسلام المعروفين عن عدن وأهلها منذ القدم.