مثلما في كل بقاع الدنيا يذهب الإعلام الرياضي صوب أندية معروفة..يتلذذ في نقل أخبارها، يفرح لانجازاتها ويتباهى بنجومها ويقيم الأحزان لحزنها ويبكي لو تعرضت لهزائم أو هزاااات... فان إعلام شبوة الرياضي لونه (أحمر) بكل المقاييس، أقولها بتجرد وبصدق، وأنا احدهم، الأضواء كلها تتجه صوب التضامن - بعد أفول نجم طليعة حبان القطب الأخر للرياضة الشبوانية - حتى وان اتهمنا التضامنيين بالتقصير تجاه ناديهم في فترات متقطعة، لكن تظل الحقيقة (حمراء). قد يكون (عذرنا) أن التضامن فارس ميدان المرحلة خلال ال13 سنة الماضية بحكم تواجده بدوري الدرجة الثانية، وصعوده إلى الدرجة الممتازة، وحصوله على لقب وصيف بطل كاس الرئيس، وإطلاق لقب سفير شبوة الكروي، لكن بين هذه الانجازات ظهرت بعض الفرق كالكفاح، الراية وشباب أكتوبر، وحققت نتائج جيدة تغنينا بها للحظات وجيزة ولو على مضض..!. شباب أكتوبر..الفريق القادم من مديرية نصاب، مثال للفريق المُعدم، الفقير حيث ظل (حيدرة) نسبة للفقر، جاثماً فوق جسده منذ تأسيسه، ويعاني من أمراض الحاجة إلى مقر، باص وإمكانيات. وفي المقابل يمتلك شباب من ذهب يحبون فريقهم بطريقة مجنونة، وهذا سر كبير في زمن المادة وملذاتها. الفريق الشاب ذهب إلى تجمع حضرموت بلا مجاديف، إذ ارتسمت المعاناة في طريقه من بدري، في البدء كان يأمل من مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة بدعمه بوسيلة مواصلات، وبعد وعده، عاد للاعتذار، خوفاً على (حياة) الباص من المتربصين والمتقطعين! هكذا حكى أحد الإداريين بالفريق، وعندما تعثرت مفاوضات (الباص الممنوع من السفر) قدموا طلباً للمكتب بدعم مالي، ولو ( قُدمة) من مخصصات النادي، الاعتذار حضر بقوة: "لا توجد إمكانيات"!. هذه المعاناة الأولية.. قد يتجاوزها المرء، نتيجة لهشاشة وضعف موارد مكتب الشباب، فذهب الفريق إلى السلطة المحلية لتوضيح الصورة أن نادي شباب أكتوبر وجه المحافظة بدوري أبطال المحافظات ويعد سفيراً لها، ومن الضرورة بمكان دعمه، كي (يبيّض) وجهها.. بيد أن الأمين العام للمجلس المحلي اختصر مسافة الحديث ورد: "ما عندنا إمكانيات ولا موارد ولا دعم.."!!. "طيب..إذا كانت السلطة المحلية بلا موارد..ومسكينة، فمن أين سيأتي الدعم..قالها احدهم متسائلاً.."؟!!. أجتمع الشباب وتعاهدوا على تجاوز الصعاب، لإدراكهم إن المعاناة تولد الإبداع والانجاز، فذهبوا ورسموا لوحة فنية شبوانية خالصة على ارض الملعب، توجوها بانتصارات ساحقة جعلتهم يتبوؤون مركز الصدارة وبجدارة، ومعها خطفوا بطاقة الصعود إلى دوري الدرجة الثانية لكرة القدم. وكما هو معروف، فعند الانتصار تظهر وتطل وجوه كثيرة لحشر نفسها في برواز الصورة والاستحواذ على مساحتها، فعلت ذلك قيادة السلطة في المحافظة ومكتب الشباب، باستقبالها بعثة الفريق العائدة من المكلا بنصر يرفع رأس المحافظة الفقيرة رياضياً.. ورغم الاستقبال الطيب- كما ذكر إداري الفريق وتسابق المسئولين على التقاط الصور- فان الدعم المادي لم يكن على المستوى المأمول، وقدّم المحافظ دعماً ب"مائتين ألف ريال، ومكتب الشباب وقيادة المحور مائة ألف معاً"! وفي هذا السياق أكد مصدر بنادي شباب أكتوبر إن التضامن-مثالاً- يتحصل على دعم مادي من المحافظة بواقع نصف مليون ريال سنويا. إذا كانت السلطة في المحافظة (فقيرة) فأسهل طريقة تقوم بها تجاه الفرق الرياضية التواصل مع الشركات النفطية العاملة على امتداد المحافظة بدعم هذا النادي أو ذاك بأقل القليل، أو حتى تبنّيها، وفي يقيني أن الشركات لن تتوان عن ذلك، بل ويسعدها تقديم شيء ملموس لشباب المحافظة يعود بالنفع عليهم، بدلاً من تكديسها في جيوب كبار المسئولين، وهنا أتساءل بمرارة: هل كانت مركزية وهيمنة صنعاء على كل كبيرة وصغيرة في المحافظة عائقة أمام المحافظ وكبار المسئولين في التخاطب مع تلك الشركات بشان دعم الجانب الرياضي- شباب أكتوبر أنموذجا- أم أنهم يخافون غضب صنعاء وأخواتها؟!!. شباب أكتوبر..الآن سفير آخر لشبوة بدوري الدرجة الثانية ويحتاج للدعم والمساندة، للقفز فوق واقعه السيئ المعنون: بلا أنياب وأسنان، وإلا فسيكون مصيره المصير السابق نفسه الذي كان بانتظاره عندما تأهل لدوري الثانية عام 2005-2006م، وعاد سريعاً إلى مكانه بمديرية نصاب. شباب أكتوبر ونجومه يحتاجون لرفع القبعة لهم احتراماً وتقديراً على انجازهم، في وقت كانت الجهات المسئولة مشغولة بالبحث عن موطئ قدم، ومكان في خارطة التعيينات المتوقعة، والخوف على مراكزهم من الزوال.. هم سيذهبون لا محالة ويبقى الفريق وشبابه شامة على خد شبوة ورياضتها.