تألمت وحزنت كثيرا عند قرأتي قصة بداية ونهاية نجم كرة القدم العدني أمجد الجابري وما بينهما.. تلك القصة المحزنة التي تتبع وكتب ونشر تفاصيلها بمهنية وحيادية يحسد عليها الزميل العزيز محمد أحمد النعماني في عدد من الصحف والمواقع الرياضية المحلية.. أمجد الجابري الذي لعب لأندية محلية كبيرة كالتلال والوحدة العدنيين وشعب حضرموت وشباب البيضاء والأخير هو المحطة الأخيرة في حياة نجم المنتخبات الوطنية الجابري يرحمه الله. قد لا تكون قصة الجابري هي الأولى بقدر ما هي حلقة جديدة في مسلسل نهايات نجوم الإبداع في هذا البلد التعيس فقبله العشرات من المبدعين في كافة مجالات الإبداع ومنها المجال الرياضي ولكن مأساة الجابري وتفاصيلها قد تكون الأولى من نوعها في مآسي الرياضيين التي أنا على إطلاع بتفاصيلها. فالجابري الله يرحمه مكث شهورا عدة طريح فراش المرض بعد أن أجتاح جسده الرشيق في وقت كان فيه مرتبط بنادي شباب البيضاء ولاعب من لاعبي النادي الريفي الموسوم بالرهيب، خلال تلك المدة المرضية لم يكلف واحد من المسئولين في النادي نفسه برفع سماعة التلفون للرد على اتصالاته التي كانت بمثابة أشارات استغاثة عاجلة منه مصدرها كوخ خشبي في حي شعبي فقير جدا مجرد رد، ولم أقول رفع السماعة للاتصال بلاعبهم ونجم فريقهم للاطمئنان عليه ومتابعة حالته الصحية، وهو الموقف الذي أضاف آلاما أضافية إلى ما به من ألم مما أداء الى تدهور متسارع في وضعه الصحي ومن ثم الرحيل النهائي عن هذه الدنيا الفانية وبالتالي أنطوى صفحة رائعة من كتاب نجوم كرة القدم اليمنية النادرة. نعم.. رحل نجم شاب أبدع وقدم لوطنه الكثير ،رحل وما يزال لدية ما يقدمه لوطنه، والموت سنة من سنن الحياة وإرادة الواحد الأحد - اللهم لا اعتراض عليها - ولكن في حالة الراحل الجابري يعود المرء إجباريا للغوص في بحر قوانين ولوائح وضوابط العمل الرياضي النافذة ومنها اللوائح المنظمه للاحتراف تلك اللوائح التي أشك في وجودها وأن وجدت أجزم بعدم التعامل بها وأن تم التعامل بها أؤكد أنه يتم بالمزاجية والعشوائية السائدة في كافة مفاصل الجسد الرياضي المنهك. حقيقة أنا شخصيا لأعلم بوجود لائحة تنظم عملية الاحتراف وإن وجدت لم أطلع عليها ولكنني سأتحدث على أساس وجودها ومن أول بنودها إبرام عقد بين اللاعب والنادي والعقد يتضمن بنود تلزم طرفي التوقيع بحقوق وواجبات منها رعاية النادي للاعب في حالة أصابته بمرض أثناء مدة العقد، ففي حالة الجابري هل ألتزم نادي شباب البيضاء بتنفيذ هذا البند؟.. طبعا لم يلتزم بدليل تأكيد والدة وشقيقات النجم الراحل للزميل النعماني وتركه وحيدا يعيش صراعا مريرا مع واقعه ويخوض بمعية أسرته الفقيرة معركتين على جبهتين في وقت واحد هما حرب مع الظروف المعيشية وانعدام المال وحرب أخرى أشد ضراوة مع المرض. وكل ذلك حدث فيما كان ناديه المفترض به رعايته وتحمل نفقات علاجه ونقله إلى الخارج للعلاج إذا تطلب الأمر ذلك يقف موقف المتفرج وحدث ذلك فيما كانت الأندية التي لعب لها خلال مشواره الاحترافي مدينه له بحقوق مادية بلغ مقدارها مليون ونصف المليون ريال كان المرحوم الجابري وهو في خضم مأساته في أمسَّ الحاجة لربع ذلك المبلغ ليواجه به واقعه المرير. أخيرا أقول ولم آت بجديد أن حالة النجم الشاب الراحل أمجد الجابري تؤكد وللمرة الألف وجود خلل في منظومة العمل الإداري الرياضي بل تموضعت كوصمة عار في جبين الإدارة الرياضية اليمنية.