يصعب رؤية دموع رجل أرهقه وضعه المأساوي بعد فقدانه لطفله بمقذوف صاروخي من بقايا المواجهات بين قوات الحرس الجمهوري وقوى ساندت الثورة العام الماضي في مدينة تعزجنوب العاصمة اليمنية صنعاء. وعم حزن غير منقطع بين المواطنين، فيما كانت روح الطفل تملأ المنزل البائس بالبهجة، وصار توزيع النظرات في أرجاءه الضيقة، يجلب الحسرة، والبكاء. وقتل مقذوف صاروخي الأحد الماضي الطفل مبارك محمد ناجي، وأصاب طفلان آخران بجروح بعد إنفجاره، أثناء عبثهم بالمقذوف، حسب ما أعلنه مصدر أمني في تعز. وشهدت منطقة الستين في تعز العام الماضي قتالاً عنيفاً، بين قوات الرئيس السابق آنذاك، ومسلحين ناصروا الانتفاضة الشعبية، واستخدمت فيها أسلحة ثقيلة، وقتل العشرات حينذاك. «المصدر أونلاين» زار المنطقة، والتقى والد الشهيد الذي يسكن بيتاً متواضعاً ويعمل عاملا بالأجر اليومي وهو أب لعشرة من الأبناء سبعة منهم مصابون بالإعاقة ثلاثة منهم أحياء وهم :مبروك ووسيم ونسيم و أربعة ماتوا على فترات متباعدة بسبب الإعاقة هم: تميم ورحيمة وأبرار وسفيان. أما الثلاثة السليمين فهم: إقبال ووليد وثالثهم الشهيد مبارك. قابلَنا أبوا الشهيد بخاطر مكسور وهو لا يدري ماذا يبكي؟ أيبكي مبارك الذي أخذته القذيفة من بين يديه أم حالة الإعاقة التي يعيشها بقية أبنائه أم حالة الفقر التي تهد كاهله؟ عقدت لسانه عن الكلام وكأنه يقول لسان الحال أبلغ من المقال ولم يمتلك سوى أن يقول الحمد لله على كل حال. زوجته إشفاق منصور قالت: «هذا هو حالنا نصارع المعيشة وأبو الأولاد هو العائل الوحيد لنا ولا أحد ينظر لحالنا». أسرتا الجريحتين في الحادث هما أيضا في وضع مادي صعب وليس بمقدورهما تحمل تكاليف العلاج. وقال أهالي المنطقة إن «الجسم الغريب» عبارة عن قذيفة مدفع هوزر سقطت في المكان دون أن تنفجر، مضيفين أن هذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فقد انفجر مقذوف صاروخي في حادث مشابه قبل عدة أشهر وخلف ثلاثة جرحى هم الأخوان محمد وغازي أحمد عبده وابن عمهما عفان محمد عبده. وأشاروا إلى أن المنطقة تمتلئ بمثل هذه الأجسام الخطيرة والمهددة لحياة الناس وأنه لن يكون مقدورهم حراسة أطفالهم منها وأكدوا أنهم وجدوا قبل أيام قذيفة مشابهة تم أخذها و تسليمها للنقطة العسكرية القريبة من القرية. كما طالب الأهالي الجهات الرسمية سرعة تنظيف المنطقة وتعويض المتضررين وشكروا بدورهم محافظ المحافظة الذي تكفل بعلاج الجريحتين، ومؤسسة وصال التي سارعت بمواد إغاثية عاجلة للأسر المتضررة من الحادث. نقلا عن المصدر اون لاين