* * "الدون" عيناه تلمع ببريق الخطر .. وأهدافه تتساقط كالمطر! * * "ريال مدريد" يتنفس من مسامات البعد الرابع لرونالدو! من "بلورة" طيفه المرئي .. يومض .. ينطلق من قيوده السهم .. "كريستيانو رونالدو" ابن "ماديرا" الشهم .. الجائع الكروي النهم .. في "مدريد" عالم الأساطير .. جاء من بلاد الضباب ليسدد الفواتير .. كان "بيريز" يعلم .. أن صاروخ "ماديرا" محرم دوليا .. لم يأبه لمحاذير "البورصات" .. ولا لتقلبات "الفولتات" تجرأ "ريال مدريد" وأفرغ خزانته المالية .. وهاهو "رونالدو" يسدد "الكمبيالات" الحالية .. أهدافه تتساقط كالمطر .. وعيناه تلمع ببريق الخطر .. لم يسبق للريال أن سلم "مملكته" للغريب .. ولاعتماد على القادم المريب .. كانت الذاكرة مشحونة ببوشكاش الحبيب .. والزين ديوريه "زيدان" النجيب .. وكانت الصفقة الأغلى تنهش في جسد "الريال" .. بعض المهمومين بالأرقام الفلكية اعتبروها "لعب عيال" .. وكان "الدون" يحترق ويجاري في داخله حرب "التآكل" .. لكنه طرد "التكاسل" وعصف بمعادلات "التخاذل" وأعادنا معه إلى زمن البطل الواحد .. وتأثيره على "الريال" خير شاهد .. هل لكم أن تتخيلوا "الريال" بدون "الدون"؟ هل يستطيع "مورينيو" أن يبحر أوروبيا بدون قارب النجاة ؟.. وكيف للريال أن ينبض بالحياة بدون رئته البرتغالية ؟ عندما يعاني "الريال" من بوادر شيخوخة .. يتصاعد "عطر" الشباب من "رونالدو" ويعيد للريال نضارته ؟ وفي كل مرة تظهر على "الريال" آثار "الذبحة" نجد الحكيم "رونالدو" يمنحه قبلة الحياة ! ذات مرة سخرت "معلمة" برتغالية من لهجة الصغير رونالدو .. ضحكت حتى بانت أضراس العقل وأنياب الجنون .. يومها ثأر الصغير لكرامته .. استخدم يده اليمنى ليقذف "معلمته" بالكرسي .. لم يكن "رونالدو" يعلم أن قدمه اليمنى أسرع من البرق .. وأن قدمه اليسرى محملة ببوارق "المنجنيق" ورعود "اليورانيوم" المخصب .. من يومها والجرح في داخله ينزف .. تجلط الدم في أوعيته .. وعاقب نفسه ببرنامج فوق طاقة البشر .. في "سبورتنج لشبونة" كان صامتا .. متجهما .. وفي داخله بركان يحتضر .. كانوا يداعبونه في التمارين ولا ينبس ببنت شفة .. كان مشدودا لحلم بعيد وموال لم يكن قد ولد في "مدريد" حتى زملائه كانوا يخشون ثورته وسطوته وابتسامته .. كانوا يرونه متوثبا جادا كالليث .. وإذا رأيت نيوب الليث بارزة .. فلا تظنن أن الليث يبتسم .. من خلف نظارته السميكة .. حدق السير "اليكس فيرجسون" في الصغير بجسده الممشوق المكتنز .. وبحدس ثعلب .. أيقن "السير" أنه وقع أخيرا على "صاروخ" مشبع بالرؤوس النووية والقنابل العنقودية .. خطفه من "سبورتنج" وفي "المان يونايتد" خضع "الدون" للتجارب القاسية والاختبارات الشاقة .. وكان "رونالدو" يضاعف الاختبارات .. وفي كل مرة كان ملهما لقوة التحمل .. في زمن قياسي حوله "المان" إلى الرجل الأخضر .. هل أتاكم حديث "الرجل الأخضر" ؟ أنه الرجل الخارق الذي يقذف الحمم في "الضخامة غير المعقولة" .. كان "رونالدو " معجب بذلك الرجل الخارق .. وكان يقسو على جسده ليتحمل تبعات الخوارق .. ببرامجه "النووية" أحاط قواه بحصانة ترسانية .. تتصدى لمحاولات نسف أحلامه .. ترى المدافعين ينصبون له "الشراك" ويرمونه برصاص الإعدام و"رونالدو" ينطلق ويشق طريقه وقد استحال إلى سيارة مصفحة مدعمة بفولاذ الصلادة ! هناك بدأ "الصاروخ" يروي تفاصيل حلمه .. وتحول في عالم "البريمر ليج" المهووس إلى معادلة "صعبة" ونظرية مبهمة كنظرية المتأمرك "البرت أينشتاين" ! كان "رونالدو" قد فك الشفرة .. وببعده الرابع أخترق فجوة الزمان والمكان !! كل اللاعبين ذابوا وانصهروا في "بوتقة" الأبعاد الثلاثة .. الطول والعرض والارتفاع .. إلا "رونالدو" كان الوحيد في قرنه لأنه أضاف إلى معادلته الكروية عامل الزمن كبعد رابع يجعله قريبا من العوالم المتوازية ! ربما يشاطره السر الميتافيزيقي لاعب آخر يضاف للخوارق اسمه "ليونيل ميسي" البرشلوني الذي لا تتألم عضلاته ولا تستجيب للراحة ..! مع "المان" عاش "رونالدو" ربيعه الحقيقي .. في زمن قصير نصبوا له في "الأولد ترافورد" تمثالا .. وراحوا يمجدونه كتاريخ خاص للمان يونايتد .. وعندما أغراه "الريال" واستدان لتمويل صفقة الانتقال .. كان "فلورنتينو بيريز" يعلم أنه الدواء الناجع لكل أمراض النادي الملكي .. وكان يدري بأن شراء "الدون" معناه أن الريال أمتلك "قنبلة ذرية" ستدخله النادي النووي .. وتحول "الدون" في زمن قياسي إلى "ملك" أكثر ملكية من الملك نفسه .. هناك أحاط نفسه بالخدم والحشم .. وبنى لنفسه مملكة من فولاذ .. الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود .. وضعوا عليه علامة شك في البداية .. وصموه بالدكتاتور .. ثاروا عليه ..كانوا يعتقدون أنه مجرد لاعب عادٍ من لحم ودم .. دسوا له السم في العسل .. ولكنهم اندهشوا لأن للدون "مناعة" فولاذية .. وقوام "نووي" محرم دوليا .. شكوا أمره للملك "كارلوس" .. حرضوه للنيل من "السوبر مان" .. مروا على صحراء قلب "الدون" حاملين ذراع نخلة .. وماتوا في نصف هدومهم .. فالدون مثل أزيز النحلة .. وفي سماء "مدريد" يمثل أهله .. فهل يمكن للعيد أن يتوارى و"رونالدو" يسكن ثريا مدريد الجميلة ؟ هل يمكن للملك "كارلوس" أن يسأل عن حال العيد .. وفي مملكته ملكا برتغاليا يوزع هداياه بالمجان؟ وهل يمكن لمدريد أن تنام ملء جفنيها .. وفي ساحاتها "كرنفال" كروي يتعلق بلغة الخوارق؟ ورونالدو معادلة مدهشة ليس لها حل .. لنحاصره كلاعب ونضع خصاله في "مختبر" الأبحاث والدراسات .. سنجده مخلوق غريب .. وبشري مريب .. وآدمي عجيب .. وتابعوا مقادير مكوناته وعناصر مكنوناته .. كثير من البارود والزرنيخ في قدميه .. كثير من اليورانيوم والماء الثقيل في رأسه .. كثير من الغازات الحارقة والعناصر النادرة في جسده .. في مخه رقائق "سيلكون" ملفوفة بدقة .. ودوائر "ترانزستور" معقوفة .. يا إلهي .. إنه طاقة مرئية وغير مرئية .. مزيج مذهل من إشعاعات كروية وفقاعات غروية .. يسدد من كل الاتجاهات فتخرج من قدمه كتلة لهب .. أشعتها من ذهب .. يركل الكرة فتتحور كمذنب يحط شهبه في مجرى الهدف .. رأسه لا يخطئ الشباك .. ووثباته تتخطى مرونة حامل الزانة .. عندما ارتقى وحلق في السماء كنسر ذهبي قادم من "الألدرادو" لم يصدق "مورينيو" ما يرى .. الوحيد الذي توقعها كان "فيرجسون" المدرب الوقور الذي يوقن بأن "رونالدو" من كوكب آخر .. وهناك ألتقط علماء الفيزياء "وثبة" الدون .. وضعوها تحت المجهر .. شرحوها .. أعادوها بدل المرة مليون .. وفي كل مرة كانت تتجلى حقيقة مدهشة ..! إن ما فعله "رونالدو" ضد مبادئ الجاذبية .. إنه كمن سبح في عالم آخر بلا جاذبية .. شاهدوه يقفز ويتعلق بحبال الهواء لثلاثة أمتار .. وفغروا أفواههم .. معترفين بأنها وثبة القرن وأنها ستغير من قوانين "نيوتن" عن الجاذبية الأرضية .. وحده "الدون" لم يندهش وهو يرى زميليه "راموس" والشاب "فاران" يمسكان رأسيهما من فرط الذهول .. فالحارس "دي خيا" حارس مانشستر يونايتد أقسم بأنه لم يرَ أمامه إلا طيفا عابرا .. وخيطا من شعاع تكور ليتعلق في أبعد نقطة ممكنة قبل أن يرى الكرة تنفجر في الشباك وكأنها مرسله من عالم غير مرئي .. وحده "رونالدو" كان يعرف السر فهو الوحيد الذي يحسب حسابا للزمن ويدخله في معادلته كبعد رابع يعني له الكثير والكثير .. يطلق "رونالدو" تسديداته .. بطريقة متعرجة وملتوية .. وتكمن خطورتها أنها كرات مؤطرة ملفوفة ببارود يضاعف من سرعتها ودقة وصولها .. لاحظوا أن "رونالدو" يقذف بمغرفة من الأسفل .. وبحسب التفسير العلمي فإن "الدون" يمنحها قوة دافعة من الأسفل إلى الأعلى وكل ما تطول المسافة تزداد سرعة الكرة .. لاحظوا أن أهداف رونالدو البعيدة فيها دقة وسرعة أكبر من الضربات القريبة من منطقة جزاء الخصم .. وأخطر ما في "رونالدو" أنه يسدد وهو يركض بالكرة فيخدع المدافعين ويفاجئ الحراس .. وعندما تتناسق سرعة "رونالدو" مع قوة تسديداته المرعبة للحراس .. يحتار الجلادون في أمره ويتوهون في متاهته .. ولاعب يركض بالكرة لأكثر من ثمانين مترا ويصل إلى المرمى بنفس الطراوة البدنية دون أنهاك .. معناه أن "الدون" مشحون بطاقة خارقة للعادة .. وشاهدوا ما يفعله باللقطات المعادة .. حتما ستشعرون بالسعادة سواء كنت رياليا أو برشلونيا أو ليفربوليا كحال العبد لله .. وإذا كان "ميسي" يعبث بشباك "الريال" فإن "رونالدو" يبعثر بكرامة "البرشا" كلما لعب "الريال" في مدريد أو كاتالونيا .. أرقام "الدون" تتكلم .. والفرق الإسبانية والأوروبية منه تتألم .. هو للأرقام سحرها .. وللأهداف عبيرها .. وللانطلاقات شذاها الفواح .. ولتسديدات رنينها الأحلى من الوتر .. إذا كان "ميسي" نصف "برشلونة" فإن "رونالدو" كل الريال .. وتأثيره على الفريق أكبر .. غيابه يفقد "الريال" هيبته ويقلل من عنفوانه .. وتواجده مصدر ضمان ومعول أمان لفريق لا يساوي بصلة بدون صاروخ "ماديرا" ! أمام "أشبيلية" أرسل "الدون" صاروخ بعيد المدى انغرس كخنجر في خاصرة المرمى .. وتعجب "كاسياس" لعله كان يحمد الله أنه زميل لرونالدو .. تذكرون أن "كاسياس" نفخ الحمم من داخله وهو يشاهد طيف الكرة .. شيء لا يصدقه عقل .. لكن مع "الدون" كل شيء جائز وممكن فالمستحيل اسمه "كرستيانو رونالدو". لكم أن تتخيلوا "الريال" بدون "الصاروخ" .. سيعاني "الريال" في حال رحيل "صاروخه" من الجفاف ومن انخفاض في منسوب الفاعلية .. بالأرقام أحرز رونالدو من الأهداف مع الريال بعدد شعرات رأسه .. لم يمضِ على انتقاله للريال سوى أربعة أعوام .. ومع ذلك بات "رشة" الريال الجريئة .. ولأجله تفرش الأرض الملكية بالسجاد .. ولأجله يعزف النشيد الملكي .. ينبري "الدون" بسرعة فائقة .. إنه أشبه بعداء ماراثون .. لا يكل ولا يمل من الانطلاق مخلفا غبارا يعمي عيون المدافعين ..ومسافات يختزلها في زمن أثار حفيظة أسطورة المسافات القصيرة الجامايكي "بولت" ! ورجل استثنائي محاصر بالعروض وبالأرقام الفلكية سيتحول عند "الريال" إلى هاجس .. فالمحافظة على "الصاروخ" يتطلب تضحيات تعدل مزاجه .. ورونالدو لم يضع العيش والملح اعتبارا وهو يجحد بنعمة فريقه "مان يونايتد" عندما أخرجه من ثمن نهائي دوري الأبطال بشكل قاسي جدا فصاروخ "ماديرا" شق عصا الطاعة وأسقى زملاءه السابقين أمر الكؤوس وهو يحرز هدفا إعجازيا في ذهاب "التعادل" في مدريد .. قبل أن يجهز على أصدقاء الأمس إيابا في "أولد ترافورد" ويهزم أستاذه ومعلمه "فيرجسون" ويرسله إلى الجحيم كما قالت "ماركا" الإسبانية حبيبة "ريال مدريد". فتش "الريال" في داخله هذا الموسم .. رسم في البداية وجه غربة .. كان ينقبض في موسم كبيس .. لكن "الدون" استعار من "جده" الملاح "فاسكوديجاما" سفينة الاستكشاف .. أبحر بالريال في محيط الظلمات .. وزمجر أسد البحار .. أنا "الدون" النحار .. وأنا القرصان "السحار" .. أنا من كتب للريال القافية .. وروى ظمأ الساقية .. لست لا النافية .. أنا "الدون" صقر الصقور فوق القمة العالية .. أنا بركان يغلي في مدريد .. فاحذروا البركان إذا أنفجر ! تخلص من مخاضات "التعادل" مع برشلونة في نصف نهائي كأس الملك .. وفي "كامب نو" كان الكي آخر العلاج .. سجل هدفين وتخلص من العقدة "ميسي" .. وصرخت حينها: إن رونالدو يكوي "البرشا" دائما في "الكامب نو" .. حق عليهم بعد اليوم أن يسمونه "كامب رو" لتخليد عقدة "رونالدو" كتبت الكثير عن "ميسي" وروائعه وأرقامه وبطولاته مع "البرشا" وقلت آن الأوان أن يلتصق اسم "إف .. سي.. ميسيلونة" ببرشلونة .. واليوم أحتفي برونالدو بعد أن قدم القناعات بأنه "ربان" وعاصمة يخلدها في متحف "الريال" .. وهو الآخر يستحق أن يكون فريقا مع فارق التعديل "ريال رونالدو" .. الفهد البرتغالي الذي يراهن على كأس الملك ودوري أبطال أوروبا .. ويا ما في الجراب يا حاوي ..! في كل مرة كان "رونالدو" يسجل .. كان يؤكسج رئتي فريقه .. ومع كل هدف كان يفرض الصيانة على قطع غياره .. والدون يرتشف رحيق الأهداف .. ويتلذذ بشربها .. يتسلق "الجدار" مثل "العنكبوت" ويخيط للريال ثوبا للفرح .. تعود على الاحتفال بعيد ميلاده بإطفاء كعكة التوهج في مرمى الخصوم .. هو قارئا جيدا للومضة .. وعازفا ساحرا للحظة .. يفلت صاروخه من مدار الجاذبية .. ينحرف بحثا عن هدفه ينفجر بدون خسائر في الأرواح ..! يا لهذه الشباك الثكلى .. لقد أدماها "الدون" .. يتمها وأرملها .. ولم تعد تسمع سوى آهات ثكلى تتأوه من لهيب الشوق .. غنت له الشباك "أهواك وأتمنى لو أنساك" .. نعم هي تهواه لكن لهيب التسديد أنساها عشقها .. وأفقدها إيقاعها .. وحرمها ألوانها .. والكرة تهتف في زهو "ادلع يا كايدهم" غنى "الدون" في منطقة الجزاء "حبيبتي من تكون ؟ ".. فردت عليه الشباك .. أيها الدون كراتك متعبة رغم عشقي لها لذا كن رؤوفا بي .. عندها سأنشدك "صافيني مرة وجافيني مرة ولا تنسانيش كذا بالمرة"! يبتسم "الدون" ويردد: حبك أيتها الشباك نار .. وفوق الشوك مشاني زماني .. أنت طريقي نحو الكرة الذهبية .. أنت جواز مروري نحو عالم الوثوقية .. بقدمي أدمي مقلتك .. وبرأسي اقترب من حلم الإطاحة بعقدتي "ميسي" .. وبألقابي مع الريال أقطع عرقا وأسيح دما .. فلا تعبسي أو تقطبي الجبين في وجهي وإلا استخدمت كل أسلحتي المحرمة دوليا وقد أعذر من أنذر .. وللحوار بقية إن كان في العمر بقية ..!!