أكد شهود عيان, قيام عناصر من الحراك الجنوبي مساء أمس برشق قوات الأمن والجيش بالحجارة بمدينة صيرة بمحافظة عدن واندلاع اشتباكات طفيفة بين الجانبين. وجاء استفزاز عناصر الحراك لقوات الأمن والجيش أثناء احتفال قيادة المحافظة بالعيد الذهبي ال50 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة بمشاركة وزير الخارجية/ أبو بكر القربي. وأوضح الشهود العيان أن عددا من شباب الحراك رشقوا الباصات التي كانت تقل المشاركين في الاحتفال بالحجارة وحاولوا قطع الطريق إلا أن قوات الأمن المنشرة بكثرة في الشوارع تصدت لتلك العناصر. وقال وزير الخارجية "إن العيد الخمسين لثورة أكتوبر يأتي رافعاً رأسه بالإنجازات التي تحققت على مدى نصف قرن من تاريخ الثورة اليمنية ثورتي سبتمبر وأكتوبر وبقدرته على تجاوز الكثير من العقبات والتحديات التي واجهها والعمل على تصحيح مسارهما بين فترة وأخرى نتيجة أخطاء البشر وليس نتيجة الثورة وأهدافها أو مبادئها", مؤكدا أن أهم الإنجازات للثورة اليمنية هو تحقيق الوحدة اليمنية المباركة التي تضمنتها أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر كهدف رئيسي يسعيان إلى تحقيقه. وأضاف القربي" إن الوحدة اليمنية كانت حلم أجيال عديدة وأملا يسعون إلى تحقيقه إيمانا منهم بوحدة الإنسان والأرض التي تجسدت في وقوف اليمنيين شمالا وجنوبا معا دفاعا عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والنضال ضد الاستعمار". وأكد أن الوحدة اليمنية لم تكن لتتحقق لولا إيمان الشعب اليمني قبل قادته أن اليمن الموحد يعيد الأمور إلى نصابها في رسم خارطة اليمن الكبير القادر على صنع مستقبل أفضل لكل أبنائه يتحقق فيه العدالة والديمقراطية والمواطنة المتساوية وتحمى فيه الحريات والحقوق". وقال "إذا كان مسار الوحدة قد شابه بعض الأخطاء وسوء الإدارة والنزعة إلى الهيمنة من قوى متنفذة من كافة الأطراف، فإن نفس الأخطاء قد شابت مسار ثورتي سبتمبر وأكتوبر قبل قيام الوحدة ومع ذلك لا يمكن أن نتنكر لأهداف الثورة اليمنية العظيمة أو للوحدة نتيجة أخطاء قياداتها وسوء تصريفهما لشئون البلاد والعباد فمبادئ الثورة اليمنية و الوحدة لا يمكن التخلي عنهما تحت أي مبرر كان بل يجب الدفاع عنهما وتصحيح الأخطاء التي أساءت إليهما". وأضاف "ولهذا تحقق التغيير ومن هذا المنطلق قدمت حكومة الوفاق الاعتذار عن الأخطاء التي ارتكبت من كافة الأطراف التي شاركت في الأحداث والتزمت بعدم تكرارها واعتبرت مخرجات الحوار الوطني هي الوسيلة لتصحيح مسار الثورة اليمنية والوحدة وصياغة نظام جديد يسهم فيه كل أبناء اليمن في بناء الدولة المدنية الحديثة التي تخضع للنظام والقانون وتتحرر من حكم الفرد أو القبيلة أو الطائفة ويعيش فيها كل اليمنيين في حرية وعدل ومساواة ويشاركون في إدارتها وبنائها وجني ثمارها وتوزيع ثرواتها بما يحقق العيش الكريم للجميع" . وأشار إلى "أننا نحتفل بأعياد الثورة اليمنية وعيد الأضحى المبارك واليمن أمام مفترق طرق واليمنيون وحدهم من سيقررون الاتجاه الذي يسيرون فيه، فإذا كانت الثورة الشبابية المباركة عتبة تصحيح مسار الثورة والوحدة اليمنية فإن هذا الإنجاز التاريخي العظيم الذي تميزت فيه اليمن عن بقية دول الربيع العربي بحكمة قادتها من كل الأطراف في حاجة اليوم إلى اختيار الطريق الصحيح الذي يجنبه العودة إلى المربع للصراع أو يهيئ الوضع لاستنساخ الماضي". وأكد بأن الشعب اليمني يعرف الطريق الذي عليه أن يجتازه والذي يتصدى فيه لأي محاولات لإعادة عجلة الزمان إلى الوراء أو يتيح الفرصة لتكرار الأخطاء السابقة أو يمكن من الالتفاف على الرغبة في التغيير . وأشار وزير الخارجية إلى أن العالم اليوم ينظر إلى اليمن نموذجا يحتذى به بين دول الربيع العربي وينتظر منا أن ننهي الحوار الوطني بأسلوب حضاري ومسئول كما بدأناه وان نتفق من خلاله على الحلول لكافة القضايا التي شكلت بؤر صراعات وعنف واقتتال وفي مقدمتها القضية الجنوبية وقضية صعدة وبما يحفظ لليمن امنه ووحدته واستقراره . ولفت إلى أن اليمن الموحد وحده هو الضمان لمعالجة القضيتين ولتحقيق الاستقرار والعدالة والحرية لكل أبناءه وان دولة جديدة تتشكل ودستور مدني حديث يكتب ونظام حكم يشارك فيه الجميع هو الضمان لكل أبناء اليمن في ظل دولة اتحادية من عدة أقاليم لا تتنازع فيه السلطات وتتوزع فيها الثروة بما يحفظ حقوق الإقليم والمركز. وبين الوزير القربي أن الأمل اليوم أن نرتقي برؤانا جميعا إلى مستوى اليمن الكبير وان نحررها من أخطاء الماضي وقيود الحزب والقبيلة والطائفة ليكون اليمن ووحدته واستقراره هو الهدف الرئيس والغاية الوطنية العظماء.. مشيراً إلى حاجة اليمن لتضافر جهود كل أبناءها وان اليمن هو وطن يتسع للجميع ويستوعب الاختلاف الذي يهدف إلى الوصول إلى الأفضل ولا يقود إلى الصراعات والعنف. من جانبه قال محافظ عدن المهندس وحيد علي رشيد "إن مدينة عدن تقف على نصف قرن من عمر الثورة التي تجسد الروح الثورية وتتطلع إلى مستقبل واعد وتنفض غبار التراجع او الفشل من خلال تجسيدها التعايش والمحبة التي تملئ الآفاق عز ومجدا".. موكدا بان عدن شبت عن طوق الوصاية وتجاوزت المحلات البائسة الرامية إلى إعاقة التقدم فيها وانتهجت نهجا فريدا حتى اضحى الناظر الهيا يعدها من منزلة المدن العالمية منافسة ونشاطا وتنمية . ودعا المحافظ كافة القوى السياسية من أحزاب وجماعات وكافات المكونات الشبابية والمرأة إلى الإسهام بفعالية للمشاركة في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني .. مبدياً استعداد قيادة المحافظة في تقديم الدعم لأسر الشهداء ومناضلي الثورة اليمنية وفاءً لنضالهم وتضحياتهم .