التقى محافظ محافظة عدن المهندس/ وحيد علي رشيد صباح أمس الأربعاء بسفيرة المملكة المتحدة في اليمن "جين ماريوت" والمستشار السياسي بالسفارة البريطانية/ روبرت ويلسون.. وجرى خلال اللقاء مناقشة المستجدات الآنية على الساحة الوطنية بالتزامن مع الجهود المبذولة لإنجاح الحوار الوطني وخروجه بصيغة تضمن حلولا ذات بعد مستقبلي يمنع تكرار أخطاء الماضي وسلبياته, إضافة إلى التطرق للأوضاع الاقتصادية ودور المملكة المتحدة في تعزيز جوانب التعاون في هذا المجال, ودراسة أهم ما يمكن تقديمه من دعم في المجال الأمني والسياسي. وفي مستهل اللقاء عرّج محافظ عدن في لمحة تاريخية عن مدينة عدن وأهميتها عالميا وما تمثله من نقطة تنافس دولي لأطماع قوى عدة كانت بريطانيا واحدة منها قديما خلال الحقبة 1839-1967م, مشددا عن انه لابد وان يكون الدعم البريطاني لهذه المدينة كبيرا كتعويض لسنوات استيلائها على المدينة, واستطرد نحن اليوم في هذه المدينة رغم الصعوبات لكننا نخطو خطوات متقدمة في مجالات الخدمات المختلفة فالأمن حاليا بدلا من حالة الغياب الكلي في صفوفه وغيابه عن أقسام الشرط التي كان يشهدها سابقا أضحى اليوم اكثر انضباطا في طوابير الصباح ومتابعة ذلك بصورة تتجه لتقوية سلطة الدولة وهيبتها. وبيّن أن كثيرا من مراكز الشرطة بحاجة ماسة للتأهيل ومنها السجن المركزي في المنصورة, وكشف محافظ عدن عن أنه كان هناك خطة في المنطقة الحرة يتم بموجبها توفير فرص عمل لمائتي الف عامل كانت السفارة البريطانية قد ساهمت في العام 1995م في إعداد دراسة لها وجرى العمل فيها مع خبراء بريطانيين لمدة عامين وهي بحاجة ماسة اليوم للتنشيط وتنفيذها لتحقق مزيد من الازدهار على المستوى الوطني والدولي. وأشار رشيد فيما يتعلق بالحوار الوطني الى أنه كانت خطوة جبارة وتجربة فريدة ينظر لها العالم بإعجاب, منوها إلى أن الحوار لابد أن تضمن نتائجه, تطمين الناس بمزيد من الخدمات ليتبدل لديهم المزاج للأفضل, موكدا على أن المواطن لا يهتم كثيرا بشكل حكم الدولة التي يعيش في ظلها أكانت فيدرالية أو غير ذلك بقدر إهتمامه بوجود هذه الدولة وما الذي توفره له من خدمات أهمها الكهرباء التعليم الصحة المياه فرص العمل, وأردف: طموح الناس في عيش كريم وحياة مستقرة اكثر مما يروج له البعض بانه اصرار على تحقيق مكسب سياسي معين فالمواطن من خلال حصوله على الخدمة يشعر انه شريك في السلطة والقرار, فهو أن وجد ابنه يذهب للمدرسة وشارعه نظيف ويجد الخدمات الصحية والكهرباء والماء لا يهمه من يحكم. من ناحيتها عبرت السفيرة البريطانية عن اعجابها لما لاحظته من مستوى الاستقرار في مدينة عدن واطلاعها على الجهود التي تبذل للارتقاء بها واهتمام قيادتها بطرح مشاكلها لتحقيق مزيد من الانجازات لصالح المدينة, وكشفت شعرت بالارتياح اليوم وانا أزور بكل اريحية المقبرة في المعلا وتمثال الملكة في التواهي والكنيسة ونلتقي ببعض ممثلي القوى السياسية والاجهزة الأمنية, وأشارت إلى أن الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية تعمل بجهد كبير لإنجاح تجربة التوافق اليمنية كنموذج يحتذى به عالميا. وكانت السفيرة قد التقت ايضا بقائد المنطقة الجنوبية اللواء/ محمود الصبيحي ووكيل جهاز الأمن السياسي (عدنلحجابين) اللواء/ ناصر منصور هادي وجرى خلال اللقاء الاطلاع في لمحة موجزة عما يشهده القطاع الأمني والعسكري من تطور وكذلك جهود مكافحة الإرهاب والتدريب والتأهيل وإمكانية ما تقدمه المملكة المتحدة من دعم في هذه المجالات. وبعد لقائها بالمحافظ.. التقت السفيرة البريطانية لدى اليمن جين ماريوت صباح أمس نشطاء من مدينة عدن وذلك من أجل الاستماع الى مختلف الآراء. وعبّرت السفيرة في مستهل لقائها بالنشطاء عن سعادتها بزيارة محافظة عدن، وأشارت إلى أنها حالياً تقوم بسلسلة زيارات لكثير من المحافظات اليمنية للتعرف على أوضاعها. وأكدت على أنها قد قامت بجولة في محافظة عدن وفي كثير من مديرياتها واستمعت إلى آراء بعض المواطنين, مشيرة إلى أن الوضع السياسي في اليمن قد تحسن كثيراً وإنهم كمجتمع دولي يرون أن يمنا واحدا وحتى بوجود بعض المشاكل أفضل من فكرة تقسيم اليمن كونه سينزلق بها الى حرب شمالا وجنوباً. الناشط السياسي المهندس/ علي قاسم الناطق الرسمي لمجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية والذي حضر اللقاء قال إن السفيرة أشادت بتجربة مؤتمر الحوار الوطني في اليمن وأنها ألهمت دولاً عربية كثيرة، وبحسب السفيرة فإن تونس وليبيا تدرسان الآن التجربة اليمنية في الحوار وسيطبقونها فعلياً. وأضاف قاسم الذي يتحدث الإنجليزية بطلاقة: طلبت من السفيرة جين ماريوت دعم التنمية في محافظة عدن ودعم المشاريع والمنافذ الحيوية للمحافظة كالميناء والمصافي والمطار والمساعدة في تأهيل الشباب من أبناء عدن الذين يعاني قطاع كبير منهم من البطالة.