عقدت أمس بصنعاء ندوة فكرية حول مستقبل الإعلام في اليمن بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة بمشاركة عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين اليمنيين. الندوة- التي نظمتها نقابة الصحفيين بالتعاون مع إذاعة هولندا العالمية وصحيفة الثورة الرسمية- تطرقت إلى العديد من الصعوبات والتحديات التي تعترض عمل الصحافة والإعلام في بلادنا. وخلال افتتاح فعاليات الندوة قال وكيل وزارة الإعلام لشؤن الصحافة/ محمد شاهر حسن إن الوزارة كانت خلال الفترة السابقة عوناً وسنداً للكثير من المؤسسات الإعلامية ولم تكن- كما يتخيل البعض- خصماً للإعلام والصحافة أو للإعلاميين والصحفيين, مشيراً إلى أن الوزارة لا تتدخل في عمل المؤسسات الإعلامية إلا في إطار القوانين والتشريعات النافذة. من جهته أكد نقيب الصحفيين اليمنيين/ ياسين المسعودي, على ضرورة توسيع هامش الحريات الإعلامية والصحفية, مشيراً إلى أن النقابة مهتمة بشكل كبير بالمستقبل وبضرورة أن يكون مستقبلاً واعداً ومبشراً للإعلام والصحافة من ناحية توفير مناخ أو بيئة مناسبة يعمل فيها كافة الصحفيين والإعلاميين دون صعوبات او معوقات تعترض طريقهم. من جانبه أعرب ممثل إذاعة هولندا العالمية محمد عبدالرحمن عن سعادته لهذه الشراكة التي تقيمها الإذاعة مع أهم المؤسسات الإعلامية في اليمن.. وقال نحن في إذاعة هولندا نتابع باهتمام بالغ التطور الوضح في أداء الصحافة اليمنية, مؤكداً على أهمية الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام اليمني في ظل الظروف السياسية الاستثنائية التي يمر بها اليمن. بدوره قال وكيل وزارة الداخلية اللواء/ محمد الغدرة إن الإعلام يسهم بشكل كبير في زيادة الوعي المجتمعي, مؤكدا على أهمية إيجاد شراكة حقيقية بين المؤسسات الأمنية ومختلف الوسائل الصحفية والإعلامية وبما يخدم قضايا المجتمع ويحد من توسع وانتشار الجريمة. وعقب حفل الافتتاح بدأت جلسات الندوة الرسمية, حيث عقدت جلستان الجلسة الأولى كانت برئاسة الزميلة/ فاطمة مطهر- عضو مجلس النقابة- قدمها محمد الغباري ب عنوان ( تحرير وسائل الإعلام العامة في اليمن) خلصت إلى إنشاء هيئة وطنية للإعلام بشرط أن يوكل امر اختيار أعضاء هذه الهيئة إلى جهات قانونية متعددة لضمان عدم سيطرة طرف سياسي عليها.. وعقب الأستاذ سامي غالب- من جانبه- على هذه الورقة, منوها بأهمية العناوين والمضامين التي تضمنتها وبخاصة ما يتصل بمستقبل وسائل الإعلام العامة في ظل عدم ظهور ملامح على أن تغييرا حقيقيا حدث في الثقافة السياسية للنخب السياسية والحزبية بعد 2011. وشدد على أهمية أن تلعب النقابة دورا محوريا في تقرير مستقبل مؤسسات الإعلام العامة عبر دراسة تشخيصية شاملة لأوضاعها ثم تحديد وظيفتها في المرحلة المقبلة بما يراعي مصالح وتطلعات الصحفيين والإعلاميين العاملين في هذه المؤسسات. وفي الجلسة الثانية- التي رأسها الزميل أكرام العكوري- قدمت الدكتورة صباح الخيشني ورقة عمل بعنوان" دور وسائل الاتصال الاجتماعي وغير الرسمي على الأنترنت" أشارت- من خلالها- إلى الدور المهم الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية الوعي الاجتماعي, وخصوصا بعد أن شهدت الكثير من الأقطار العربية مرحلة ما يشبه الفوضى الإعلامية, وهو ما جعل هذه الوسائل تحقق نجاحا ملموسا, لاسيما هو خارج بيت السلطة ولا تستطيع السيطرة والتحكم بها، وعقبت عليها الدكتورة/ سامية الاغبري بطرح العديد من الملاحظات والتي قالت إنها قد تسهم في تطوير الدراسات العليا في كليات الإعلام في ظل التحولات والمتغيرات السياسية التي تعيشها بلادنا. فيما تناولت ورقة للزميل أشرف الريفي وضع الحريات الصحافية في اليمن تطرق فيها إلى المعيقات التي تواجهها حرية الصحافة في اليمن. وأوضح الريفي أن نقابة الصحفيين رصدت 250 حالة انتهاك لحرية الصحافة خلال العام 2013م، و50 حالة انتهاك خلال الربع الأول من العام الحالي، هذا وقد خرجت الندوة بالعديد من التوصيات والقرارات المتعلقة بمستقبل الإعلام والصحافة في اليمن...