تواصلت المواجهات المسلحة- أمس السبت- بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة وميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى في مناطق مختلفة من محافظة تعز . وذكرت مصادر ميدانية بأن نحو 18 من مسلحي الحوثي والقوات الموالية لصالح قتلوا فيما قتل اثنان وجرح 5 أشخاص من أفراد الجيش والمقاومة في الاشتباكات التي دارت أمس في عدد من الجبهات بالمحافظة رغم غزارة الأمطار. وقالت المصادر بأن الاشتباكات تواصلت في الجبهة الغربية- مساء أمس- قبيل ساعات من بدء موعد وقف إطلاق النار الذي بدأ منتصف ليل الأحد الاثنين. وتأتي الهدنة العسكرية المرتقبة، تمهيدا لمفاوضات أطراف الأزمة اليمنية بالكويت، في الثامن عشر من الشهر الحالي. وشهدت منطقة الضباب- غرب مدينة تعز- مواجهات عنيفة، كما اندلعت اشتباكات في مناطق وادي الزنوج ومعسكر الدفاع الجوي ومنطقة غراب جوار مقر اللواء 35 مدرع. وتركزت الاشتباكات في محيط مقر اللواء 35 في منطقة المطار القديم، حيث شنت القوات الشرعية قصفا على مواقع المتمردين في الأطراف الشمالية الغربية وجبل هان وطريق الضباب الرابط بين تعز وعدن. وأوضحت المصادر بأن المقاومة والجيش الوطني نفذت هجوماً عنيفاً على مواقع المليشيات الانقلابية في الدمينة وغرب شمال اللواء 35 وفي قرية مدرات غرب اللواء غرب المدينة، فيما دكت أيضا مواقع المتمردين في جبل هان بالمدفعية والرشاشات.. وشنت مليشيات الحوثي وصالح قصفاً عشوائيا بقذائف الهاون على مواقع القوات الشرعية والأحياء السكنية في المنطقة، وامتدت الاشتباكات إلى منطقة الضباب. وتمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة من السيطرة أمس على منطقة مصنع السمن والصابون القريب من مفرق شرعب غربا"، بعد معارك استمرت من يوم أمس الأول الجمعة. وكانت المليشيات استحدث معبرًا جديدًا غرب المحافظة في مفرق شرعب ونصبت نقطة تفتيش لحصار سكان مدينة تعز ومنع المواطنين من الدخول إلى المدينة". وفي الغضون قالت مصادر محلية إن مقاتلات التحالف العربي حلقت على علو منخفض في سماء تعز، وشنت ثلاث غارات صباح السبت، إحداها في إحدى التلال المطلة على الربيعي، واثنتان على شارع الستين ما أدى إلى تصاعد دخان كثيف فيما يعتقد أنها استهدفت منصة إطلاق صواريخ كاتيوشا. إلى ذلك أصيب خمسة مدنيين في سقوط قذائف أطلقتها ميليشيات الحوثي وصالح على أحياء في مدينة تعز. وواصلت المليشيات الانقلابية أمس خنق المدينة بحصارها المفروض على المدينة من المداخل الشرقية والشمالية، ولليوم الثاني في المدخل الغربي للمدينة، مانعة المواطنين من الدخول أو الخروج منها. وتشهد مديرية الوازعية أزمة إنسانية مع استمرار المعارك هناك، حيث تقول المصادر المحلية إن آلاف السكان نزحوا من بيوتهم خشية أن تصيبهم نيران المعارك، وسط حملة الاختطافات والمطاردات بحق المواطنين في قرى الوازعية من قبل مليشيات الانقلاب التي تواصل قصف القرى ومساكن أهالي المديرية بمختلف أنواع الأسلحة. من جانب آخر أكدت مصادر مطلعة وشهود عيان ل"أخبار اليوم" أن القيادي الحوثي البارز والضابط في قوات الأمن الموالية لصالح/ علي القرشي انسحب مع مقاتليه من الجبهة الغربية لمدينة تعز بشكل مفاجيء.. وقال الشهود العيان "إنهم شاهدوا القيادي القرشي ومع مرافقيه على متن عدد من السيارات تنسحب من الجبهة الغربية باتجاه شرعب الرونة وهي المنطقة التي ينتمي إليها القرشي". المصادر أكدت أن انسحاب القرشي من جبهات القتال بعد خلافات كبيرة بينه وبين قيادات حوثية أخرى من محافظات صعدة وعمران تقاتل في تعز. وسبق وأن تعرض لمحاولة اغتيال قبل عدة أشهر في مواجهات مع تلك القيادات بعد خلافات حول القيادة والأسلحة وأصيب على إثرها القرشي, الذي كان يعتبر من أهم القيادات الموالية للحوثيين وقوات صالح بمحافظة تعز وأحد أبرز القيادات الميدانية في الجبهة الغربية، حيث مد الحوثيين بمئات المقاتلين من أبناء شرعب والخوخة والمخا.