سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صالح والحوثيون يتراجعون عن استعدادهم لتنفيذ القرار 2216 ويريدون ترتيب السلطة بينما المبعوث يقول إن الساعات القادمة حاسمة ويدعو الانقلابيين بألا يضيعوا هذه الفرصة..
قالت قناة "الميادين" التابعة لحزب الله اللبناني، المصنف كمنظمة إرهابية من قبل جامعة الدول العربية.. قالت إن وفد الحوثيين وحزب صالح، أجّل مغادرته صنعاء حتى وقف غارات التحالف العربي. وكان من المزمع عقد مفاوضات الكويت- يوم أمس الاثنين- إلا أن وفد الحوثيين وحزب صالح لم يصلوا إلى الكويت، ما دفع المبعوث الأممي إلى تأجيل المحادثات إلى اليوم الثلاثاء. ونقلت قناة الميادين- عن مصدر وصفته ب"الخاص"- قوله إن وفد صنعاء "الحوثيين وحزب صالح" الذي سيشارك في المباحثات اليمنيةبالكويت التي كان من المقرر أن تبدأ أمس الاثنين برعاية الأممالمتحدة، أجل مغادرته حتى وقف غارات التحالف.. وبحسب القناة فقد طالب الوفد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد بجدول واضح لنقاط البحث، قبل بدء المباحثات. وأضافت إن ممثلي وفدي الحوثيين وحزب صالح، يواصلون عقد اجتماعات للخروج بموقف موحد. من جانبه قال المبعوث الأممي إلى اليمن/ إسماعيل ولد الشيخ، إن الساعات القليلة المقبلة حاسمة وعلى الأطراف اليمنية تحمل مسؤولياتهم الوطنية والعمل على حلول توافقية وشاملة." وأضاف- في بيان نشره في صفحته على فيس بوك- إنه "من المرتقب أن ترتكز المحادثات على إطار عملي يمهد للعودة إلى مسار سلمي ومنظم بناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني". ولم يشر ولد الشيخ إلى أسباب تأخر انطلاق المشاورات واكتفى بقوله إن "بعض المستجدات التي حصلت في الساعات الأخيرة، طرأ تأخير على موعد انطلاق مشاورات السلام اليمنية – اليمنية التي كان من المقرر أن تبدأ يوم الاثنين 18 نيسان أبريل في الكويت، وأتمنّى على ممثلي أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام ألا يضيعوا هذه الفرصة التي قد تجنّب اليمن خسارة المزيد من الأرواح ومن المفترض أن تضع حلاَ لدوامة العنف في البلاد. وشكر ولد الشيخ وفد الحكومة اليمنية على الالتزام والحضور في الموعد المحدد للمباحثات. وكان من المقرر أن تنطلق المشاورات بين وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين أمس الاثنين، عقب ثمانية أيام من المدة الزمنية المحددة لبدء وقف إطلاق النار. وفي سياق متصل اعتبر مراقبون سياسيون تأخر ممثلي مليشيا الحوثي وصالح، يأتي في إطار خلافات بين جماعة الحوثي وصالح أنفسهم؛ فقد شهدت العاصمة اليمنيةصنعاء، خلال الثلاثة الأيام الأخيرة، حراكاَ سياسياَ مارثونياَ، لاحتواء الخلاف بين حزب الرئيس السابق علي صالح، وجماعة الحوثيين. ويسود التوتر علاقة حلف الحرب في اليمن (صالح والحوثيين) على خلفية التقارب الأخير بين جماعة الحوثيين والمملكة العربية السعودية. وخاض ممثلون عن الجانبين، سلسلة لقاءات بهدف تجاوز نقاط الخلاف التي حالت دون مغادرة وفدي صالح والحوثي إلى المحادثات اليمنية المزمع انعقادها في دولة الكويت برعاية مباشرة من الأممالمتحدة. وذكرت وسائل إعلامية أن وفد الحركة الحوثية كان جاهزاً للمغادرة ليل الجمعة الماضية، فيما وصلت طائرة عمانية خاصة إلى مطار صنعاء لنقل وفدي الجانبين إلى الكويت. وأوضح المصدر أن أمين عام حزب المؤتمر الشعبي/ عارف الزوكا، أبلغ رئيس المجلس السياسي للحوثيين صالح الصماد، بأن وفد المؤتمر لن يغادر صنعاء، في حين طلب عقد لقاء استثنائي صباح السبت لتسوية الخلافات بين الطرفين. والسبت عقد مندوبون عن حزب صالح والأحزاب المتحالفة معه، وآخرون عن جماعة الحوثيين والكيانات الموالية لها، اجتماعاً مشتركاً بصنعاء لذات الغرض. ومثّل حزب صالح أمين عام حزب المؤتمر الشعبي/ عارف الزوكا، فيما مثل فريق الحوثيين، رئيس المجلس السياسي للجماعة صالح الصماد. ونقلت تلك الوسائل عن مصدر سياسي تأكيده أن الاجتماع عقد بطلب شخصي من صالح، بدافع تحديد موقف من الاتفاقات التي أبرمها الحوثيون في السعودية، بمعزل عن حزب المؤتمر الشعبي. ويتخوف صالح من أن يفضي التقارب الأخير بين السعودية وجماعة الحوثيين إلى تسوية سياسية تستبعده من لعب أي دور في المستقبل. وتعمد صالح إشراك بعض الأحزاب والكيانات الموالية له وأيضاَ تلك الموالية للمتمردين، عبر دعوة ممثلين عنها لحضور الاجتماع". موضحا:" هدف صالح بتوسيع المشاركة في الاجتماع لتشمل الكيانات الهامشية التي تلتقي مع المؤتمر والحوثيين عند نقطة (رفض الشرعية والتدخل العسكري في اليمن) تأليب المواقف ضد المتمردين الحوثيين". ويحاول صالح انتزاع تعهدات مكتوبة من حليف الضرورة (جماعة الحوثيين) بشأن تبني رؤيته لأجندة المحادثات كرؤية موحدة لطرف الانقلابيين في صنعاء، قبل المغادرة إلى الكويت. وأشار المصدر إلى أن صالح أراد إسماع القيادات الحوثية مواقف مناهضة للاتفاقات الانفرادية التي وقعها وفد من الحركة في السعودية إما مع الجانب السعودي، أو تلك التي وقعت مع ممثلين عن الحكومة برعاية سعودية في مدينة ظهران الجنوب. وتوصل ممثلون عن الحكومة اليمنية والحوثيين إلى اتفاق برعاية سعودية، يقضي بتثبيت الهدنة وتطبيع الأوضاع في مدينة تعز.. كما تضمن الاتفاق التزام الطرفين بالعمل على معالجة ملف المحتجزين والمفقودين. وشددت الوثيقة على أن يتم “تسليم كشوف بأسماء المعتقلين لدى الطرفين، كخطوة أولى لتتم بعد ذلك عملية الإفراج عنهم". وقال المصدر:" نسّق صالح، قبل الاجتماع، مع شخصيات سياسية قريبة من الحوثيين منها (رئيس حزب الحق حسن زيد) لإعلان مواقف رافضة للذهاب لمحادثات الكويت قبل تنفيذ شروط صالح". وناقش الاجتماع الأخير بين ممثلين عن حزب صالح وآخرين عن حركة الحوثيين، موقف الطرفين (حزب صالح والحوثيين) من المشاركة في محادثات الكويت ورؤية كل فريق لأجندة المفاوضات. ونقل الزوكا لفريق الحوثيين، تلميحاً على لسان صالح، بأن حزب المؤتمر قد يمتنع عن إرسال وفد للمشاركة في محادثات الكويت. وبحسب المصدر فقد وضع عارف الزوكا- في الاجتماع- نقاطاً تلخص شروط حزب صالح للمشاركة في محادثات الكويت. واشترط صالح تثبيت وقف كامل للعمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن (الغارات الجوية)، وكذا حواراً مباشراً مع السعودية حول إنهاء التدخل العسكري نهائياً (العدوان السعودي كما سماه الزوكا في اجتماع اليوم).. وتضمنت شروط حزب المؤتمر الشعبي، إبرام اتفاق شامل لوقف إطلاق النار (ترعاه الأممالمتحدة) ويوقع من طرفين الأول حزب صالح والحوثيين كطرف يمثل اليمن، والثاني السعودية كطرف ثانٍ يمثل دول التحالف العربي. ويضغط صالح على الحوثيين لتبني رؤية تدور حول التحضير مع الأممالمتحدة لمحادثات حاسمة (لقاء حاسم لترتيب الوضع السياسي في اليمن، من نقطة ما بعد انتهاء مرحلة هادي).. وشملت شروط صالح رفع سقف أجندة حوار الكويت من مناقشة (تسليم السلاح والانسحاب من المدن) إلى القضايا المغلقة (ترتيب السلطة). وانفض الاجتماع دون إعلان ممثلي الحوثي موقفاً واضحاً من رؤية حزب المؤتمر، باستثناء وعد بنقلها إلى زعيم المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتشاور معه حولها ومن ثم يتم إبلاغ صالح بالرد. إلى ذلك اعتبر مصدر مطلع أن مشاركة وفد مليشيا الحوثي وصالح في مفاوضات الكويت أصبح احتمالاً ضعيفاً جداً، خاصة بعد التصريحات التي يصدرها أعضاء في وفد الحوثي وصالح، ويتحدثون خلالها عن مرتكزات للمفاوضات بعيدة عما تم الاتفاق عليه وتم إعلانه. وأشار المصدر إلى أنه- في حال حضر وفد الحوثيين وصالح إلى الكويت وشاركوا في المفاوضات- فإنهم سيطرحون- خلال المفاوضات- قضايا جديدة ليس لها علاقة بآلية تنفيذ القرار 2216 وإنما يتم البحث عن ترتيب السلطة لمرحلة ما بعد هادي.. الأمر الذي من شأنه قد يفشل مباحثات السلام.