سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشيخ عثمان.. الحي الذي لايموت رغم الإهمال تردي خدمات أثقل كاهل المواطن والأهالي يستنكرون الوضع ويطالبون بتفعيل دور السلطات المحلية بالمديرية ومبدأ العقوبات..
تعاني أحياء مديرية الشيخ عثمان بمدينة عدن، جنوبي اليمن، الكثير من المشكلات التي باتت تثقل كاهل المواطن، وعلى رأس هذه المشاكل وجود القمامة وتراكمها في عدد من الأحياء، بالإضافة إلى بروز ظاهرة طفح المجاري، وانتشار الباعة المتجولين.. يترافق ذلك مع ما استحدث في المدينة من أكشاك ومحلات، أدت إلى خلق أزمة حقيقة وزحام في المدينة، في ظل ما تعانيه طرق المديرية من تدهور واهتراء، خاصة أن بعض هذه الطرقات تعد الرئيسية في المديرية، الأمر الذي شكل عائقا في حركة السير.. تعد مديرية الشيخ عثمان إحدى مديريات محافظة عدن، وتمتاز بكونها ملتقى كل مديريات المحافظة فهي تقع في الشمال الشرقي لمحافظة عدن، وتقدر مساحتها ب (17) كيلو متراً مربعاً معا ما تعانيه المديرية من كثافة إذ بلغ عدد سكانها وفقاً لأخر إحصائيات والتي أجريت في عام 2004 م أن عدد سكان مديرية الشيخ عثمان يقدر ب (106) آلاف نسمة. وتجاوبا مع ما يبديه المواطنين من استياء وتضرم فقد رصدت صحيفة "أخبار اليوم" أبرز ما تعانيه المديرية، مستطلعة في ذلك أراء عدد من المواطنين في المديرية. استياء الأهالي يقول أحمد صالح الناخبي، أحد ساكني مديرية الشيخ:" أننا أثناء مروري في أحد شوارع مديرية الشيخ عثمان يستوقفني مشهد المارة وهم يعبرون في شارع محاولين التنقل من الشارع الآخر على الرغم ما يسببه لهم ذلك من صعوبة نتيجة طفح مياه المجاري، فيما البعض يحاول العبور عن طريق القفز والبعض الآخر يفضل تغيير الطريق ووجهتهم ليسلكوا طريقاً أطول بحثاً عن طريق يخلو من طفح المجاري، والبعض الآخر ابتكرا جسراً لم تموله الحكومة ولا صندوق النظافة لكي يعبر عليه المواطنين خاصة النساء منهم والأطفال".. ويضيف:" أن مديرية الشيخ تشهد تأخرا كبيرا في مجال الخدمات فنكاد لا نرى شارعا دون تكدس للنفايات ناهيك عن انسدادات المجاري ومشكلة الزحام وتدهور الطرقات – الزفلت-". تدهور وتردي فيما يعتقد التربوي ميعاد محمد جمن، أن النظافة العامة من القضايا الأكثر تدهوراً في مديرية الشيخ عثمان، والتي تبدأ بالقمامات ونفايات المطاعم والمحلات التجارية وتنتهي بالمجاري التي تطفح أناء الليل والنهار في شوارعها، ونسي أو تناسى الكثير من المسؤولين وكل فرد ينتمي للمديرية أنَّ نظافة الشارع العام مسؤولية الجميع يعيش على أرض هذه المديرية، وعنوان كل بلد حضاري متقدم هو النظافة، وأحاديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام تحثنا على الطهارة في الجسد والمسجد والبيت والعمل والشارع وكل شيء يحيط بنا يجب أن نهتم به ونحافظ عليه، وأن النظافة سلوك يتربى عليه الشخص منذ نعومة أظافره ومن يمارس سلوك ضده برمي القمامة في الشارع أو أماكن العمل والمدرسة فهذا بالتأكيد لن يكون نظيفاُ في بيته. تقصير المواطن والمسؤول ويضيف جمن:" إننا اليوم في هذه المديرية التي تعاني من صنوف القاذورات بمختلف صورها مللنا الكلمات المنمقة والحوارات المطولة والتصريحات التي لا رد لها لم تنبت لنا عشب على أرض الواقع، فنحن لا نريد شعارات رنانة بل نريد سلوكيات وممارسات عملية من قبل كل القيادات المسؤولة فلا أعتقد من وجهة نظري أننا سننهض بهذه المديرية إذا لم تتحول النظافة إلى سلوك مواطنة وإلى مشروع وطني يتعاون في تنفيذه الجميع في ظل وجود صرامة تتبعها الجهات المسؤولة في إلزام المواطن العادي وأصحاب المطاعم والمحلات التجارية في وضع القمامة في مكانها المخصص واتخاذ عقوبات رادعة لمن يتخلف عن هذا العمل الراقي في المبني والمعنى". المديرية فقدت هويتها ويشبه جمن المديرية بأنها صارت كالجسد المريض الذي لا يقوى على العمل ولايحسن التفكير فتنظر لشوارعها المزدحمة بأصحاب الموترات الذي أصابوا أكثر من طفل وشائب بسبب سرعتهم وعدم وجود جهة تشرف على هذا الازدياد الملحوظ لهم وتلوث الأجواء والضوضاء التي تملأ الأذن، ناهيك عن تلك المطاعم والكافتيريات المطلة على نهر من البالوعات غير مهتمين بحياة الأشخاص والأطعمة الفاسدة والشراب الملوث. ويردف:" إذا أردت أن تتعرف على المزيد من المعاناة فانظر للشوارع الرئيسة ستجد أصحاب الخردوات وبائعي الحديد قد احتلوا مساحات شاسعة وشوهوا منظر الشارع العام فلا رقيب لهم ولاحسيب وتطاول الكثير من الناس في أخذ مساحات من الأماكن الخاصة بالمشاة في البناء، والأعراس التي تظل لبعد منتصف الليل وتقص الشارع بما يسمى بالمخادر وتزيد من ازدحام السيارات والرصاص الذي صار جزء من الحياة اليومية نسمعه كالموسيقي ومايترتب عليه من راجع وقتل أنفس برئية. ويعتقد جمن أن الكل مؤمن أن إصلاح ما خرب في هذه المديرية مسؤولية الجميع لكننا محتاجين إلى سلوك نؤمن به ونطبقه في حياتنا وبيئتنا ووطننا. مشكلات بيئية وصحية ويشير أحمد بن أحمد، إلى أن مديرية الشيخ عثمان تعاني من العشوائية في أغلب الأشياء المطاعم البيوت البسطات الأسواق وغيرها، إذ تعد صفة العشوائية صفة بارزة للمديرية عكس ما نلاحظه في عدد من المديريات على الرغم من كون فيها أسواق وعلى سبيل المثال الهاشمي تمثل البسطات هناك وكذا تحت مسجد النور شارع الحب وكذا مقابل مقهى الشجرة . ويقول: تعاني مديرية الشيخ عثمان من كثرة المطاعم وكثرة المطاعم معاناة وخاصة في ظل عدم تنظيم هذه الكثرة في ضبط مخلفات المطاعم وكذا باعة السمك بالقرب من المطاعم وما يرموه من مخلفات سواء هم أو باعة القات. ويضيف:" بالمناسبة هذه تشكل أضرار صحية وبيئية كأمراض التيفود وحمى الضنك والملا ريا إلى جانب ما يحدثه من إعاقة سير وكذا ما تخلفه هذه الشوارع من انبعاث روائح نتيجة تكدس المخلفات. ويرى أحمد أن هذا راجع لعدم تفعيل نضام المخالفات من قبل المجلس المحلي بالمديرية وخاصة أن بعضها بحاجة فقط إلى تفعيل لوائح وإعادة تنظيم من قبل البلدية، فعلى سبيل المثال تم بناء سوق الصيد وكذا سوق القات ولكن الباعة لا يدخلوه وإنما هم غالبا خارجه وهذا عائد إلى عدم تفصيل العقوبات. تفعيل دور المكاتب وبحسب أحمد تعاني مديرية الشيخ من غياب مطبق من قبل المنظمات والأنشطة والأعمال المجتمعية، إذ لا توجد مبادرات عدم وجود منظمات، وهذا عائد إلى انعدام الحاضن للشباب لإدراجهم في المجتمع المدني، على الرغم من حاجتها، وكذا رؤية عدد من شبابها يشاركوا في أعمال مجتمعية بمبادرات ومؤسسات في خارج المديرية نظراً لانعدام الحضن داخل المديرية. ويقول:" علاوة على ما ذكر يجدر الإشارة إلى شيء مهم وهو أن مديرية الشيخ أكثر من أي مديرية أخرى تشهد وجود طبقات اجتماعية مطبقة العامل والتاجر والمهمش وهذا يرمز إلى ضرورة وجود برامج تولي هذا الجانب أهمية بالإضافة إلى تنفيذ حملات تهتم بهذه النقطة". ويتابع:" إذ نرى أن الحل يكمن في تفعيل المكاتب في المديرية كمكتب البلدية و مكتب السلطة المحلية وكذا إزالة المخلفات والأكشاك وغيرها لقد أصبحت مديرة الشيخ بلا هوية بما تحمله الكلمة من معنى بلا هوية". افتقار للمشاريع والعمل الطوعي فيما تلخص ثناء القرشي، أحد ناشطي مديرية الشيخ عثمان أن المديرية تعاني من عدة مشكلات تخص البيئة، كمشكلة طفح المجاري في شوارعها الرئيسية والفرعية، ومشكلة تراكم القمامة في عدة أماكن في شوارعها حتى على مستوى أمام منازل المواطنين.. وترجع السبب في ذلك إلى إهمال الأفراد بعدم رميها في المكان المخصص لها ويأتي ذلك نتيجة عدم توفر البراميل الخاصة للقمامة في أماكن مخصصة لها. وتقول أن من مشكلات مديرية الشيخ هو ما تعانيه من تكدس مخلفات المطاعم، التي أصبح وجودها بارز وبشكل ملفت ومؤثر على المظهر العام للمنطقة ومؤذي صحيا على الأفراد، وكذا بقايا مخلفات الباعة من المحلات التجارية أو البسطات وتراكمها بجانب المحلات والبسطات، نظراً لانتشار هولاء الباعة بشكل عشوائي في شوارع المنطقة مما يؤدي إلى ازدحامها، علاوة على ما تعانيه المديرية من مشكلة تدهور الطرقات وهو السبب لتأخر انتشار البيارات.