أكد عضو مجلس إسناد المقاومة الشعبية في إقليم تهامة- الشيخ/ أحمد الجبلي على أهمية المضي في عملية تحرير الحديدة والساحل الغربي بشكل عام، لما يمثله من أهمية في دعم الانقلابيين بالمال والسلاح، الشريان الذي يمدهم بالحياة، وأنه بقطع هذا الشريان سيسقط الانقلاب والمتمردين بشكل مباشر. وقال الشيخ الجبلي، في حوار خاص مع صحيفة "أخبار اليوم"، أن الأمر يتطلب ضرورة المضي في تنفيذ الخطة والسيطرة على الساحل في اقرب وقت خاصة، وأن المتمردين يمرون بظروف صعبة بعد تطويق الخناق عليهم في كافة الجبهات إلى جانب الخلافات المتصاعدة بين طرفي الانقلاب. واعتبر ما أنجزته المقاومة الشعبية في الإقليم مقارنة بالدعم المحدود للمقاومة بأنهم حققوا أهدافهم أضعاف ما كان يتوقع. وأضاف: "فرغم الإمكانات الشحيحة، إلا أنهم استطاعوا زعزعة الميليشيات وجعلها تعيش في حالة خوف وهلع دائم، نتيجة العمليات الهجومية التي تباغتهم بها بشكل يومي، وقد ألحقت بهم خسائر باهظة في الأرواح والعتاد بكثافة عالية جدا". كما تحدث عضو مجلس إسناد المقاومة الشعبية في إقليم تهامة عن انتهاكات الحوثي ضد الشعب اليمني بشكل عام وأبناء إقليم تهامة بشكل خاص، وما تعرض له وأسرته نتيجة مواقفه المنحازة للدولة والسلطة الشرعية، وغيرها من القضايا التي تقرأونها في حواره، وهذا نصه.. *لنبدأ من المستجدات الأخيرة.. كيف تقيمون الخطة التي أعلنتها القيادة الشرعية مع قيادة التحالف العربي لتحرير مدينة وميناء الحديدة والساحل الغربي الذي يمثل إقليم تهامة الجزء الأكبر منه؟ -في البداية لابد من التأكيد على أهمية المضي في عملية تحرير الحديدة والساحل الغربي بشكل عام، لما يمثله من أهمية في دعم الانقلابيين بالمال والسلاح، وكما قال البعض عنها بأنها " الشريان الذي يمدهم بالحياة" وبقطع هذا الشريان سيسقط الانقلاب والمتمردين بشكل مباشر. بالنسبة للخطة المعلن عنها من قبل القيادة الشرعية والتحالف العربي نأمل أن يتم انجازها بحسب الجدول الزمني المخطط له، كما أن ثقتنا في القيادة السياسية والعسكرية كبيرة في رفع معاناة أبناء تهامة خصوصا واليمنيين عموما من همجية المتمردين التي لا ينهيها إلا تحرير الوطن من دنسهم. *هل ترى بان تحرير الإقليم تأخر عن موعده كما يقول البعض؟ ولماذا تأخر برأيك؟ وما أهمية تحريره على المستويين المحلي والوطني؟ -صحيح أن تحرير إقليم تهامة تأخر نوعا ما وكانت لهذا التأخر تبعات تحمل أعبائها المواطنين، لكن الظروف السياسية والمماطلات التي قامت بها الميليشيات خلال المباحثات والحوارات التي أجريت معهم طيلة السنتين الماضية كان لها اثر كبير في تأخر عملية تحرير الإقليم. وكان الأمل يحدو الجميع في إنهاء التمرد بطرق سياسية بعيدة عن إراقة الدماء، لكن الوضع زاد سوءا وبادرت القيادة السياسية بالبدء في عملية تحرير الإقليم عسكرياً. وبتحرير إقليم تهامة من قبضة الميليشيات سيطوق المناطق عليهم في العاصمة صنعاء وباقي المحافظات التي لازالت بقبضتهم. كما أن تحرير الساحل الغربي بما فيه ميناء الحديدة سيزيد من تأمين الملاحة الدولية التي تهددها الميليشيات بأعمالها الإرهابية. الأمر الذي يتطلب ضرورة المضي في تنفيذ الخطة والسيطرة على الساحل في اقرب وقت خاصة، وأن المتمردين يمرون بظروف صعبة بعد تطويق الخناق عليهم في كافة الجبهات إلى جانب الخلافات المتصاعدة بين طرفي الانقلاب. *ساهمت المقاومة الشعبية في الإقليم بفاعلية في مواجهة الانقلابيين منذ انطلاق المقاومة ضد التمرد.. هل كانت جهود المقاومة عند المستوى المطلوب؟ وما أبرز الصعوبات التي واجهت أفرادكم؟ -أولا أقدم كل الشكر والتقدير لأبطال المقاومة الأشاوس الذين ضحوا ولازالوا يواصلون تضحياتهم في محافظات الإقليم ضد ميليشيات التمرد. وبالمقارنة بالدعم المحدود للمقاومة مع ما أنجزته حتى الآن يمكن القول بأنهم حققوا أهدافهم أضعاف ما كنا نتوقع. فرغم الإمكانات الشحيحة، إلا أنهم استطاعوا زعزعة الميليشيات وجعلها تعيش في حالة خوف وهلع دائم، نتيجة العمليات الهجومية التي تباغتهم بها بشكل يومي، وقد ألحقت بهم خسائر باهظة في الأرواح والعتاد بكثافة عالية جدا. *مارست الميليشيات جملة من الانتهاكات ضد أبناء الإقليم طيلة الفترة الماضية.. ما أبرز تلك الانتهاكات؟ وما موقفكم منها؟ وكيف تقيمون تعاطي المجتمع الدولي مع هذه الانتهاكات ومرتكبيها؟ -من خلال متابعتي لوسائل الإعلام وجدت أنكم في صحيفة أخبار اليوم أكثر من يرصد هذه الانتهاكات بشكل متواصل، وجهودكم في هذا المجال تستحق التقدير والشكر، ولا يخفاكم فقد تعرض أبناء الإقليم لانتهاكات ربما تكون الأكثر من بين الأقاليم بحكم أنه لازال تحت سطوتهم. ويمكن إيجاز أبرزها في اختطاف وإخفاء الآلاف من الشباب والسياسيين والأكاديميين، وكذا عمليات النهب الواسعة للممتلكات العامة والخاصة، وإغراق المحافظات في وحل الجوع والمرض والفقر. علاوة على مصادرة المساعدات الإنسانية، وإغلاق المنظمات المحلية، وغيرها من الأعمال الإرهابية والقمع، التي وللأسف الشديد لا زال المجتمع الدولي يغض الطرف عنها، وعن مرتكبيها من خلال استمرارهم في التعاطي مع الانقلابيين كطرف سياسي وليس كجماعة إرهابية يجب القضاء عليها. *تعرضت أنت وأسرتك لجملة من الانتهاكات من قبل المتمردين بمحافظة حجة.. ضريبة انحيازكم لصف السلطة الشرعية والدولة.. ما ابرز ما تعرضت له وقبيلتك من انتهاكات؟ وما رسالتكم للقيادة الشرعية بشأن تلك الانتهاكات؟ -في الحقيقة كل حر تعرض لبطش همجية المتمردين بشكل وحشي وما تعرضت له أنا وأسرتي وعدد من أقاربي من انتهاكات لم يكن سوى ضريبة وقوفنا ضد الميليشيات كما ذكرت. ولإطلاعكم والمتابع الكريم على جانب من هذه الانتهاكات أقول لكم أن أول اعتداء كان في رمضان الأول من الانقلاب، حيث تم محاصرة منزلي الأول بمدينة عبس بعدد من الأطقم بقيادة "أبو فردوس" مشرف الميليشيات في عبس ومعه عشرات المسلحين واخرجوا العائلة منه وسط صراخ الأطفال وإرهاب للنساء، نتج عنه إصابات نفسية لأحد أطفالي لازال يعاني من تبعاتها حتى الآن، ومن ثم اقتحامه بقوة السلاح وإخراجهم منه. وبعدها بشهر تم اقتحام بيتي الثاني وأخذوا أوراق ومستندات وشيكات خاصة بي، مع جميع الأثاث ومقتنيات المنزلين بما فيها أسلحتي الخاصة والشخصية. لاحقاً حولت الميليشيات احد المنزلين (عمارتين) التابعة لي بعد ذلك إلى مقر قيادة والآخر تم تحويله إلى سجن لتعذيب من يختطفونهم من المواطنين فيها. وفي رمضان الثاني اقتحمت الميليشيات مسقط رأسي بمديرية كعيدنة بطقمين مسلحين بقيادة المدعو أبو هاشم، بعد أن نزح أولادي إلى مسقط رأسي وتم اختطاف أخي الأكبر عبده جبلي وحاولوا اختطاف ولدي نور الدين البالغ من العمر 13 سنة وإطلاق النار على النساء والأطفال وترويعهم. كما نفذوا حمله اعتقالات بكل شخص قريب أو صديق له علاقة بي، تعرضوا للتعذيب والملاحقات والنهب للممتلكات الخاصة بهم، ومع ذلك لا يمكن أن نتراجع عن طريقنا أو نتوانى في مواصلة لتسهيل التصدي لهذه العصابات التي حولت حياة اليمنيين إلى جحيم، كما عملوا على التقطع لأبنائي بعد رصدهم أثناء توجههم إلى الحديدة بعد ذلك واختطاف زوج ابنتي وإيداعه السجن. ورسالتي للقيادة الشرعية بأن يعجلوا بعملية تحرير الوطن من دنس العصابات كأدنى رد لاعتبار من انتهك أعراضهم واستبيحت أموالهم، ليعود الأمن والاستقرار للمواطنين بعد السنين العجاف، في ظل تسلط المتمردين. *كيف تقيمون مستوى الدعم العسكري و السياسي والإنساني لدول التحالف العربي على المستويين الوطني و الإقليم؟ وما رسالتكم لقيادة التحالف؟ -ما قدمته دول التحالف من دعم سخي ومواقف مشرفة مع إخوانهم اليمنيين يعد تجسيدا حقيقيا وعمليا للوحدة العربية والأخوة الإسلامية. فلولا عناية الله وتدخل دول التحالف بقيادة الأشقاء في المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله لكانت اليمن في أحضان ملالي إيران الشر التي عبثت بأمن واستقرار المنطقة برمتها وليس اليمن بمفردها. ورسالتي لقيادة التحالف بأن يواصلوا تنفيذ خطة تحرير اليمن من ميليشيات التمرد ودعم القيادة الشرعية عسكرياً وسياسيا، على اعتبار أن امن المنطقة من أمن اليمن، وأن هذه المواقف الأخوية لن ينساها اليمنيون وسيسجلها التاريخ في انصع صفحاته. *أبناء الإقليم عانوا ولازالوا يعانون من جراء سياسات المتمردين الهمجية التي أغرقتهم في وحل الفقر والجوع والمرض، كيف يمكن معالجة هذه الأوضاع؟ -كما ذكرت سابقا بان معالجة كافة الأوجاع والآلام والمعاناة لن تكون إلا بدحر التمرد وانتهاء الانقلاب وعودة الدولة ومؤسساتها لقيادتها الشرعية التي ستهتم بأمن وصحة وسلامة المواطن، لأن الميليشيات لا يهمها سوى تحقيق مصالح عصاباتها وليغرق الشعب في مهالك الموت. *رسالتكم لقيادة الإقليم، والمواطنين بشكل عام؟ -مزيدا من التكاتف والتلاحم مع السلطة الشرعية، لإنهاء هذه المعاناة التي طال أمدها وزاد ظلمها على غالبية أبناء الشعب. وعلى المواطنين الصبر قليلا، فقد قربت ساعة إنهاء التمرد، كما أن على قيادة الإقليم الشرعية الضغط في اتجاه إيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. *كلمة أخيرة تود قولها؟ -أشكر الأخوة الإعلاميين في مختلف وسائل الإعلام الداعمة للشرعية وخاصة صحيفتكم الموقرة على جهودهم المبذولة في سبيل مقاومة التمرد وفضح وجرائمهم، كما أدعوا القيادة الشرعية لان تولي فريق الإعلاميين مزيدا من الاهتمام لأهمية هذه الجبهة التوعوية.
