استشهد فلسطينيان، وأصيب أكثر من 225 آخرين، الجمعة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من الضفة والقدس المحتلتين وقطاع غزة. وفي تطور جديد، قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بفتح جميع بوابات المسجد الأقصى المبارك أمام المصلين الفلسطينيين، بدون تحديد أعمار من يدخلون إليه، وذلك للمرة الأولى منذ أسبوعين. وأعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أبلغتها بفتح كافة أبواب المسجد الأقصى اليوم تدريجياً أمام المصلين، وإلغاء قرار عدم السماح للمصلين دون سن الخمسين بدخول الأقصى. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صحفي، إن الشاب الفلسطيني عبد الرحمن حسين أبو هميسة (16 عاماً) استشهد، وأصيب آخرون بجروح مختلفة، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، شرق مخيم البريج على الحدود الشرقية لقطاع غزة. وأشارت الوزارة- في بيان منفصل-إلى استشهاد الشاب/ عبد الله علي محمود طقاطقة (24 عاماً)، من بلدة بيت فجار جنوبي مدينة بيت لحم الواقعة جنوبيالضفة الغربية، بعد إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار عليه؛ بزعم محاولة تنفيذ عملية طعن. وزعم الجيش الإسرائيلي، في تصريح مكتوب، أن "محاولة طعن جرت في مفرق غوش عتصيون (إحدى مستوطنات جنوب الضفة)، أسفرت عن مقتل منفّذها". وأشار أفيخاي أدرعي إلى أن قوات الجيش أطلقت النار على الفلسطيني، ما أدّى إلى مقتله، لافتاً إلى أن الحادث لم يسفر عن وقوع إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي. ونشرت مواقع عبرية هوية شخصية قالت إنها للشاب الذي حاول طعن الجنود الإسرائيليين. إلى ذلك اعتقلت قوة إسرائيلية خاصة 4 شبان فلسطينيين، خلال مواجهات اندلعت على مدخل مدينة البيرة الشمالي، قرب رام الله وسط الضفة الغربية. وذكرت مصادر صحفية أن وحدة خاصة من الجيش الإسرائيلي بزي عربي مدني (مستعربين)، اعتقلت 4 شبان خلال المواجهات الدائرة على مدخل المدينة، قرب حاجز "بيت أيل" العسكري. وضمن استمرار المواجهات أصيب عشرات الفلسطينيين، خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال في مدخل مدينة بيت لحم بالقدسالمحتلة، وقرب باب الأسباط. وشهدت مناطق باب الأسباط، وحي وادي الجوز، بالقدسالمحتلة، اشتباكات عنيفة بعد انتهاء الصلاة، إذ اعتدت قوات الاحتلال على الفلسطينيين الذين أقاموا الصلاة في الشوارع، وأطلقت باتجاههم قنابل الصوت، بحسب مواقع إخبارية فلسطينية. وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن 225 فلسطينياً أصيبوا بجروح مختلفة، خلال مواجهات مع الاحتلال في مناطق مختلفة بالضفة والقدس المحتلتين. وفي وقت سابق الجمعة، فرضت شرطة الاحتلال الإسرائيلية قيوداً على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، ودفعت بتعزيزات إلى مدينة القدسالمحتلة. وجاء القرار صبيحة مواجهات عنيفة وقعت بين المصلين والاحتلال، وأسفرت عن إصابة أكثر من 120 فلسطينياً، بعد قيام قوات الاحتلال باقتحام المسجد عقب إعادة فتحه بوقت قليل. وقالت شرطة الاحتلال، في تصريح مكتوب، إنها ستسمح فقط للفلسطينيين الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً بالدخول إلى المسجد، دون فرض أي قيود عمرية على النساء. وأدّى آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة في منطقة باب الأسباط وشارع صلاح الدين في محيط المسجد الأقصى، بعد منعهم من دخوله، في حين قالت الأوقاف الإسلامية في القدس إن أكثر من 10 آلاف تمكّنوا من الوصول إلى المسجد المبارك. وقرّرت شرطة الاحتلال الدفع بتعزيزات كبيرة إلى محيط المسجد الأقصى، واستقدام فرق أمنية جديدة من وحدات ما يسمّى "حرس الحدود"، والقوة الخاصة "يمام"، بحسب وكالة "صفا" الفلسطينية. وكانت المرجعيات الدينية بالقدسالمحتلة دعت، الخميس، لإغلاق جميع المساجد الفرعية، والتوجّه إلى المسجد الأقصى، الجمعة، في صلاة حاشدة، وأكدت أنه في حال تم التعرّض للفلسطينيين من قِبل شرطة الاحتلال فسيتم التصدي لهم. ومنذ أسبوعين، تعيش المدينةالمحتلة على وقع توتر متصاعد بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، التي فرضت قيوداً مشددة على دخول المسجد الأقصى، قبل أن تتراجع عنها مؤخراً؛ نتيجة صمود المرابطين وتمسّكهم بإلغاء كل ما استجد من إجراءات.