كشف تقرير دولي أن(478) ألف حالة نزوح جديدة سجلت في اليمن في ظل استمرار الصراع مشيرا إلى أن نحو 90% من النازحين في الداخل نزحوا لأكثر من 10 أشهر. وقال التقرير الصادر عن مركز رصد النزوح الداخلي (إدمك)- حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه: أنه سجل في العالم 31.1 مليون حالة نزوح داخلي جديدة ناجمة عن النزاع والعنف والكوارث في العالم حتى نهاية 2016 أي ما يعادل شخصا واحداً في كل ثانية يجبر على النزوح من منزله أو منطقته. وأوضح التقرير أن من بين تلك الحالات للنزوح 6.9 مليون حالة نزوح داخلي جديدة في العالم سجلت بفعل النزاع والعنف. مشيرا إلى أن أرقام النزوح الداخلي بسبب العنف والنزاع تتجه تصاعديا منذ 2003م، حيث بلغ المتوسط السنوي لحالات النزوح الداخلية الجديدة في السنة 5.3. وفيما تشير منظمات دولية كثيرة إلى إن الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من ثلاثة أعوام تسببت بنزوح 2.5 مليون نسمة. تقول الأممالمتحدة إن أكثر من 2.7 مليوني نازح خارج ديارهم وأن 82% من اليمنيين بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، إذ تعطي المؤشرات صورة صادمة لمعاناة اليمنيين، وفي المقدمة النازحون منهم. قصص مأساوية ويعيش النازحون اليمنيون العالقون في الداخل قصص مأساوية مؤلمة ولا حل لواقعهم المرير إلا بانتهاء الحرب وعودتهم إلى ديارهم الأصلية وممارسة أعمالهم. ولا تتوقف معاناة النازحون الفارون من الحرب عند حياة النزوح والبحث عن مساكن آمنه فقط، بل إن هؤلاء يعانون أيضاً من النقص الشديد في الغذاء والدواء وعدم القدرة على تلبية أبسط الاحتياجات، خصوصاً في ظل ضعف الرعاية والمساعدات المحدودة التي تقدمها منظمات دولية للمتضررين من الحرب. وهو ما دفع بالكثير من النازحين إلى ممارسة التسول أو العمل في مهن هامشية كتنظيف السيارات وبيع المياه على الشوارع العامة لتلبية أبسط احتياجاتهم الأساسية. وتنتشر مخيمات للنازحين باليمن في محافظاتتعز وحضرموت وعمران وحجة، ويواجه النازحون فيها حياة قاسية بظل النقص الشديد في الغذاء والدواء ومياه الشرب. آمال تتضاءل وتتضاءل يوماً بعد يوم آمال مئات الآلاف من اليمنيين المشردين في الداخل اليمني ودول الجوار في الاستقرار وعودتهم إلى ديارهم التي لا تزال عمليات الصراع المسلح مشتعلة فيها دون توقف للعام الثالث من الحرب، خصوصاً مع فشل أخر مساعي التوافق السياسي بين أطراف الصراع في اليمن. ويبدو مستقبل النازحين قاتم في ظل غياب أفق الحل للأزمة الراهنة، فمع استمرار الصراع في اليمن وتنامي أعداد النازحين من منطقة إلى أخرى بظل تلاشي آمال نجاح أي توافق سياسي، يفقد النازحون اليمنيون الأمل في المستقبل وعودتهم إلى مساكنهم الأصلية والأوضاع إلى طبيعتها. ملايين النازحين الذين قصفت منازلهم وشردتهم الحرب يعيشون في مختلف المدن اليمنية أوضاع إنسانية صعبة، ولا أحد يلتفت لحالهم، في حين تباع مواد الإغاثة في أسواق سوداء، وفقاً لتقارير إعلامية إنسانية. عشرات الآلاف من الأسر النازحة تعيش حياة بائسة، الجوع فيها سيد الموقف، ووصل الأمر ببعض الأسر إلى التسول بعد أن انقطعت بها كل شيء في ظل الحرب والنزوح وتوقف الرواتب وارتفاع الأسعار، والبعض يفضلون الموت جوعا. وتقدر التقارير عدد النازحين في اليمن بأنه يتجاوز ثلاثة مليون نازح، نزحوا هربا من جحيم الحرب الذي فتك بالملايين، فيما يواجهون حياة بائسة وظروف صعبه دون أي مساعده تذكر من الجهات المعنية أو المنظمات الاغاثية. ظروف إنسانية واقتصادية صعبة يعيشها نازحو الحرب في اليمن، في ظل وصول محدود للمنظمات الدولية وتقديم المواد الإغاثية، إضافة إلى أكثر من مائتي ألف نازح خارج البلاد، وفق إحصاءات منظمة الأممالمتحدة. معاناة مستمرة وتشهد مخيمات النازحين المنتشرة في محافظات ومدن يمنية عدة، معاناة مستمرة القاطنين في تلك الأماكن التي تفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم، بسبب الإهمال الحكومي.. حيث لا تتوفر في هذه الأماكن التي نزح إليها عدد من النازحين أدنى مقومات الحياة، مع ما يسكنهم من مشاهد الدمار وعمليات القتل التي ارتكبتها جماعات الحوثي بحق أهلهم قبل أن يتمكنوا من الهروب من قراهم التي شهدت مواجهات ضارية بين الجيش الوطني ومسلحي جماعة الحوثي. وفي تعز تواصل ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، قصف الأحياء السكنية بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا، ما أدى إلى تضرر آلاف المنازل والمباني السكنية، ولا يقتصر القصف على المناطق المحررة في وسط المدينة فقط، بل وفي عدد من المناطق الريفية التي تمكنت الميليشيا من التمدد فيها. وهو ما اضطر مئات الآلاف من المواطنين إلى ترك منازلهم في مناطق المواجهات واللجوء إلى مناطق أخرى، هربا من القصف. تقارير حقوقية تشير إلى أنّ أكثر من ألف منزل ومبان سكنية دمّرت بشكل كلي في مدينة تعز نتيجة القصف المدفعي والصاروخي الذي تشنه الميليشيا الانقلابية. الأمر الذي سيؤدي إلى إطالة مدّة النزوح إلى أجل غير مسمى، كون آلاف النازحين فقدوا أماكن سكنهم في المناطق المحررة. ففي شرق مدينة تعز تعرض حي ثعبات لدمار شبه كامل نتيجة المواجهات العسكرية التي دارت بين قوات الجيش الوطني والميليشيا الانقلابية ولا يختلف الحال في حي الجحملية، وحسنات، والكمب، والدعوة، وأحياء أخرى. ومع بدء العدّ التنازلي لعودة النازحين إلى مناطقهم مع سيطرة قوات الجيش الوطني على معظم الأحياء السكنية التي كانت في قبضة الميليشيا الانقلابية لن يتمكّن الكثير من النازحين من العودة لمساكنهم، خصوصاً وأن أزمة الحصول على مساكن سوف تتضاعف بصورة مخيفة في المناطق المحررة، بسبب الدمار الهائل الذي لحق بالأحياء السكنية. أرقام مخيفة يتحدث تقرير دولي صادر عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة عن أن عدد النازحين في اليمن تجاوز 3 ملايين شخص و154 ألفاً و572 نازحاً. وقال بيان المفوضية «إن الأزمة الراهنة تجبر المزيد والمزيد من الناس على ترك منازلهم بحثاً عن الأمان، حيث إن أكثر من ثلاثة ملايين شخص يعيشون حالياً حياة عابرة غير مستقرة تحفها المخاطر ويكافح هؤلاء من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية». فيما شدد ممثل منظمة الهجرة الدولية في اليمن لوران ديبوك على ضرورة اعتبار «النازحين العائدين ضمن دورة النزوح المستمر لطالما لم يتمكنوا من استعادة الاستقرار المستدام ولطالما استمروا في احتياجاتهم الشديدة وهذا الحال ينطبق أيضاً فيما يتعلق بمصالح المجتمع المضيف من غير النازحين».. ولفت البيان إلى أن الأرقام التي صدرت مؤخراً عن مفوضية اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة تبين أن النزوح في أنحاء اليمن في ازدياد وتظهر الأرقام في التقرير الأخير والصادر عن الفريق المعني بحركة السكان كونه فريقا تقنيا مختصا في مفوضية اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، حيث يعد الفريق هذا التقرير كجزء من الاستجابة الإنسانية للأزمة في اليمن. تزايد النازحين وتستمر أعداد النازحين في الارتفاع في محافظة تعز التي تستقبل حالياً أكبر عدد من الأشخاص النازحين داخلياً في البلاد. ويبلغ عدد هؤلاء حوالي 400.000 نازح، أي 16% من المجموع الحالي للنازحين داخلياً، البالغ عددهم 2.5 مليون شخص. وحذر ائتلاف الإغاثة في محافظة تعز من الوضع الإنساني الذي يزداد سوءاً يوماً بعد آخر في ظل صمت منظمات الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية، وتوقف إرسال المساعدات الإغاثية والإنسانية للمتضررين والنازحين منذ أغسطس 2016 وحتى مارس 2017. في الوقت الذي تتسع رقعة الحرب ومناطق النزوح والتهجير في قرى ريف تعز. وتشير مصادر إلى أن عدد الأسر التي تعرضت للتهجير القسري من مديريات المحافظة وصل إلى 178.556 أسرة. غالبية تلك الأسر لم تحصل على مساعدات إيوائية أو غذائية، ولا زالت مشردة في مخيمات مصنوعة بطريقة بدائية، وآخرها عمليات تهجير ونزوح أهالي بلدات الوازعية، والكدحة، وتبيشعه جنوب غرب تعز. تشرد وحرمان تعز«المدينة» فقط، والتي يقطنها مواطنون ينحدرون من مناطق ومحافظات يمنية مختلفة يتجاوزن المليون نسمة، أصبحت الكثير من أحيائها خاوية على عروشها، بعد أن تحولت المنازل فيها إلى أطلال، حيث إن الآلاف من الأسر نزحت إلى الريف وتركزت معظمها في المدن الثانوية «التربة، والنشمة، والراهدة، وخدير، وهجدة»، وبعضها لجأت إلى المحافظات المجاورة «إب - الحديدة». وتشير تقارير مجتمعية قامت بها منظمات محلية في تعز إلى أن قرابة مائة ألف نسمة نازحين منهم توزعوا في 121 مركز إيواء. فيما بقية النازحين استقروا في منازل تابعة لهم أو لأقاربهم أو أصدقائهم والآخرون في المدارس، وجميعهم يعانون الأمرين «التشرد والجوع». في ظل انقطاع كامل للخدمات الأساسية كالماء والغذاء والكهرباء وارتفاع الأسعار الجنوني للمواد التموينية، وانعدام شبه كامل لمقومات الحياة الضرورية الأخرى. مشاكل أسرية هُناك أسر كثيرة لم تتمكن من النزوح من مناطق المواجهات في مدينة تعز لظروف عدة منها مادية أي أنه ليس بمقدورها مواجهة تكاليف السفر أو النزوح إلى القرى، والأخرى لعدم توفر منازل لها في القرى مما اضطرها للبقاء في المدينة. كما أن العديد من الأسر كانت قد نزحت في بداية الأحداث ونظراً لطول فترة الاشتباكات، اضطرت للعودة إلى منازلها بعد أن ضاق بها الحال في غياهب التشرد والضياع في القرى مع شظف العيش وانعدام الخدمات، علاوة على نشوب مشاكل أسرية في الأرياف إثر الازدحام الأسري الكبير جراء النزوح المستمر. وتزداد المعاناة في أوساط النازحين، وخصوصاً الأسر، التي لديها أطفال صغار، مع استمرار المليشيات الانقلابية في محاصرة المدينة، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إليهم، في سياق العقاب الجماعي الذي تفرضه المليشيات الانقلابية على أبناء تعز، لموقفهم المساند للشرعية، ورغبتهم التواقة للدولة المدنية الحديثة.