وصف مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر, اجتماعه مع عدد من القيادات الجنوبية بإمارة دبي, بأنه بناء جدا وشفاف وواضح, مؤكدا أن قادة الحراك الجنوبي, يؤيدون الحوار ويرفضون العنف. وقال في تصريح صحافي لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" لدى وصوله إلى مطار صنعاء الدولي أول من أمس, إن "الشخصيات الجنوبية التي تم الاجتماع معها تعهدت في بيان تم إصداره عقب الاجتماع نبذ العنف بجميع أشكاله وبذل الجهود للحد من تلك الظاهرة, كما تعهدت أن يكون الحوار هو الحل الوحيد للقضية الجنوبية" لكن بن عمر لم يشر إلى ما إذا كان أولئك القادة سيشاركون في مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء في 18 مارس أم لا. وأضاف أن "الزيارة تأتي في إطار التهيئة لمؤتمر الحوار الوطني ومساعدة اللجنة الفنية للتحضير للحوار على استكمال ما تبقى من مهامها عبر فريق من الأممالمتحدة يعمل مع اللجنة, والتواصل مع جميع الأطراف السياسية المعنية بخصوص سكرتارية المؤتمر". ولفت إلى أنه تم تأسيس صندوق ائتماني ممول من عدد من الدول المانحة لدعم مؤتمر الحوار الوطني. وخلال لقاء بن عمر بالرئيس عبدربه منصور هادي, أوضح أن لقاءاته في دبي مع قيادات المعارضة الجنوبية في الخارج, كانت مثمرة وإيجابية وتؤكد استشعار الجميع بأن هناك فرصة تاريخية لمعالجة كافة القضايا اليمنية والمشكلات العالقة وفي مقدمها القضية الجنوبية, مشيرا إلى أن العالم بأسره يدعم التسوية السياسية في اليمن على أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن رقم 2014 و.2051 وأوضح أنه خلال لقائه بتلك القيادات بين لهم أن المبادرة الخليجية والقرارات الدولية جاءت باسم الجمهورية اليمنية التي انبثقت عن كيانين توحدا في الثاني والعشرين من مايو العام ,1990 ولقيت التأييد والاعتراف من المجتمع الدولي كله والرعاية الدولية موجودة على صعيد الدول الراعية والداعمة للتسوية السياسية في اليمن والقرارات الدولية والأممية التي تصب في هذا الاتجاه. في المقابل, وضع الرئيس الأسبق علي سالم البيض أربعة شروط لأي حوار تفاوضي مع ما أسماه ب"نظام صنعاء", حيث شدد في رسالة إلى بن عمر, على ضرورة الاعتذار لشعب الجنوب وأن يكون الحوار بين ممثلين عن دولة الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية) ودولة (الجمهورية العربية اليمنية) بعد الاعتراف بقضية شعب الجنوب وبالحراك الجنوبي كممثل وحامل سياسي لهذه القضية, وأن تكون الجهة الراعية أو أحد الرعاة الأساسيين من الأطراف الدولية المؤثرة وتحديدا الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية. كما شدد البيض على "توفير الحماية الدولية الإنسانية لشعب الجنوب وإيقاف الجرائم والانتهاكات لخلق مناخ سياسي ملائم للتفاوض, من خلال سحب جميع الوحدات العسكرية والمليشيات التابعة للاحتلال, واستبدالها بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وإيقاف المحاكمات والملاحقات وإطلاق جميع الأسرى وإلغاء الإحكام ضد السياسيين والصحافيين الجنوبيين". ودعا إلى "احترام إرادة شعب الجنوب باستعادة دولته, وأن تحدد الجهة الراعية للتفاوض حضور الجلسات المنعقدة لبحث قضية شعب الجنوب المحتل حصرا, وأن يكون طرف "الجمهورية العربية اليمنية" المفاوض قادرا على اتخاذ القرارات وتنفيذها في حال الاتفاق عليها, مع إيجاد ضمانات دولية وإقليمية لتنفيذها". وعلمت "السياسة" من مصدر مطلع أن مؤتمر الحوار سينعقد طيلة ستة أشهر, حيث ستعقد الجلسة الافتتاحية في دار الرئاسة بصنعاء في 18 مارس برئاسة الرئيس هادي ثم تنتقل جلساته إلى فندق "موفمبيك" وتستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعدها ستشكل تسع فرق عمل ميدانية يصل قوام كل منها من 40 إلى 80 شخصا للعمل في خمس محافظات هي تعز وحضرموت وعدن والحديدة وصعدة, لمدة شهرين, ثم تعود للالتئام لمدة شهر في صنعاء. وأوضحت المصادر أن هذه الفرق هي فريق القضية الجنوبية وفريق صعدة وفريق أمن الدولة وفريق الحكم الرشيد وفريق القوات المسلحة وفريق التنمية وفريق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وفريق القضايا الاجتماعية والبيئة وفريق القضايا ذات الخصوصية. السياسة