أفادت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية اليوم، بأنه من المقرر أن يواجه الرئيس المصري المعزول “محمد مرسي” محاكمة مطلع الشهر المقبل ليكون بذلك ثاني رئيس مصري تتم محاكمته بعد الرئيس الأسبق”حسني مبارك”. وأوضحت الصحيفة أن أنصار المعزول من الإخوان المسلمين استمروا في عمل التظاهرات والاحتجاجات منذ الإطاحة به في يوليو الماضي، ويقومون بأعمال شغب وفوضى في محاولة لإعادة مرسي ثانيًة للحكم وادعاء منهم بأن الجيش قد سحب البُساط من الجماعة عنوًة وسحق الديمقراطية، على حد تعبير الصحيفة، الأمر الذي أدى لسقوط المئات منهم خلال الاشتباكات التي وقعت في المظاهرات واعتقال عدد من قياداتهم. وحاولت الصحيفة أن تستعرض بعض الاتهامات الموجهة لمُرسي وقيادات الإخوان الذين تم القبض عليهم، والتي كان أبرزها الدستور الذي أقرّه محمد مرسي وصاغته لجنة أغلبها من الإخوان المسلمين ومنحه سلطات قضائية واسعة، كما أنه لم يكن يشمل ضمانات كافية لحقوق الإنسان وحقوق المرأة وكان يجيز حبس الصحفيين، بما أدى إلى نشوب احتجاجات عنيفة أما القصر الرئاسي على إثر الإعلان عنه، وخروج تظاهرات مضادة من قِبل الإخوان المسلمين لمناصرة وتأييد مرسي وحدوث اشتباكات عنيفة بين الطرفين، مرددين “الله أكبر” و “رجال مرسي في كل مكان”، وسقوط حوالي 10 ضحايا ادعى الإخوان أنهم من أعضائها، ثم تبيّن بعد ذلك أن الجماعة قد ضغطت على أسر الضحايا للقول إنهم من الإخوان المسلمين -حسبما أعلن أحد أفراد تلك الأسر لاحقًا. كما قام أعضاء الجماعة خلال التظاهرات بضرب معارضي مرسي واحتجازهم وإجبارهم على القول بأنهم بلطجية مأجورين، وتكشّف بعد ذلك قيام مرسي بالضغط على النائب العام لاتهام المتظاهرين السلميين بأنهم بلطجية مأجورين بالرغم من عدم وجود أدلة تُدينهم. وفي الوقت ذاته، لفتت الصحيفة إلى أن أعضاء الجماعة أن الاتهامات الموجهة لمرسي كلها اتهامات واهية ملفّقة لا أساس لها من الصحة، معربين عن خوفهم من مدى نزاهة المحكمة. ومن ناحية أخرى، رأت الصحيفة الأمريكية أن محاكمة مرسي محاكمة “انتقائية” تم اختيارها بغض النظر عما ارتكبه من جرائم، قائلة إنه لا يوجد أحد من أفراد الشرطة أو الجيش يُحاكم أو يلاحق قانونيًا حيال تورطه في قتل المتظاهرين- على حد تعبيرها. ومن المتوقع أن يواجه مرسي اتهامات تتعلق بإهانة القضاء خلال إحدى الخطابات الرئاسية التي ألقاها واتهم فيها أحد القضاه بتلاعبه في الانتخابات خلال حكم مبارك، بالإضافة لتهمته بالتعاون مع بعض أعضاء حماس لاقتحام السجون وقت الإطاحة بنظام حسني مبارك. وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى أنه سيمثُل أمام المحاكمة مرشد الجماعة “محمد بديع” وآخرون من أعضاء الجماعة بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين وإثارة العنف بين المتظاهرين وتعذيب رجال الشرطة خلال فضّ اعتصام الإخوان.