عقد أبناء محافظة صنعاء من وجهاء وشخصيات اجتماعية وأكاديمية لقاء تشاوري اليوم في أمانة العاصمة لمناقشة أوضاع البلاد بشكل عام ومحافظتهم خاصة في الجانب الاجتماعي والأمني وغيرها من المجالات التي تشهده جراء غياب قيادة المحافظة القادرة على إدارتها. وبعد مناقشة أوضاع المحافظة وجه المجتمعون رسالة للرئيس عبدربه منصور هادي مطالبين تعين محافظا للمحافظة من وسطها الاجتماعي يتفهم وضعها وقضاياها، قادرا الاستفادة من كوادرها ومواردها لخدمة مدينتهم وتعزيز وجود الدولة. وأعلن المجتمعون عن تأييدهم المطلق والكامل للرئيس هادي ودعمهم لكافة القرارات التي يصدرها والتي تصب في خدمة عملية التحول الديمقراطي ويشكل التغيير الذي يتمناه غالبية الشعب اليمني،مؤكدين وقوفهم ضد أي أطراف تحاول عرقلة تنفيذ قراراته أو تعيق جهوده وجهود حكومة الوفاق الوطني لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية وبناء الدولة المدنية الحديثة. كما طالب المجتمعون الرئيس هادي باتخاذ الخطوات الحثيثة لهيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية على أسس وطنية ووقف العدوان المستمر على أبناء أرحب ونهم وبني جرموز والحيمة ذلك العدوان الذي يعد مخالفة صريحة لمضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وناقش الحاضرين مساء اليوم الأوضاع التي تعيشها المحافظة في مختلف المجالات الأمنية والاجتماعية من ثارات واستمرار العدوان على مديرية أرحب ونهم وبني جرموز، مشيدين بعمل اللجنة العسكرية التي تواصل عملية رفع المظاهر المسلحة لكن البعض انتقد آلية عملها التي تقوم بها دون التنسيق أو الالتقاء بمسئولي السلطة المحلية في المديريات أو الشخصيات الاجتماعية. وعبر عدد من الحاضرين استيائهم من تهميش محافظة صنعاء في تنفيذ المشاريع التنموية وغيرها من القضايا، والاهتمام بأمانة العاصمة التي يعتبرونها مركزا لهم، متهمين نظام الرئيس السابق صالح بتهميش محافظتهم وأبنائها من كافة المجالات بما فيها حرمانهم من حصول الدرجات الوظيفية والمناصب في قيادات الدولة، متمنين من حكومة الوفاق الوطني العدالة في توزيع المشاريع والاهتمام بمحافظة صنعاء التي همشت ثلاثة وثلاثين عاما. كما اجمع المجتمعون على ضرورة العمل كفريق واحد للقضايا على كافة المشاكل التي تعيق التنمية في محافظتهم والسعي للقضايا على ظاهرة الثأر التي كان يتلاعب بها النظام السابق بين أبناء المحافظة، والاهتمام بعملية التعليم من خلال الضغط على بناء المدارس النموذجية والقضاء على الفساد في مختلف المؤسسات. وهدف اللقاء التشاوري الذي ضم المئات من مختلف فئات المجتمع تعزيز دور المحافظة في أنجاح المرحلة الانتقالية، ودعم القيادة السياسية لإنجاح المرحلة الانتقالية للوصول الى الدولة المدنية الحديثة، ومناقشة هموم و قضايا المحافظة، وتحقيق الأمن و الاستقرار في المحافظة. وفي بداية اللقاء رحب الشيخ غسان محمد أبو لحوم بالحضور والملبين لدعوتهم لهذا الملتقي التشاوري، وقال أبو لحوم في كلمته : لقد تداعينا اليوم لشعورنا بالمسؤولية التي تقع على عاتق كل منا تجاه المرحلة الحرجة والهامة التي يمر بها اليمن والتي فيها يتشكل ملامح اليمن المنشود. وأضاف : نحن هنا اليوم للناقش همومنا و مشاكلنا بصدق وشفافية و لنتدارس معاً كيفية معالجة هذه المشاكل وإزالة هذه الهموم وتحديد المعوقات التي تحيل دون تحقيقنا إلى ما نتطلع إلية..نحن هنا لنعيد مسار علاقتنا يبعضنا البعض إلى مسارها الصحيح، علاقة تقوم علي أسس التعاون والتكامل لتحقيق ادني حد من التنمية الخدمية والصحية والتعليمية. لتحقيق أمننا و سلامتنا، لتغيير الوضع والواقع المرير الذي نعيشه اليوم،مشيرا الخطوة اليوم هي لتدارس أولويتنا ولنحدد الآلية التي تحقق هذه الأولويات، ولتحديد شكل وأطار وأهداف للتعاون فيما بيننا جميعاً لتحقيق هذه الأولويات. وأكد حضور أبناء محافظة صنعاء لهذا اللقاء ليؤكدوا مشاركتهم في بناء الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة،وقال اليوم ندرك أن بالإرادة ووحدة الصف والكلمة والعمل المشترك ونبذ الخلافات وتخطي صراعات وأزمات الماضي من اجل المصلحة العامة التي تكفل حق الجميع هو سبيلنا الوحيد لتحقيق أهدافنا. وفي ختام اللقاء أعلن المجتمعون عن تشكيل لجنة إعداد طوعية تضم شخصين من كل مديرية، مهامها وضع تصور للتكوين الذي سيضم أبناء المحافظة، ووضع آلية لاستمرار لقاء ابنا محافظة صنعاء حول قضاياهم، وجمع الاستبيانات أو الملاحظات التي قدمها الحاضرون، وإفراغ نتائجها بحسب الموضوع وفق جدول زمني. وكان العشرات من الشخصيات الاجتماعية شاركوا في مداخلات ونقاشات حول أوضاع محافظة صنعاء والتهميش الذي تعمد النظام السابق استهدافها وحرمانها من عدة مشاريع وغيرها من القضايا.