مشهد الرحيل الإجباري لمبارك يتم استدعائه الآن من قبل "جبهة التمرد" لتطبيقه على زمن ما بعد الثورة ، معلومة مهمة لا يدركها المعاقين سياسياً وهي أن مرسي جاء على حبر القلم الديمقراطي ، وليس على فوهة الدبابات ... تعالوا معنا في مدار أوسع يتعدى مصر إلى منطقة الربيع العربي بشكل عام ، في ظل الكماشة التي تحيط بواقعنا العربي من أمريكا وأدواتها من مجموعة البترو دولار فيبدو أن حدث ثورات الربيع أخرجت بعض الشعوب من هذه الكماشة اللعينة وهو ما دفع الأمريكان إلى استخدام أدواتها داخل منطقة الشرق الأوسط لاحتواء مخرجات الربيع العربي وتوجيهها حسب الأهداف الصهيونية الرامية لتركيع أبناء الوطن العربي وفي حالة عدم نجاح هذا السيناريو سيكون البديل هو حشد كل القوى المتضررة من ثورات الربيع ودفعها لتفكيك المنظومة التغييرية التي خرجت من الوسط الثوري والديمقراطي للشعوب العربية ، وحتى يكون تحقيق هذا المراد أكثر قرباً إلى النجاح يتم استخدام لافتات الإسلاميين واللإسلاميين وجعل الصراع هو المسيطر على الحالة الانتقالية بعد الثورة وما مصر إلا نموذج . حتى اللحظة لم يتمكن الغرب وأدواته من منطقة الخنوع البترودولار بمحورها السعودي الإماراتي من اختراق نظام الثورة وتفكيك قواه ، أكبر من ذلك أنهم أصيبوا بحالة جنون حين مارسوا كل أدوات التركيع لنظام مصر ما بعد الثورة لكن الفشل كان هو حصادهم ، فلم تأتي الحالة الآنية التمردية في مصر وخرجت للعلن إلا بعد أن تم استخدام الأداة الاقتصادية وابتزاز المصريين بالكثير من القضايا السيادية إلى أنها بالنهاية لم تكن سوى محاولات فاشلة زادت نظام الثورة أكثر قوة وصلابة . الآن كل ما تبقى للغرب وأدواته سوى مسمى الديمقراطية لاستخدامه بتحقيق هدفهم الرامي إلى تفكيك النظام المصري بدواعي الوفاق والشراكة السياسية . قد يكون مطلب الشراكة السياسية حقاً من حقوق الثورة على الإخوان الأخذ به لكن لا يجب أن يركع هذا النظام لشروط أعداء الربيع العربي بمبرر هذا المسمى. ليس دفاعاً عن شخص مرسي، ولا أيدولوجيا الإخوان المسلمين بل هو الدفاع عن سور الربيع العربي الذي يراد له أن يسقط ، فتنحي مرسي عن الحكم هو بمثابة نكسة على الديمقراطية وإدخال نظام ما بعد الثورة في فوضى سياسية لا نهاية لها ومما يعني بالضرورة سحب هذه التجربة المشوهه على باقي دول الربيع العربي وبالتالي يكون الغرب نجح في إخراج ثورات الشعوب عن مسارها. مصر .. عين الشعوب عليها فهي ستكون المثل الذي سيقتدي به الجميع وما على الإخوان المسلمين إلا الصبر أمام سفاهات جبهة التمرد الذين يريدون دفع الإخوان إلى مربع العنف وتكرار سيناريوا الحكم العسكري لما بعد مبارك في اللحظة الراهنة .. همسة أخيرة.. للتدبر.. يقولون أن ما يحدث الآن في مصر ثورة ضد الحكم المتسلط للإخوان في حين أن الواقع يحدثنا أن أعضاء الإخوان في مرمى النار ومقراتهم تحرق ... فكيف هذه الثورة يا مجرمين أن الإخوان هم الحكام وبنفس الوقت هم الضحايا !!! أين المظلومية يا .....