نحارب العدو البعيد ويقتلنا الأخ القريب وذلك عندما اعتمدنا في التصنيف للعدو حسب المعتقد لا السلوك والإسلام لا يضع في دائرة العدو إلا المعتدين والمحاربين سواء كان المعتدي كافراً أو مسلما، (ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم). توسيع دائرة الأصدقاء طريقة رائعة للتغلب على الأعداء ومد جسور الثقة مع الآخرين أسلوب أمثل لبناء الحضارات واكتساب المهارات وتبادل الخبرات. والدين نظام مجتمعي مبني على العفو والصفح التسامح واستيعاب الجميع، (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين). أن يكون لك أصدقاء خير من أن يكون لك أعداء وأن يسمعوا منك قولا لينا ويرو منك فعلا حسنا ويلمسوا منك عدلا وبرا أثناء معاشرتك لهم، خير من أن يسمعوا عنك سوءا وينقل لهم عنك شرا. لأن الدين دين رحمة وحرصه على أن يكون الدخول للدين عن طريق القناعة لا القوة وأن تكون الدعوة بسلوك المسلمين ومعاملاتهم لا بسيفهم وقتالهم، لأن الأخلاق تصنع ملا يصنعه الحرب وبالعلم والممارسات الإيجابية وسعة الصدر لدى أبناء المسلمين يدخل الناس في دين الله أفواجاً، الرسول صلى الله عليه وسلم تعايش مع اليهود في المدينة وعاهدهم وتحالف مع الكفار ولم يبدأ الحرب عليهم ولم يقاتل كافراً غير معتدي وخيرهم في دينهم. صناعة الأعداء للإسلام وتصنيف المجتمعات بالمعتدين يضعف الأمة ويخلخل الصف ويجعل الإسلام منعزلا ما هذه بالحكمة ثم أن غاية الدين في المجتمعات نقلهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد والدعوة بالقوة وتنقلهم من الكفر إلى النفاق والله تعالى يقول (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر). فما عليك إلا الدعوة إلى الله قولاً وسلوكاً وبالسلوك تحقق ملا تحققه حتى بالقول كما قال صاحبي السجن ليوسف (إنا نراك من المحسنين) ولم يقولا إنا نسمعك من المحسنين. والدعوة بالسلوك والفعل يتطلب منك معايشة غير المسلمين ومصادقتهم والتعامل بأمانة وصدق معهم في الحياة حتى تكون نموذجا يحتذى به وتنال الخيرية كما قال النبي الكريم "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم". لذلك علينا العيش في دائرة الأصدقاء وتوسيعهم بدلا من النظر في دائرة الأعداء والانشغال بهم.