أصبحنا نعيش زمنا نعلق فيه كل أخطاءنا ومشاكلنا الخاصة بالذات على الجن ومتعلقاته ولا ندري بوجود ملائكة أطهار أقوياء حولنا أمرنا أن نؤمن بهم وتعبدنا بذلك. العيش في دائرة الملائكة والاتصاف بصفاتهم يجعلك قوي مطمئن النفس هادئ البال صافي السريرة خالي من شوائب الشكوك والهواجس الخيالية التي لا معنى لها في الحقيقة خاصة وهم العيش مع الجن "إن كيد الشيطان كان ضعيفا"، فالجن لا يعنون شيئاً ولا يذكرون أمام الملائكة. فالملائكة حافظون والجن لا يضرون ولا ينفعون إلا باستجابتك لهم واعتقادك بهم. "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا". سجد الملائكة لأبونا أدم لتعمل بهذا النسك لبني آدم رحمة وعطف وحباً وسلاماً وصلاة ولذلك أمرنا بالإيمان بهم والأيمان بهم ركن من أركان الأيمان الستة. الملائكة مقربون منك يفرحون لفرحك ويحزنون لحزنك وليس مطلوب منا الأيمان بالجن شعوراً وتصديقاً وتعبداً نعرف بوجودهم كما أخبرنا الله ولكن لا نعتقد فيهم ضراً أو نفعا ولا استجابة لمعطياتهم الخيالية وإرهاقهم القائم على قناعتك فيهم. لأن الملائكة هي المرسلة للأرض للاعتناء بالإنسان وذلك استجابتك الروحية مع الملائكة وتجاوبك مع صفاتهم يجعلك إيجابياً في الحياة صالحاً للعيش وعلى العكس فاستجابتك الروحية مع الجن يجعلك سلبياً مجنوناً لا تصلح للحياة ولا يمكن للجن أن تؤثر فيك إلا إذا كان هناك استجابة منك "وأنه كان رجال من الأنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا"، "وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي". هؤلاء الأرواح الطيبة والعظيمة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون هؤلاء الذين يأتمرون بأمره مرسلون للأرض لتعميم الرحمة والسلام في الأرض يساعدون المرء في الخير ويسهلون له طرق السمو والارتقاء وهم أقوياء وعظماء بقوتهم يدفعون عنك الشر وبعظمتهم يلهمونك سبيل الخير والبناء والتقدم. فإذا أردت أن تريح نفسك ومجتمعك من مشكلة الجن الواقعة في حياتنا والآخذة حيزا كبيرا من شكوكنا وأمراضنا فالحل لهذه الظاهرة عدم الاقتناع بهم ومعرفة ضعفهم وأنهم لا سلطان لهم عليك وأنت مؤمناً وحتى الكافر ليس للجن عليهم سلطان إلا أنه دعاهم فاستجابوا له.