الحياة تمضى والايام تتجدد وعاما يغادر وعاما يقبل وشمعة الامل لا تزال متوقدة تبشر بأن القادم سوف يكون اجمل.... لقد كان عام 2013 عام التحدي والحوار فرغم الاحداث المؤلمة التي شهدها هذا العام والتي كانت تهدف الى هدف واحد هو اعاقة مؤتمر الحوار الوطني الا انه مضى ووصل الى مراحله النهائية وهذا يعد انتصارا كبيرا حققه الشعب اليمنى بفضل الله تعالى ثم بفضل الرجال المخلصين، لكن التحدي لايزال قائم لان المهم ليس نجاح المؤتمر ووصوله الى نهاية المطاف انما المهم هو تطبيق مخرجاته وتحويلها الى واقع يعيشه الناس وهذا يتطلب منا جميعا ان ننسى كل انتمائنا الحزبية والمناطقية والمذهبية ونقف صفا واحدا حول مخرجات هذا الحوار حتى لا تتمكن مراكز القوى واصحاب المصالح والنفوذ من افشالها.. اتمنى من كل قلبي ان يكون عام 2014 عام المصالحة الوطنية التي تطوى صفحة الماضي وتفتح صفحة جديدة عنوانها المحبة والسلام وشعارها وطن يتسع للجميع ليس فيه استبداد ولا اقصاء ولا تهميش, يشعر فيه المواطن البسيط بالحرية والكرامة والمساواة.. السيادة فيه للنظام والقانون وتحكمه المؤسسات المنتخبة التي تعبر عن الارادة الشعبية, هذا سوف يتحقق اذا صفت القلوب وسمت الارواح ورفع الولاء للوطن على الولاء للأشخاص والعوائل وقدمت مصالح الوطن العليا على المصالح الحزبية والمناطقية والشخصية.. وثيقة الحلول الضمانات للقضية الجنوبية هي في النهاية اجتهاد بشرى ليس نص مقدس وكل اجتهاد بشرى يعتريه الخطأ والنقص وهذه الوثيقة بقدر ما فيها من ايجابيات الا ان فيها سلبيات وليس عيبا ان تطرح للنقاش حتى تصحح اخطاءها ويقوم اعوجاجها فالنقاش والحوار المسئول لابد ان يأتي بخير المهم ان ينطلق من منطلق الحرصعلى الوطن والوصول الى توافق يحقق الرضا والقبول عند كل المكونات ويتؤام مع الواقع الذى تعيشه المحافظات الجنوبية.. لكن ان ترفض هذا الوثيقة جملة وتفصيلا ويتهم من وقعوا عليها بالعمالة وبانهم يريدون تجزئه الوطن فهذا غير مقبول ولا ينسجم مع لغة الحوار التي تقول ان كل طرف لابد ان يسمع الى رؤية الطرف الاخر حتى يصل الجميع الى نفطة اتفاق يوافق عندها الجميع تحقن فيها الدماء وتصان الارواح فالحفاظ على حياة الانسان اهم من أي مكاسب اخرى, فلا خير بوحدة تنتهك فيها كرامة الانسان وتصادر حقوقه ولا خير بوحدة قائمة علي الضم والالحاق والهيمنة والاوطان لا تبنى وتستقر الا في ظل الحب والتسامح والحب والتسامح يأتي الا اذا كان هناك توافق والتوافق يأتي الا اذا صلحت النيات وسمت الاروح وقدمت التنازلات..