للعب قوانين والتزامات وحدود لكن هذه اللعبة بلا قوانين أو التزامات أو حدود او حتى اخلاقيات، ففيها مجاز كل شيء ومن يلعبها دائما ما يكون مجهول الهوية، ليس لها وقت محدد او مكان فهي قد تلعب في الصباح او المساء أو حتى اثناء الصلاة.. مكانها لا فرق قد يكون مستشفى او مدرسة، موكب عرس او حتى موكب عزاء. في حقيقة الامر لهذه اللعبة شركاء كثر لأنها وبكل ثقة لا يمكن ان تلعب فرديا لذلك يجب ان لا تنسى. أتعرفون لماذا؟ دعوني اذكركم بأول لعبة كانت وهي لعبة سقوط الطائرات في 21 نوفمبر 2013م، لعبة داخل سوق الحصبة المركزي وكان المستهدف منها هو الطيار على صالح عبيد الخواجة ومعه عشرة من الطيارين والمهندسين، هذا الرجل التحق بجامعة دانتستك في جمهورية أوكرانيا 1975م والتحق بمعهد الطيران بمدينة ساسفا جمهورية روسيا الفيدرالية 1976م وهو كابتن من عام 85م ومدرب على الطائرات منذ عام 1997م وعدد ساعات الطيران له أكثر من 500 ساعة. فهل يوجد رجل بكل هذه الإمكانيات والخبرات يسقط بتلك الطريقة ويودي بحياته وفي تلك الفترة بالذات !!. المرحلة الثانية من اللعبة كانت في 19 فبراير 2013 م سقوط طائرة سوخواي بالقرب من ساحة التغيير راح ضحيتها مدنيين إضافة الى قائد الطائرة وهو النقيب هاني الاغبري، هذا الرجل كان يعلم بأن صديقه سقط قبله بسبب خلل كان، فهل يعقل انه لم يتفقد طائرته التي استقلها على الأقل من باب عدم تكرار ما حدث لصديقه !!. دعونا من سرد وتحليل لعبة سقوط الطائرات سأنقلكم الى اللعبة التي كانت أكثر تشويقآ وهي لعبة اغتيال القادة تم لعبها عن طريق الدراجات النارية او القنابل المتفجرة او الاحزمة الناسفة او القنص من أعلى المباني اغتيل في هذه اللعبة الكثير والكثير من أكبر وأعظم قادات الجيش والامن والسياسيين المؤثرين في صنع القرار. لم يتم القبض ولو على شخص واحد فقط ليعترف من ساقه لارتكاب ذلك ولتقديمه للعدالة وليكون عظة وعبرة لكل من تسول له نفسه فعل مثل تلك الاعمال الشنيعة، لكن بقيت القنوات الفضائية تعلن عن اغتيال قائد ما والصحف تتصدر عناوينها (اغتيال قائد الوطن وحامي البلاد واللواء والبروفسيور .......) والحكومة تبعث برقية عزاء ومواساة وتدعوا الى تشكيل لجنة للتحقيق في ذلك والداخلية تكتفي بإضافته الى القائمة ليزداد العدد. إنها لعبة معقدة جدا ولكبار السن فقط. اتركوها وانتقلوا معي الى اللعبة الأخرى انها لعبة التفجير والاستهداف العشوائي قد لا نستطيع إحصاء ضحاياها بدقة فانفجار مستشفى العرضي سقط خلاله أكثر من 85 شخص وجرح أكثر من 100 اخرين واستهداف موكب العرس في مدينة رداع محافظة البيضاء سقط فيه أكثر من 20 شخص وموكب العزاء في الضالع ضحيته أكثر من 19 شخص وهناك الكثير من الاحداث وقعت قد لا نستطيع حصرها الان فقد كانت القنابل والاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة والالغام تصيب وتقتل كل يوم من المواطنين الأبرياء الكثير. وظلينا فقط نشاهد تلك الألعاب ومن يلعبها من على الاستاد بدون ان نحرك ساكنا. حقيقة لا اعلم هل يجب علينا ان ننسى كل ذلك ولا يجوز لنا حتى ان نتذكر وان العدالة الانتقالية لن تطبق لا في جرائم الماضي ولا الحاضر وسيظل هذا الشعب يقول للصبر تعلم مني فالصبر يمني الجنسية، ولا احد سيقول لمصمم الألعاب ولمن يلعبها يكفي انتهت اللعبة