ستكون السعودية هي الهدف الثاني بعد اليمن بالنسبة للحوثيين كامتداد للمشروع الإيراني في المنطقة ، لكن بعد أن تجري معها عملية طمأنة حتى تستتب الأمور بيد الحوثي فيما لو اسقط الدولة اليمنية الرخوة في اليمن . منذ زمن كان يرفع الحوثيون شعارات صريحة معادية للسعودية ولكن لتأمين سلامة استيلائهم تماما على الجزء الشمالي من اليمن بدأوا بإرسال رسائل طمأنة لها عبر مجموعة من كتابهم كالصحفي علي البخيتي وغيره تحسبا لقيامها بأي عمل مضاد يؤدي الى عرقة مخططهم الجاري منذ زمن. عام 2007م أكد الكاتب الحوثي المتطرف المعروف بقربة من قياد هذه الجماعة " أسامة ساري "ان اليمن ليست سوى معبر للوصول الى السعودية واسقاط مملكة آل سعود. حين اقتحمت جماعة الحوثي عام 2011م منطقة كشر بمحافظة حجةاليمنية شردت خمسة آلاف من أبناء المنطقة وأحرقت مزارعهم وهدمت بيوتهم ولغمتها، وصرح أحد قادة جماعة العنف الحوثي الميدانيين أن الهدف ليس اليمن فقط بل حكم العالم ويبدو أن اليمن بوابة العبور الى هذا العالم المنشود من قبل جماعة الحوثي ومنها دول الخليج وعلى راسها المملكة العربية السعودية، فهي تحاصر الان منطقة الجوفاليمنية بعد أن اسقطت مدينة عمران فحبسب تقرير للأمم المتحدة أن 650 أسرة نازحة في الجوف يعيشون أوضاعاً إنسانية سيئة نتيجة الحرب التي يشنها الحوثي على الأهالي هناك في محاولة منه للاستيلاء على المنطقة. ينصب اليوم الحوثيون خيامهم المسلحة حول العاصمة اليمنيةصنعاء، ويتوافدون بأسلحتهم متخذين من ذريعة اسقاط الجرعة مدخلا لتحقيق أهدافهم في اسقاط عاصمة اليمنيين وكذا تحت ذريعة اسقاط الحكومة، ويخيم المسلحون الحوثيون في كافة المداخل الرئيسية للعاصمة صنعاء ويقومون بحفر الخنادق والمتارس استعدادا لمعركة اسقاط العاصمة صنعاء. يقول المحلل السياسي نجيب غلال إن طريق المطار"مطار صنعاء" خيار المظاهرات الحوثية فهي الضاحية الشمالية للحركة الحوثية ومقرها السياسي ومركز لامتداداتها في أمانة العاصمة، ومركز مرتبط بصعدة ومأوى لتكتيل المحيط القبلي بصنعاء " ويضيف غلاب :"الحوثي يشرعن لوجوده الشعبي باتزان ويفقه قواعد اللعبة حتى اللحظة، وهذا مصدر قوته فمشكلة الحوثي ايدولوجيته الاصولية الاسطورية وارتباطاته بالمصالح الوطنية الايرانية ونزوعه السلطوي القهري الطائفي الذي يتحرك بالأقنعة التي تتلون حسب المراحل دون افصاح عن الطموح الفعلي الذي سيظل عقدة بلا حل الا بالانفجار الانتحاري!! يكتفي الرئيس هادي بإصدار خطابات تهديدية وصفت من قبل كتاب وسياسيين يمنيين بأنها تفتقر الى الجدية فقد سبق أن صرح بمواجهة جماعة العنف الحوثي أكثر مرة وخصوصا في أحداث عمران التي سقطت بخيانة وزير الدفاع محمد ناصر أحمد لقائد اللواء 310 حميد القشيبي وعدم دعم اللواء بالذخيرة والأسلحة واللجوء الى منطق الوساطة التي آلت الى الغدر بالقشيبي أواخر شهر رمضان الفائت وتسليم كافة أسلحته المتوسطة والثقيلة في يد جماعة الحوثي ، ومع ذلك لم يتم محاسبة وزير الدفاع على ذلك كما تحدث هادي عن الفرصة الأخيرة للحوثيين وعواقب ما سيقدمون من اقتحام للعاصمة لكن الكاتب والمحلل السياسي اليساري مصطفى راجح سخر من هادي قائلا: "أكيد أن الفرصة الأخيرة ليست للحوثي الذي يتحرك بأريحية خارج عتبات " دولته " ومحافظاتها ، وإنما له كرئيس لكي يمارس دوره ويتحمل مسؤوليته بعد أن وصل التوسع الحوثي المسلح الى تطويق القلعة الاخيرة والرمز الأساسي للدولة وهيبتها ؛ العاصمة صنعاء ؛ بالمخيمات المسلحة والحشود القبلية المتأهبة لاقتحامها وأضاف مصطفى :"تيقظ يا رئيس الجمهورية اليمنية لفرصة الاخيرة تبهت مع كل يوم يمر ، وتتلاشى مع كل موكب قبلي جديد يصل الى الطوق المخيماتي حول العاصمة ".