في الوقت الذي تعاني فيه محافظة الحديدة من أزمات خانقة عكرت حياة المواطنين فيها والمتمثلة في الانقطاعات المستمرة للكهرباء وتكدس النفايات وطفح المجاري, التي تقف عقبة أمام المعنيين في المحافظة من إيجاد حلول عاجلة وسريعة لها, نتيجة تفاقهما منذ أجل بعيد. واستبشر المواطنون خيراً بعد تعيين الأستاذ صخر أحمد الوجيه محافظاً لها مؤخراً, الذي توجه إلى ديوان المحافظة وبيده ملفات شائكة ومعقدة من أهمها الكهرباء خصوصاً مع الجو الساخن الذي يعيشه أبناء المحافظة, ويحلمون يوماً بعد آخر في إيجاد حل عاجل له, وقد يبدو هذا المطلب أنه بحاجة لوقت من الزمن خصوصاً بعد رفض صنعاء موافقتها على ذلك باعتبارها المشرط الذي يقطع الغرغرينا المستفحلة في طاقتها منذ زمن بعيد حد تعبير مصدر مسؤول بمحافظة الحديدة. وحول مستجدات هذه الملفات الشائكة التقت "الأهالي" بالمعنيين في المحافظة والبداية كانت مع محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي الأستاذ صخر أحمد الوجيه الذي قال بعد قرار تعييني محافظاً للحديدة في 11 يونيو 2014م, كنت على معرفة تامة بمعاناة أبناء محافظة الحديدة التي أنتمي إليها وأن إدارتها مغامرة حقيقية، وحينها جلست مع رئيس الجمهورية لعرض عليه مطالب أبناء المحافظة وخصوصاً الكهرباء, ووجه رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي بتخصيص محطة رأس كثيب لأبناء المحافظة إلى جانب الشبكة الوطنية, ولكن للأسف تعذر هذا التوجيه لدى التحكم المركزي بصنعاء والمعنيين ولا زلنا معهم في أخذ ورد حول ذلك. وأضاف: لم نقف مكتوفي الأيدي بعد تعذر تخصيص محطة رأس كثيب للمحافظة وسعينا بكل جهد من أجل تلافي هذه المشكلة, وتم الاتفاق مع وزارة الكهرباء والطاقة على تخصيص 50% من إنتاج محطة رأس كثيب لصالح المحافظة وهذا سيوفر ما نسبته 30 ميجا مؤكداً أن السلطة المحلية في طريقها للتعاقد مع شركات تأجير الطاقة لتوفير ال30 ميجا المتبقية ووعد المحافظ أنه سيتم الانتهاء من ذلك خلال الأشهر القادمة مطالبا في الوقت نفسه المواطنين إلى التحلي بالصبر والوعي حتى يساعدونا في حل هذا الإشكال. أسباب الانقطاعات وعن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء مشكلة الانقطاعات المتكررة للكهرباء قال "الوجيه" السبب يعود إلى محدودية إنتاج الطاقة من محطات التوليد التابعة للمحافظة بالإضافة إلى ما يتم التزويد به من محطات المخاء ومأرب حيث تقدر الكمية المنتجة ب120 ميجا, بينما المحافظة تحتاج إلى 290 ميجا وهذا يسبب عجز في الطاقة ويؤدي إلى انقطاعات الكهربائية عن المدن والحارات. وحول هذا السياق قال مدير عام المنطقة بكهرباء الحديدة المهندس مجيب الشعيبي أن وضع الكهرباء في الحديدة يتطلب إيجاد محطة عاجلة وسط مدينة الحديدة بقوة 150 ميجاوات لمواجهة حالة العجز في المحافظة، مؤكداً عدم الاعتراض على أن تكون كهرباء الحديدة في إطار التحكم المركزي؛ بل إن الاعتراض يأتي ضد التعنُت الحاصل من قبل بعض مسؤولي التحكم المركزي جراء فصل الخطوط 33 لساعات طويلة مما يؤدي إلى حدوث استياء واستنكار شعبي جراء ذلك التعسف. وقال إن أهم ما تواجهه المنطقة في الصيف هو ارتفاع الأحمال المتزايدة على الشبكات والربط العشوائي وامتناع كثير من المواطنين عن تسديد فواتير الكهرباء وتهالك الشبكة, مؤكداً أن كافة موظفي وطاقم المنطقة يعملون ليلاً نهاراً كخلية نحل لمواجهة فصل الصيف من خلال تحسين الشبكات العشوائية، وتوصيل التيار الكهربائي للمناطق المحرومة وإضافة العديد من المحولات والأعمدة والكابلات وإجراء الصيانة الدورية للشبكة والمحولات ومحطات التحويل وملاحقة المتلاعبين بالتيار من خلال الربط العشوائي.. المؤسسة تعجز عن دفع الرواتب بسبب مديونيتها مشيراً إلى إن مديونية فرع المؤسسة لدى المشتركين جعلتها غير قادرة على مواجهة مرتبات العاملين والموظفين وتنفيذ الالتزامات التي عليها من توفير متطلبات تشغيل محطات توليد كهرباء وسداد مديونية شركة النفط وإجراء الصيانات الدورية لمحطات التوليد وخطوط النقل والشبكات الكهربائية في المحافظة حيث بلغت مديونية المؤسسة لدى الغير في المحافظة حتى نهاية النصف الأول من العام الجاري 12 ملياراً و835 مليون ريال منها المسجلة على القطاع الحكومي 6 مليارات و178 مليوناً و441 ألف ريال، وكبار المستهلكين 778 مليوناً و625 ألفاً و567 ريالاً، والأهالي 5 مليارات و878 مليوناً و570 ألفاً و552 ريالاً. حلول لإدارة النظافة بعد أن أفسدتها المنكافات السياسية وعن مشاكل النظافة والتحسين التي نتجت عنها تكدس النفايات في الشوارع الرئيسية والأحياء كشف محافظ الحديدة عن وجود اختلالات بصندوق النظافة من أبرزها وجود أسماء وهمية في كشوفات الراتب غير معروفين وكذا المطالب المتكررة لبعض العمال لمستحقات عمل بدل إضافي وهم لا يعملون وكذا الإضرابات المتكررة والاحتجاجات ومخالفات متعددة. وقال المحافظ أنه قام بزيارة لإدارة الصندوق والتقى بالعمال الأسبوع الماضي للاستماع إلى مطالبهم بعد الإضرابات والاحتجاجات المتكررة, حيث طالبوه بإعادة المهندس رفعت فقيرة مديراً لإدارة الصندوق الذي تمت إقالته في عهد المحافظ السابق "عطية". وأضاف بقوله "وعندما سألتهم بخصوص احتجاجاتهم عندما كان "المهندس فقيرة" مديراً للصندوق وطالبتم برحيله واليوم تطالبون بعودته, فأكدوا للمحافظ أنه غرر بهم بسبب المناكفات السياسية رغم إدارته الجيدة لإدارة الصندوق, وأكد المحافظ أنه تم الاتفاق معهم على إعادة تعيين المهندس "رفعت فقيرة" خلفاً للأستاذ جماعي كليب. وكشف "المحافظ" عن عصابة تخريبية هدفها الوقوف ضد أي إصلاحات أو محاولات لانتشال المحافظة من وضعها المتردي مدللاً في حديثه أن عصابة منعت عمال النظافة والبوابير التي كانت تقوم بنقل المخلفات بجوار القلعة التاريخية بمديرية الحوك يوم الخميس الماضي وعند انتقال العمال مع البوابير إلى حارة الشام جوار القصر الجمهوري لاحقتهم العصابة المسلحة على دراجات نارية وأطلقت على مدير مديرية الحوك وليد القديمي الذي كان يرافق العمال وعندما أبلغوني تواصلت مع رجال الأمن لتكليف أطقم أمنية لحمايتهم, وهذه ظاهرة جديدة على أبناء المحافظة المسالمين والمعروفين بطيبتهم, وبالتأكيد أن حل جميع المشاكل التي تعاني منها المحافظة ليس مقتصرا على السلطة المحلية ومكاتبها التنفيذية وإنما بتظافر جهود جميع أبناء المحافظة دون استثناء حتى يتم التخلص من جميع المشاكل التي تعانيها المحافظة والتصدي لأي أعمال تخريبية. "فقيرة" نسعى لانتشال الحديدة من وضعها من جهته قال مدير إدارة صندوق النظافة والتحسين المهندس رفعت فقيرة لقد عقدنا اجتماعاً مع عمال النظافة واتفقنا معهم على آلية خاصة للتخلص من النفايات المتراكمة في مدينة الحديدة بصورة عاجلة وبشكل مستمر والتزمنا على دفع مستحقاتهم ولدينا تصورات بخصوص إعادة تأهيل بعض الحدائق وشبكات الري الخاصة بها وتواصلنا مع منظمة الإغاثة الإسلامية للمساهمة في دعم ذلك, والعمل على إيجاد معدات إضافية وصيانة بعض الأعطال ونأمل التعاون من الجميع لانتشال الحديدة من وضعها الذي تعيشه. 50% عدادات غير قانونية من جهته تطرق المهندس عبدالرقيب الحمادي مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي إلى المشاكل التي تعانيها المؤسسة وأجملها بقوله وجود بعض عصابات التخريب التي تردم مناهل الصرف بالأحجار وجذور الأشجار والإطارات وكذا تعرض بعض أغطية المناهل للسرقة وتم الكشف عن أحدهم وتم إحالته لجهات الاختصاص و50% من إجمالي العدادات مخالفة للقانون وكذا امتناع عدد من المواطنين عن تسديد فواتير المياه, حيث يوجد لدينا 65 ألف مشترك منهم 13 ألف مشترك يقوموا بتسديد الرسوم والبقية لا يسددون الرسوم مما يسبب عجز في دفع رواتب العمال والموظفين وشراء الديزل للمولدات البالغة عددها 18 مولد كهربائي والتي تستهلك شهرياً 15 ألف لتر. وأضاف: إيرادات المؤسسة لهذا الشهر بلغت 62 مليون ريال فيما ندفعه من رواتب للموظفين والعمال 62 مليون ريال شهرياً ناهيك عن حق الديزل والنثريات الأخرى والصيانة, فالمؤسسة تعاني من عجز كبير, ولكن نحن لدينا تصورات سنناقشها مع السلطة المحلية للنهوض بهذه المؤسسة, وقد طرحنا عليهم هذا الموضوع مع بداية تعييني في إدارة المؤسسة الشهر قبل الماضي وسنحاول أن ننسق الجهود بين السلطة المحلية وصندوق النظافة والتحسين ورجال الأمن للتغلب على المشاكل والقضاء على طفحات المجاري في المدينة.
