أبطال اليوم يثبتون يوماً بعد آخر على أنهم أبطال مشاريع ضيقة, وأرقام قياسية, وانجازات شخصية, وتحالفات إقليمية, وأجندة خارجية. لم يكونوا للحظة واحدة أبطال حقيقيون يسعون لكسب حياة اضافية بترنحهم شوقاً لتحقيق أحلام المتعطشين للعدل والحرية. من يجرعون اليمنيين اليوم مرارة العيش وحمى العنف ليسوا أبطال حقيقيون. إنهم يمارسون العنف, ويقتلون الشعب بمشاريعهم المزيفة, بخطاباتهم ولهجتهم التهكمية, إنهم على الغالب يعتقدون من أنهم أبطالاً بخوضهم معارك طواحين هواء في سبيل تحقيق أطماعهم ونزواتهم. أبطال اليوم ليسوا سنداً للمظلوم, ولا غوثاً للفقير, ولا خبزاً للجائع, انهم مفصولون تماماً عن الحاجة الانسانية لشعوبهم. بل إنهم يستغلون كل هؤلاء بتقديمهم إلى ساحات الموت تحت شعارات ومعتقدات مزيفة. تستحضرني كلمات للكاتب فرنان فيدال ناكي "لم يعد البطل نموذجاً لقد غدا معضلة, معضلة بالنسبة لنفسه, وبالنسبة للآخرين". كان مانديلا بطلاً, وغاندي بطلاً, وغيفارا بطلاً, وعمر المختار بطلاً وعبدالقادر الجزائري بطلاً, يجسدون بعظمة فكرة الحياة الاضافية ونموذج البطل بعد الموت الجسدي. ومن أجل ذلك فقد أصبح كل واحد من هؤلاء يمثل ايقونة خالدة لمعظم الثورات في قارات العالم. هموم الحاضر المر الذي تعيشه بلداننا العربية- ومن بينها اليمن- هي من تدفعنا دوما إلى استحضار الابطال الحقيقيون في محاولة منا للحلم بتحقيق مستقبل أفضل.