تواجه الطالبة بجامعة صنعاء قمعا ممنهجا تعدى الدين والعرف تمارسه الجماعات المسلحة. بعد اعتداءات متلاحقة حدثت في الحرم الجامعي على الطالبات ووصل الحد إلى الاعتقال. لغة الاختلاف هنا تبدأ بالتخوين وتنتهي بالخطف أحيانا. كل هذا لا يثني الطالبة عن رسم ملامح مستقبلها كما تريد هي لا كما يراد لها. كانت الطالبة الجامعية في مقدمة المسيرات، ومازالت اللهب الذي يوقد حماس الثورة في مجتمع تحكمه العادات والتقاليد وخوف العائلة. تتعرض الطالبات لمضايقات وصلت حد التهديد والضرب والاعتقال لبعض الطالبات "المنفتحات" بحجة عدم اللباس المحتشم، ولم يقتصر الأمر على هذا؛ بل وصل إلى قمع المسيرات الرافضة لملشنة الجامعة. وكانت الطالبة الجامعية حاضرة وبقوة بصوتها وقلمها واصرارها على خيار النضال مثل أخيها الطالب. تقول إصلاح العبسي، طالبة في قسم العلاقات، إن "مليشيات الأمر بالمعروف لا ندري كيف ترى المعروف، حيث يتم تهديد الطالبات وتفتيش شنطاتهن بدون وجه حق، ناهيك عن السب والكلام البذيء". مضيفة في حديث ل"الأهالي": "واجهنا في 2011م نظام دولة وطالبنا بتغييره ولكن ما نواجهه اليوم عصابة، ولذلك على الطالبة الجامعية أن تعي أولا حجم التآمر عليها وعلى التعليم والبلد بأكمله، ويجب أن تعرف أن واجبها أصبح مضاعفا من السابق". الطالبة في كلية الاعلام باسمة الحدي، تقول إن الوعي والعلم كفيلين بأن يخلقان للطالبة الأمن الكافي. وتقول إشراق، طالبة بكلية العلوم، إن الطالبة الجامعية بين فكي كماشة العادات والتقاليد من جهة وواجباتها من جهة أخرى تجاه ما يجري، وللتوفيق بينهما ترى أن تكون الطالبة فاعلا قويا في الثورة لكن بالوسائل التي تجنبها المخاطر وخصوصا بعد الذي كشفته "الأحداث الهمجية الانقلابية في عدم احترامهم خصوصية وضع المرأة". حد قولها. الطالبة بكلية الاعلام سهية الأصبحي، تقول: "دورنا لا يقل عن الرجل، قمنا بالخروج في الثورة والحشد والتجمع والاعلام". مضيفة: "اليمن تمر بمرحلة انتقالية صعبة، ومازال دورنا مستمر حتى تخرج المليشيات المسلحة ويتم تنفيذ مطالبنا". حاجز التقاليد كانت الطالبة ولا تزال في الصفوف الأولى في الاحتجاجات الطلابية والثورة الشعبية رغم التهديدات وخوف الأهالي، وتوقفت كثير من الطالبات عن حضور الجامعة بسبب المضايقات. يقول الطالب محمد المياحي، إنه يجب كسر حاجز التقاليد الأسرية وإقناع الأسرة أن الطالبات في حراك مشروع، وأن خروجهن "لا شية فيه؛ بل على العكس ضمان مستقبل محترم للجميع، ثم إن من واجب الشباب حماية الفتيات المشاركات وعدم السماح بالمساس بهن.. ولا قدر الله وتعرضن للاعتقال فهذا شرف، والعار الأكبر يقع على جبين المفرغين من كل قيمة إنسانية". حد قوله. تضيف الطالبة بكلية الاعلام فاتن الكوكباني، أن الطالبة كغيرها من الطلاب يمكن أن تحتج على ما حدث ويحدث من خلال الخروج مع إخوانها الطلاب في المظاهرات، أما مشاركتها في الثورة فالمرأة مشاركة في كل شيء مهما كان خطورته، فقد كانت موجودة في جمعة الكرامة.. فلا خوف من وجودها في هذه الثورة". الطالبة حبيبة راجح، تقول: "شاركنا سابقا في الثورة الأم 2011، وكنا على ثقة في الجيش الذي كان بيد الحكم السابق؛ ولكن كنا نراُهن بوطنيتهم ومبادئهم، ومثلنا جانب قوي ومشهود آنذاك.. لكن الان على من سنراهن؟، ونحن نراهم لا يفرقون بين امرأة أو رجل أو طفل وشاب". الانخراط في العمل الثوري رغم المشهد الضبابي الذي تمر به البلد بشكل عام والجامعات والتعليم على وجه الخصوص إلا أن الطالبة الجامعية لم تفقد الأمل ومازالت تحمل روح الحماس في الوقت الذي تتعرض فيه للقمع والشتم والتعدي على الخصوصيات مما زادها إصرارا على تحقيق أحلامها اليوم والمستقبل. تقول الطالبة حفصة محمد، إن المشاركة في الاحتجاجات الثورية واجب وطني وأخلاقي قبل أن يكون خيارا.. وللفتاة الخيار في أن تختار طريقة مشاركتها وفقا للظروف المناسبة لها، فإن منعت من الخروج إلى المسيرات تستطيع أن تحدث ثورات من خلال التواصل الاجتماعي". الطالبة باسمة الحدي، تقول إن الطالبة الجامعية شريك فعال "فهناك من تؤمن بالشراكة مع أخيها الرجل، وأنها نصف المجتمع وقادرة على أن تحدث تغييرا مثلها مثل الرجل". المصورة إصلاح العبسي، تضيف أن الانخراط في العمل الثوري "من أوجب الواجب، فنحن لو سكتنا اليوم فأننا لن نعيش غدا.. نحن اليوم نواجه تصفية وليس خلافا سياسيا أو تضارب مصالح؛ لكنها اليوم معركة البقاء".. بينما تعتبر الطالبة هناء العامري، إن دور الطالبة الجامعية "رئيسي ومهم في الثورة بجانب أخيها الثائر، وهي تستطيع التغلب على الصعوبات من خلال تحريك أهلها في الانخراط الثوري". تقول الطالبة حبيبة راجح، إن خوف الأهل وقلقهم يمثل عائقا أمام مشاركة المرأة "لأنهم يعلمون بتصرفات المليشا المسلحة وقدراتها في الصد.. لكن رغم هذا سنشارك، قولا بالقلم وفعلا بالتجمهر". بينما تعتبر باسمة، ردود فعل الأهل "شيء طبيعي"، مضيفة أن على الطالبة أن تتحلى بالشجاعة والثقة "وهذا يخفف من قلقهم عليها". وتضيف حفصة محمد، إن ردود أفعال الأهالي معروفة من خلال منع الفتاه من الذهاب للجامعة أو للعمل أو أي مكان آخر خوفا عليها. وتقول الطالبة فاتن، إن الطالبة بحاجة إلى قوة إقناع للأهالي الذين حتما سيواجهون طلبها بالرفض إلا القليل النادر. حد قولها. يضيف الطالب يوسف الغراسي، إن ردود فعل الأهل طبيعي "ولذلك ما يجب فعله في أي اعتراض لأي طالبة فالجميع واجب عليه الحماية وليس الأهل فقط، وأن تعي كل مشاركة قبل المشاركة التضحيات ويعي الأهل والمجتمع، ولا نقف متفرجين فقط".