خرج المئات من طلاب جامعة صنعاء أمس في تظاهرتين متناقضتين الأولى منددة بالوضع المعيشي في البلد والثانية مؤيدة ومساندة للسلطة والمؤتمر الشعبي العام . وجاء خروج المظاهرة الأولى للأسبوع الثاني على التوالي تأييداً للشعب التونسى وللمطالبة برحيل السلطة.. حيث رفع المتظاهرون الذين تجمعوا عند بوابة الجامعة شعارات " ، ثروتنا مسلوبة وحقوقنا منهوبة ماذا بقى لنا، كفاية ظلم وفقر وجوع وغلاء واستبداد ، لا للظلم لا للبطالة ، يا حكومة على المطار ، إحنا والأمن القومي يجمعنا الهم اليومي" ونددت التظاهرة بالسياسة التعليمية داخل الجامعة. وانتشر عدد كبير من أفراد الأمن العام والشرطة الراجلة أمام بوابة الجامعة وأرجع عدد منهم سبب تواجدهم إلى الحفاظ على التظاهرة وعدم خروجها عن إطارها. وفي الوقت ذاته تظاهر المئات من طلاب الجامعة ولأول مرة لتأييد ومساندة السلطة والمؤتمر الشعبى العام، وهاجمت التظاهرة أحزاب اللقاء المشترك . وردد المتظاهرون شعارات "ياشباب ياشباب الإصلاح هم الإرهاب، يا علي سير سير وإحنا بعدك بالمسير، بالروح بالدم نفديك ياعلي ، برع برع يا عميل". وفي سياق متصل باعتقال عدد من طلاب الجامعة أثناء مشاركتهم في تظاهرة الأربعاء الماضي دانت منظمات حقوقية يمنية ما تعرض له طلاب جامعة صنعاء من اعتداءات واعتقالات من قبل قوات الأمن اليمنية أثناء مشاركتهم في المسيرات الجماهيرية التي نظمها طلاب الجامعة خلال الأسبوع الماضي . وأكد بيان صادر عن (المرصد اليمني لحقوق الإنسان، ومنظمة التغيير للدفاع عن الحقوق والحريات، ومنظمة صحفيات بلا قيود) أن ما تعرض له طلاب الجامعة خلال مشاركتهم في المسيرات يعد انتهاكا كبيرا وتعديا طال حقهم في التظاهر والاعتصام وكافة أشكال التعبير السلمي الذي كفله الدستور والقوانين النافذة ونصت عليه الاتفاقات والمواثيق الدولية التي وقعت عليها اليمن وتعهدت باحترامها، واعتبرت المنظمات دخول قوات الأمن إلى الحرم الجامعي واعتقال الطلاب فيه مخالفة صريحة وواضحة للدستور، وانتهاك يجب تجريمه و إدانته. و أهاب البيان بكل منظمات المجتمع المدني، والناشطين الحقوقيين، ووسائل الإعلام الوقوف والتضامن مع طلاب الجامعة ومساندتهم أمام ما تعرضوا له من قمع وانتهاكات. ودعت المنظمات إلى الإطلاق الفوري لكافة الطلاب المعتقلين وهم:"محمد صالح محمد الأسد من محافظة المحويت وهو طالب في معهد اللجنة الإنجليزية البريطاني ومعتقل في قسم شرطة 22 مايو وعبدالسلام محمد مثقال وهو خريج ثانوية من محافظة حجة معتقل في قسم شرطة 22 مايو، وصدام منصور محمد من محافظة لحج وهو طالب في السنة الأولى في كلية التجارة معتقل في قسم شرطة 22 مايو، وجميل جمال فتيني أبو هادي وهو طالب في السنة الأولى في كلية التجارة معتقل في قسم شرطة 22 مايو، وأشرف عبدالكريم عبده أحمد وهو طالب من محافظة إب ويدرس في المعهد الوطني البريطاني ومعتقل في قسم شرطة 14 أكتوبر، وعادل محمد أحمد قائد الفقيه من محافظة إب وهو طالب في المعهد الوطني البريطاني ومعتقل في قسم شرطة 14 أكتوبر" كما جاء في البيان. من جانبه اعتبر بيان صادر عن ما أسمي الثورة الطلابية بجامعة صنعاء اعتقال الطلاب المحتجين صبا للزيت على النار من قبل السلطة.. مؤكدا مواصلة الفعاليات الاحتجاجية وتوسيعها "حتى يكتب لها النصر دون خوف أو تراجع". وقال البيان :"إن اعتقال الطلاب محمد صالح الأسد- عبدالسلام محمد محمد مثقال- صدام منصور محمد عبدالله – جميل جمال فتيني أبو هادي- أشرف عبدالكريم- عبده أحمد الفقيه- عادل محمد أحمد قائد الفقيه من الحرم الجامعي انتهاك صارخ لحرمة الجامعة وللدستور والقانون الذي كفل حرية التعبير". وأضاف البيان"إن طلاب وطالبات جامعة صنعاء، والتزاماً بواجبهم الثوري والأخلاقي تجاه الثوار الأبطال يؤكدون أنهم يضعون قضية المعتقلين في أولوية أجندتهم الثورية ويعاهدون أنفسهم على تحرير كل معتقل بكل الوسائل المكفولة دستورياً وقانونياً ليخرجوا من السجن شم الأنوف ويبقى السجان في مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه لأننا بثورتنا الطلابية السلمية قد حكنا شمس الحرية من هذا المنبر التنويري والتعليمي والذي تعلمنا فيه دروس الحرية والشموخ والكبرياء". وقال البيان"إننا نؤكد على موقفنا الثابت الذي أعلناه منذ أن أشعلنا شرارة ثورتنا السلمية المستمرة إننا أدوات ثورة تغيير تنقل البلاد من عهد الجوع والفقر والبطالة إلى عهد ينعم فيه كل مواطن يمني بلقمة عيش كريمة ومواطنة متساوية ولهذا فإننا لا نخشى تهديدات المصادر المسؤولة و اللامسؤولة بوزارة الداخلية والتي تهدد كل من يحلم بالحرية والغد المشرق بالسجن والقتل لأننا سننتزع حقنا المكفول في إسقاط سلطة الفساد ".