في مسيرتين على التوالي يتم الاعتداء على المسيرات النسائية وحصارهن وإطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع وحصار الثائرات متعديين بذلك كل عرف ودين وخلق. فيما تسطر بلقيس اليمانية أنصع صفحات النضال السلمي في تاريخ الثورات اليمنية مستشفة ذلك من حكمتها اليمانية وقوتها الباسلة التي رضعتها من صغرها وزادها حبا عظيما ترعرعت فيه وأدركت أنه حان وقت رد الجميل للوطن الذي عشقته فوق كل ذي حب. نضال الثائرات شلال لا يجف نبعه. اعتدت "المليشيات المسلحة" على الثائرات في مسيرتي الأربعاء 25 فبراير و4مارس2015م في منطقة باب اليمن وشارع الزبيري بالعاصمة صنعاء، أعقبه نداءات لأحرار اليمن، للقيام بانتفاضة شاملة على جماعة الحوثي التي تجاوزت كل القيم والثوابت الوطنية والدينية، بمحاصرتها للنساء. *عن أسبوعية الأهالي واستجابة لدعوات قوى ثورية، للتنديد بالانقلاب الحوثي، وتأييدا للشرعية وجهت الثائرات رسالتهن لكل حر غيور على وطنه وأرضه وعرضه ودينه. قالت الناشطة أسماء الصريمي، أنها رغم معرفتها بالنتيجة المسبقة، لكن المرأة اليمنية تؤمن بقضيتها "ولن يثنينا عنها لا مسلح ولا عسكري ولا حوثي ولا غيره وسنواصل مسيرتنا السلمية ونصل لما نريد (دولة مدنية)". مضيفة: ولا ننكر أننا لاقينا صعوبات وعوائق في طريق وصولنا لمكان تجمع المسيرة كقطع الطريق واحتجاز الباصات لكننا لم نستسلم وواصلنا مشيا بأقدامنا حتى وصلنا الهدف المقصود". تضيف مصورة الثورة إصلاح شاكر العبسي: "تقدمت المسيرة أمتار قليلة وبدأت الجموع المسلحة باقتحام المسيرة وانفصلت مسيرة الرجال.. كانت النساء مازلن بعد جموع الرجال.. بعدها بدأ ضرب بالقنابل الصوتية والضرب بالهراوات ورجم بالأحجار.. الشباب الذين يحمون النساء ثبتوا بشكل عجيب وصمود مذهل". تقول الثائرة ابتهال القدسي، إن النساء خرجن لممارسة حقهن الدستوري والثوري "لنعبر عن رفضنا لحكم المليشيا وتأكيدا على الشرعية الدستورية التي هي خيار الشعب والثوار بالتحديد".. مضيفة: وصلنا لمكان التجمع رغم التقطعات الكثيرة لدرجة أننا وصلنا المسير على الأقدام حتى التحقنا بصفوف النساء.. كانت هناك همجية في التعامل منذ البداية بإثارة الشغب حتى قبل الانطلاق لكن انطلقت المسيرة". تضيف أميمة الزمر، "لتعلم الجماعات المسلحة أن فكرتها المتجسدة حول حكمها تحت مظلة امتلاك السلاح واستخدامه كقوة ليرضخ الاخر لمطالبها وفرض ما تريد فكرة عقيمة والروح الثورية.. لا يمكن أن ننهزم مهما استخدمت تلك الجماعات من أساليب قمعية قذرة". وتقول الناشطة أمل السعيدي، "على الرغم من معرفتنا المسبقة لما سيقوم به الحوثي وأزلامه إلا أن الشعب إذا قرر أن يثور فهو زلزلة عاتية على رؤوس الطغيان.. همجيتهم لن تزيدنا إلا ثباتا". عندما بدأت المسيرة بالتحرك في شارع الزبيري وسط صنعاء، قام مسلحون حوثيون بالاعتداء على المتظاهرين وتفريقهم ومطاردتهم في الشوارع والأزقة المختلفة، عبر إطلاق الرصاص الحي. تقول القدسي: قام أشخاص يرتدون اللباس العسكري الأخضر بالاعتداء على المتظاهرين بالرصاص الحي والقنابل الصوتية والعصي وحتى الجنابي.. كنا في مقدمة صفوف النساء لذا استطعنا أن نشاهد الموقف عن قرب، كانوا يحاولون التوغل بالفوضى نحو صفوف النساء لكن صمود الثائرات أذهل الجميع رغم حصارهن واعاقة حركتهن لكنهن وقفن ثابتات وأشعلن حماس الجميع بالهتاف والتكبير.. استطعنا صناعة حاجز صلب ومتين ثم واصلنا المسير بنفس الثبات والاستبسال رغم تغير خط السير". وتضيف الثائرة أمل، أن الجموع الغاضبة خرجت لتؤكد أنها لا زالت مصممة على حلمها باستعادة هيبة الدولة من سيطرة "المليشيات المسلحة" رافضين للانقلاب الذي يقود البلد إلى الدمار.. خرج موكب الأحرار والحرائر وهم يعلنون أن "سلميتهم أقوى من عنجهية المليشيا ورصاصها". بدأت المسيرة بالتحرك إلى شارع الزبيري وبدأ الشباب بالتقدم بداية المسيرة ومن ثم النساء من بعدهم هتفت تلك الجموع "اهتف علٌي الصوت.. الشرعية وإلا الموت". منع الوصول تقول أميمة، أن مسلحين منعوا وصول الباص إلى مكان التظاهرة، وتقطعوا للباص بنقطة في السائلة "حاولنا الدخول من شوارع فرعية، خرجنا للزبيري شوية نشوف شباب يجروا ويرددوا (الله أكبر حرية) وبعدهم البلاطجة بالصمل والهراوات.. اضطرينا للدخول لشارع فرعي ولم نستطع الوصول للمسيرة بسبب محاصرة الحوثيين فاضطرينا للعودة". وأضافت الصريمي: لن نستسلم، سنقف جنبا إلى جنب الرجال وثورتنا مستمرة ولا نامت أعين الجبناء". تقول المصورة اصلاح العبسي: لم أشاهد صمود لثائرات ثورة فبراير كما شاهدت صمودهن في هذه المسيرة". وتضيف أمل السعيدي "بلقيس عندما يكون وطنها يتألم فأنها لا تخاف أبدا ولن تتراجع إلا بتحقيق ما خرجت من أجله". *عن أسبوعية الأهالي