- الاتحاد الرياضي للشركات في صنعاء يقر برنامج أنشطته للفترة القادمة    انتشال جثة شاب مات غرقا بسد التشليل في ذمار    - ظاهرة غير مسبوقة: حجاج يمنيون يُثيرون استياء جيرانهم والمجتمع.. ما السبب؟*    بنك الكريمي يوضح حول قرار مركزي صنعاء بايقاف التعامل معه    - وزير خارجية صنعاء يلتقي بمسؤول أممي ويطالبه بالاعتراف بحكومة صنعاء \r\n*الأوراق* تنشر عددًا من الأسباب التي    إيران: ارتفاع عدد الشهداء الرياضيين جراء العدوان الصهيوني إلى 32    حزب الله يدين العدوان الأمريكي على إيران    ذمار.. المداني والبخيتي يدشّنان حصاد القمح في مزرعة الأسرة    الأساليب التي يتبعها الإحتلال في حرب الخدمات وهبوط سعر العملة المحلية    وكلاء الغاز في تعز ينفذون مسيرة شاحنات تنديدا باحتجاز مقطوراتهم بلحج    إعادة فتح طريق عقبة ثرة يثير خلافات بين قيادات عسكرية وامنية بأبين    مخاوف أمريكية كبيرة من الانتقام الإيراني    ارتفاع ملحوظ في الكميات المطرية وتوقعات باستمرار الهطول على 10 محافظات    51 شهيدا في غزة بينهم 7 من منتظري المساعدات خلال 24 ساعة    الجيش الإسرائيلي يعلن استعادة ثلاثة جثامين لمختطفين إسرائيليين من غزة    بعد حكمهم لسوريا.. الإرهابيين يفجرون كنسية مار الياس بدمشق    تحت غطاء الحريات.. حلف الهضبة في مواجهة القانون وغضب الرأي العام    اجتماع يناقش أوضاع مشاريع المياه والصرف الصحي في البيضاء    ريال أوفييدو يعود إلى «لاليغا» بعد 24 عاماً    الرئيس الزُبيدي يبحث مع سفيرة بريطانيا ومسؤولي البنك الدولي آخر المستجدات السياسية وأزمة الكهرباء    كهرباء ساحل حضرموت: 200 ميجاوات حجم العجز بتوليد التيار    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الدكتور الأفندي بوفاة شقيقه    "عدن التي أحببتُها" بلا نازحين.!    توقيف الفنانة شجون الهاجري بتهمة حيازة مخدرات    كشف أثري جديد بمصر    إشهار الإطار المرجعي والمهام الإعلامية للمؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم    من قلب نيويورك .. حاشد ومعركة البقاء    فئة من الأشخاص عليها تجنب الفراولة    الحديدة و سحرة فرعون    الكثيري يدعو البيئة لتعزيز التنسيق مع المنظمات الدولية    الدولار في عدن 3000    خبراء :المشروبات الساخنة تعمل على تبريد الجسم في الحر الشديد    أيش ذا يا عم علي.. ليش ذا؟    حادث مفجع يفسد احتفالات المولودية بلقب الدوري الجزائري    كيف تواجه الأمة واقعها اليوم (3)    أول موجة إيرانية بعد العدوان الأمريكي    العليمي وبن بريك والمعبقي يصادرون موارد الصناديق الإيرادية الجنوبية    أثار نزاعا قانونيّا.. ما سبب إطلاق لقب «محاربو السوكا» على ترينيداد؟    شوجي.. امرأة سحقتها السمعة بأثر رجعي    فلومينينسي ينهي رحلة أولسان المونديالية    السلبية تسيطر على ريفر بليت ومونتيري    علاج للسكري يحقق نتائج واعدة لمرضى الصداع النصفي    هاني الصيادي ... الغائب الحاضر بين الواقع والظنون    روايات الاعلام الايراني والغربي للقصف الأمريكي للمنشآت النووية الايرانية وما جرى قبل الهجوم    استعدادات مكثفة لعام دراسي جديد في ظل قساوة الظروف    بتواطؤ حوثي.. مسلحون يحرقون منزلاً في محافظة إب بعد نهبه    الدفاعات الإيرانية تدمر 12 طائرة مسيرة صهيونية في همدان    الاتحاد الأوروبي يقدّم منحة مالية لدعم خدمات الصحة الإنجابية في اليمن    على مركب الأبقار… حين يصبح البحر أرحم من اليابسة    من يومياتي في أمريكا .. بين مر وأمر منه    قصر شبام.. أهم مباني ومقر الحكم    الترجي التونسي يهدي العرب أول انتصار في كأس العالم للأندية 2025    فساد الاشراف الهندسي وغياب الرقابة الرسمية .. حفر صنعاء تبتلع السيارات    البحسني يكشف عن مشروع صندوق حضرموت الإنمائي    «أبو الحب» يعيد بسمة إلى الغناء    علي ناصر محمد أمدّ الله في عمره ليفضح نفسه بلسانه    بين ملحمة "الرجل الحوت" وشذرات "من أول رائحة"    حين يُسلب المسلم العربي حقه باسم القدر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ذكرى كنتاكي الحزين
ثلاثة أيام وأكثر من مائة شهيد
نشر في أخبار اليوم يوم 18 - 09 - 2012

الأحد 18/9/2011 الساعة الرابعة عصراً.. خرج عشرات الآلاف من شباب ساحة التغيير في مسيرة حاشدة باتجاه شارع الزراعة -المدخل الشرقي لساحة التغيير يهتفون بصوت عالِ بإسقاط النظام ومحاكمته وإقامة دولة مدنية ينشدونها تحقق العدل والمساواة وتكفل لهم كرامة العيش.. إلا أن بلاطجة "صالح" وقواته الموالية التي يقودها نجله "أحمد" وابن أخيه "يحيى" كانت تتربص بهم هناك في منطقة باب "القاع" وفي الأزقة والحواري ومن أسطح البنايات والمباني الحكومية المحيطة، إضافة إلى قناصة آخرين كانوا يعتلون أسطح البنايات الكبيرة في " كنتاكي" ك عمارة "لا اله إلا الله" وبرج عذبان وبنايات أخرى في شارع هائل المحيط بساحة الثورة وشارع بغداد.. ليصل الشباب بمساندة حماة الثورة إلى جولة كنتاكي ونصبوا خيامهم هناك بعد مجزرة بشعة ارتكبتها قوات "صالح" وبلاطجته راح ضحيتها 26شهيداً ومئات الجرحى، وأطلقوا عليها جولة النصر..
القاع وصمود الثوار
وصلت مسيرة شباب ساحة التغيير في الرابعة والنصف وما أن اقتربت المسيرة من مبنى مؤسسة الكهرباء في منقطة "باب القاع" حتى واجهت قوات نظامية من الأمن المركزي ومكافحة شغب وبلطجية مسلحين ينهالون على المسيرة السلمية بالرصاص الحي بجميع أنواع الأسلحة: كلاشنكوف، آر بي جي، ورشاشات، ومدافع المياه التي استخدمت فيها مياه المجاري، ناهيك عن استخدام مضاد الطائرات والدوشكا.
استمر الهجوم على الثوار السلميين قرب مؤسسة الكهرباء في مذبحة بشعة سطر فيها الشباب ملحمة من الصمود في مواجهة آلة القمع الفتاكة التي استخدمها "صالح"، وقام بلاطجة صالح بإحراق مبنى الكهرباء بهدف إيجاد مبرر لارتكاب تلك مجزرة بحق المتظاهرين السلميين.
وكانت قوات الأمن تطلق قذائف "آر بي جي" بشكل مباشر على المتظاهرين ما أدى إلى تهشم رؤوس عدد منهم- بحسب إفادة شهود عيان لوسائل الإعلام حينها مؤكدين بأن جنوداً من اللواء الرابع والأمن المركزي استخدموا الرصاص الحي، وأسلحة 12/7 ما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى.
ومع اقتراب المغرب والهجوم ما يزال مستمراً على الثوار كان المستشفى الميداني لساحة التغيير قد استقبل 20 شهيداً و100 مصاب بالرصاص الحي وأكثر من 500 حالة إصابة باختناقات جراء الغازات السامة التي أطلقت عليهم، ما يؤكد وقوع مجزرة حقيقية ارتكبت بحق المتظاهرين، وأكدت تقارير المستشفى الميداني أن الإصابات التي تلقاها الشباب تركزت في الرأس والصدر والرقبة، مشيرين إلى أن بعض الجثث وصلت مفصولة الرأس وبعضها برؤوس مهشمة.
تعزيزات حماة الثورة
وفيما استمر الهجوم على شباب الثورة في القاع وقرب مؤسسة الكهرباء قامت قوات عسكرية مزودة بالأسلحة الثقيلة والآليات بمحاولة اقتحام ساحة التغيير من المدخل الجنوبي للساحة قرب سور كلية الآداب من جهة جولة كنتاكي، وقامت بإطلاق عدد من القذائف مرت فوق الساحة باتجاه مقر الفرقة الأولى مدرع التي أعلنت انضمامها للثورة وحماية الثوار عقب مجزرة جمعة الكرامة 18 مارس 2011.
وشهدت ساحة التغيير توافداً كبيراً للثوار لحماية الساحة من أي محاولة اقتحام محتملة، فيما انطلقت عدد من المسيرات الغاضبة والمستنكرة لمجزرة نظام صالح في حي القاع، في كل من عدن وتعز وإب والحديدة، فيما شهدت مداخل تلك الساحات في المحافظات تطويقاً كبيراً من قوات موالية ل"صالح"، معلنين تضامنهم مع ثوار ساحة التغيير وتنديدهم بما يحدث من مجازر ضدهم.
واستمرت تضحيات الشباب وصمودهم في القاع وتمكنوا من تجاوز السياج الامني ووصلوا الى جولة "كنتاكي"، وحينها وصلت تعزيزات معادية نحو أكثر من 20 حافلة محملة بالمسلحين من البلاطجة، باشروا الاعتداء على الشاب من جديد قبيل المغرب، إلا أنهم ظلوا صامدين معلنين عزمهم أداء فريضة صلاة المغرب هناك تحت وقع الرصاص والانفجارات التي هزت العاصمة بدون خوف مخلدين لوحة رائعة للصمود والحرية.
ووصلت تعزيزات الفرقة الأولى مدرع في الساعة السابعة والنصف إلى المنفذ الجنوبي لساحة التغيير لتأمين المنفذ من هجمات قوات صالح وبلاطجته المتوالية الهادفة لاقتحام الساحة واستمرت الاشتباكات بين القوتين (حماة الثورة وحماة صالح) والثوار ما يزالون يتعرضون للهجوم العنيف أيضاً في جولة كنتاكي ويواجهونه بصمود أسطوري.
وكانت ما تزال سيارات الإسعاف أيضاً تنقل المصابين والجرحى والشهداء إلى المستشفى الميداني والذي بدوره أطلق نداءً عاجلاً إلى الأطباء للمساعدة كما أطلق نداء استغاثة للتبرع بالدم لإنقاذ الجرحى.
فيما يحاول المتظاهرون اقتحام مبنى وزارة الأشغال في جولة كنتاكي، والذي يتمركز فيه بلاطجة مسلحون يطلقون النار وقذائف ار بي جي على المتظاهرين من داخل المبنى.
سلموا أنفسكم
بعد اشتباكات عنيفة مع الأمن المركزي والحرس الجمهوري والبلاطجة استطاع حماة الثورة (الفرقة المدرعة) السيطرة على المباني المحيطة بمبنى وزارة الأشغال في "كنتاكي" وكانت الساعة حينها الثامنة وبضع دقائق ليدعو "حماة" بمكبرات الصوت البلاطجة المتحصنين في المبنى إلى أن يسلموا أنفسهم وأن المكان أصبح تحت السيطرة، فاقتحم حماة الثورة مبنى الأشغال الذي يتحصن فيه البلاطجة، حينها كان عدد الشهداء قد ارتفع إلى 25 شهيداً ومئات الجرحى والمصابين باختناقات، حيث أكد المستشفى الميداني أنه حتى ذلك الوقت ارتفع عدد المصابين بالرصاص الحي إلى 270 ، بالإضافة إلى أكثر من 800 مصاب بالغازات السامة، و25 شهيداً، مفيداً بأن عدد الشهداء مرشح للزيادة بسبب أن معظم الإصابات كانت حرجة وتقع في الرأس والصدر والرقبة.
تحت السيطرة
وبعد تعرضها للقصف العنيف بقذائف "الآر بي جي" والمواجهات الشرسة من قوات الحرس والأمن المركزي أثناء قيامها بحماية المتظاهرين وحماية الساحة من الاقتحام تمكنت قوات الفرقة الأولى مدرع "حماة الثورة" من دحر قوات الحرس والأمن المركزي، واستطاعت إحكام السيطرة على جولة كنتاكي إلى الجنوب من ساحة التغيير، ومع اقتراب الوقت من التاسعة مساءً تجاوز حماة الثورة والثوار حدود "المنطقة الخضراء" كما كان يطلق عليها، وتم فرض السيطرة إلى ما بعد جولة كنتاكي، وفرار قوات الحرس والبلاطجة منها، وتمكن المتظاهرون من حصار آخرين في المباني التي كانوا يتحصنون فيها، والقبض على العديد من البلاطجة المسلحين.
جيناكي ياكنتاكي
«جيناكي جيناكي يا جولة كنتاكي» هكذا كان شباب الثورة يرددون عند جسر جولة كنتاكي وأحكموا السيطرة بمساندة جنود الفرقة المدرعة وحماة الثورة ويسيطرون على كافة مداخل ومنافذ "كنتاكي" وقاموا بتشكيل نقاط تفتيش أمنية، وبدأت قوات الفرقة بتمشيط شارع الدائري بالقرب من مكتب نجل صالح"أحمد"، الذي وجدوا فيه العديد من البلاطجة المسلحين حاولوا إحراق الوثائق الموجودة فيه إلا أن حماة الثورة والشباب أستطاعوا إخماد تلك الحرائق وقبضوا عليهم وسلموهم إلى اللجنة الأمنية في الساحة، فيما بدأ شباب الثورة بنصب أول خيمه في جولة كنتاكي باتجاه منطقة حدة والزبيري وكانت الساعة حينها تشير إلى التاسعة مساءً.
جولة النصر
"من جولة النصر سنزحف حتى القصر" هكذا هتف الثوار بحماس شديد وهم يوسعون حدود ساحتهم وخيامهم إلى جولة "كنتاكي" التي أطلقوا عليها "جولة النصر"، وحينها عزم الثوار على أداء صلاة العشاء بعد نصب خيامهم، فيما استمرت الفرقة بتمشيط شارع الدائري باتجاه جولة الرويشان، واستطاعت فرض سيطرتها على المنطقة المحيطة بالكامل.
معاودة الهجوم
ما حدث في جولة النصر لم يكن مرغوباً لدى نجل صالح وابن عمه، حيث وجه الثوار وحماة الثورة صفعة قوية إليهم، فحاولوا على استحياء استعادة مواقعهم، حيث بدأت تتوالى أصوات الانفجارات وضرب رصاص كثيف على امتداد شارع الزبيري من جوار وزارة الشباب والرياضة -غرب جولة النصر- ، وأخرى من جوار المستشفى الجمهوري -شرق جولة النصر، فيما ظل المتظاهرون ملتزمون بعدم التحرك من جولة النصر مهما كلف الأمر من تضحيات، عاقدين العزم على مواصلة الزحف نحو دار الرئاسة طلباً للحسم الثوري، حيث والمؤشرات كانت تدل على تعثر التسوية السياسية جراء مماطلات ومراوغات "صالح" المتكررة بشأن التنازل عن الرئاسة لنائبه، و الدخول إلى مرحلة انتقالية.
وفي العاشرة والنصف مساءً وصلت تعزيزات كبيرة من قوات الحرس إلى جوار المستشفى الجمهوري ووقعت اشتباكات عنيفة في المنطقة المحيطة بالمستشفى قرب جولة النصر سقط فيها العديد من الجرحى في صفوف الفرقة المدرعة، كما عاودت قوات نجل صالح قصفها لجولة النصر والشباب المرابطين فيها بقذائف "آر بي جي" وسقوط عدد من الضحايا من الشباب.
اليوم الثاني للمجزرة
وفي تمام الثالثة فجراً من صبيحة 19/9 نفذت القوات التابعة لبقايا النظام عملية قصف مكثف على جولة كنتاكي، وعلى «عمارة لا إله إلا الله»، التي تعرضت لقصف مكثف، وأكثر من 50 قذيفة، من قبل دبابات ومدافع الحرس المتمركزة في شارع بغداد وشارع هائل، ومعسكر الحرس في عطان، في محاولة لهدم العمارة على رؤوس المعتصمين بجوارها، واشتعلت النيران في عمارة «لا إله إلا الله»، ولكن شباب الثورة لم يغادروا جولة كنتاكي، في الوقت الذي تجاوز فيه القصف المدفعي الجولة إلى عمق ساحة التغيير التي تعرضت لعشرات القذائف فجراً، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المعتصمين في الساحة، وسمع دوي إطلاق نار بأسلحة الرشاشة كما سمع دوي انفجارات، كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من جهة تقاطع جولة النصر "كنتاكي" وسط صنعاء.
ووصل منذ فجر الاثنين إلى المستشفى الميداني 13 شهيداً وعشرات الجرحى جراء القصف والقنص على الساحة من جميع الاتجاهات.
اليوم الثالث للمجزرة
عاودت القوات التابعة للنظام قصفها ساحة التغيير بصنعاء، وجولة النصر بقذائف الهاون والمدفعية، كما لم تهدأ العاصمة من الانفجارات المتواصلة، وفوجئ المعتصمون بساحة التغيير فجر الثلاثاء 20/9 بسقوط ثلاث قذائف هاون على الساحة بجولة القادسية، مخلفة 4 شهداء وعدد من الجرحى، فيما استمر الهجوم بالقذائف ليرتفع العدد إلى 9 شهداء مع ظهر الثلاثاء بينهم أطفال، فيما استمر القصف على عدة أحياء سكنية بالصواريخ والبوازيك وقذائف الهاون بشكل عشوائي تسبب في تدمير العديد من المنازل وإحراقها في شارع هائل والأحياء المحيطة بالساحة، فيما تجددت الاشتباكات في شارع الزبيري بين حماة الثورة وقوات الحرس والأمن المركزي الذين يحاولون استعادة جولة النصر"كنتاكي" التي نصب الشباب فيها خيامهم.
100 شهيد
وأكدت إحصائيات المستشفى الميداني انه خلال ثلاثة أيام من الهجوم على الشباب في كنتاكي وصل عدد الشهداء 87 شهيداً وأكثر من 1000 جريح ومصاب بحالات اختناق بسبب الغازات السامة، في حين أن القصف الذي طال منزل علي محسن الأحمر وحميد الأحمر في منطقة الخمسين في حدة خلف 13 قتيلاً وعدداً من الجرحى.

"أنس السعيدي" أبرز رموز الثورة الشبابية
لا تخلو ساحة من ساحات الثورة في عموم محافظات الجمهورية من صوره، كما لا تخلو أي مسيرة ثورية منها أيضا، فيما تمنت العيد من النساء لو كان ابنهن وأطلقت اخريات اسمه على مواليدهن.. هو "أنس السعيدي" أصغر شهداء الثورة اليمنية السلمية، سقط برصاصة قناص قاسِ من قناصة نظام صالح الاثنين 19/9/2011 صباح اليوم الثاني من المجزرة البشعة التي ارتكبتها قواته أيضا في كنتاكي" التي أصبحت جولة النصر" وسقط فيها 26 شهيداً و1000 بين جريح ومصاب وحالات اختناق بالغازات السامة.
وأثارت جريمة قتل الشهيد انس والذي لم يكمل شهره العاشر بعد استنكار ونقمة الشارع اليمني، وتم استبدال اسم شارع الرياض الذي استشهد فيه أنس - وهو شارع تجاري- إلى" شارع الشهيد أنس"، وكان استشهاد انس صادماً لعائلته ولجميع اليمنيين، كما اذ استعصى فهم أسباب قتل رضيع من قبل القوات العسكرية الموالية لنظام الرئيس صالح.
وتحول الطفل أنس السعيدي إلى رمز من رموز الثورة الشبابية السلمية، وعُلقت صورة مجسمة له في وسط ساحة التغيير بصنعاء باعتباره أصغر شهداء ثورات الربيع العربي .
ونُقل عن والد انس لوسائل الإعلام تفاصيل مصرع طفله الرضيع أن قناصاً يرتدي زياً مدنياً أطلق النار من أحد المباني المرتفعة المطلة على ساحة التغيير بشارع الرياض على الزجاج الخلفي لسيارته التي كانت متوقفة مقابل مكتبة لبيع المستلزمات الدراسية لتخترق الجانب الأيمن من مؤخرة رأس الطفل الرضيع وتخرج من مقدمة جبينه، وكانت الساعة حينها الحادية عشرة صباح الإثنين 19/9/2011.
//////////////////////////
مشاركون في أحداث كنتاكي الحزين رووا حينها ل"لأخبار اليوم"
الرواية على لسان الجميع: دفعنا للخروج من قبل أفراد دعونا للخروج إلى جولة كنتاكي لتحرير زملائنا المحاصرين وأثناء خروجنا من الساحة باتجاه جولة كنتاكي قام بلاطجة مسلحون وقوات امن تابعة للنظام بمهاجمتنا من الخلف ومن الأمام من فوق جسر كنتاكي ومن فوق عمارة لا إله إلا الله ومن الشارع الخلفي لمركز السعيد التجاري وحوش وزارة الأشغال والأزقة الجانبية للشارع، وبعد إطفاء الأنوار قاموا بإطلاق نار كثيف جداً وقنابل غاز، ورش المياه الحارة علينا وسحب العشرات من المكان قتلى وجرحى واختناق بالغازات، بسيارات خاصة وسيارات جيش وبعضهم كانوا يأخذون المصابين بالموترات إلى جهات مجهولة لا نعلمها.
وقال (م.ن): عندما كنت في الشارع مغمىً علي وأفقت قليلاً ورأيتهم يسحبون جثث العديد من المصابين من ثوار الساحة، وآخرين كان البلاطجة يضربونهم بعد الإغماء وأخذوهم فوق السيارات والموتورات وهم مصابون إلى جهات غير معروفة.
أحد الجرحى (عدنان) أكد أنهم كانوا يهربون من الدخان والرصاص باتجاه الحارات وبمجرد أن يخرجوا يجدون البلاطجة أمامهم ليواجهوا موتاً آخراً بالجنابي والسكاكين والهراوات، ويضيف: "كان الناس يتساقطون كأوراق الشجر لولا أن الشباب الموجودين في الساحة عززوا وحضروا إلى مكان الحادثة وقاموا بالإسعاف وكذلك تدخل قوات الفرقة الأولى في حسم الأمر.
(فؤاد) أحد المصابين قال: "إطلاق القنابل السامة كثيف جداً لدرجة أنهم أطلقوا أربع قنابل علي أنا وشخص آخر كان بجانبي".
سائق سيارة الإسعاف التابعة للهلال الأخضر اليمني والذي رافق المسيرة التي انطلقت إلى جسر الزبيري يروي هو الآخر مؤكداً أنه شاهد بلاطجة يقومون بدعوة المعتصمين الذهاب إلى جسر الزبيري للقيام بمظاهرة وقبل أن يصل الثوار الجسر كان قطعان من البلاطجة –حسب تعبيره- تحاصر حوالي مائتين إلى ثلاثمائة شخص وقوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري تقوم بإطلاق قنابل الغازات السامة بكثافة لتحجب الرؤية عن العائدين من المسيرة وفي نفس الوقت القادمين لإنقاذ رفاقهم المحاصرين من قبل قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري وقطيع البلاطجة.
هذا السائق الذي قابلناه أكد أنه أسعف حوالي 200 شخص، عشرة منهم في حالة خطيرة، 5 تم علاجهم في المستشفى الميداني و5 آخرين في مستشفيات خاصة، إصابتهم تنوعت بين طلق ناري في الرأس وكسور، والأخطر من ذلك أن منفذي الهجوم الوحشي كانوا يعطون المصابين مادة يتم استنشاقها لإبعاد أثر الغاز السام وهي مادة تشبه "الصابونة" تصيبهم بما يشبه الذبحة الصدرية حيث يقوم من استنشقها بالتقيؤ دماً وإخراج مادة فقاعية بعد سقوطه على الأرض فوراً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.