الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    طفلة تزهق روحها بوحشية الحوثي: الموت على بوابة النجاة!    هل دقت ساعة الصفر؟...تحركات عسكرية مكثفة تُنذر بمعركة فاصلة مع الحوثيين    " ستعزز العمل الوطني في مواجهة الانقلاب الحوثي"...مستشار ابوزرعة يعلق على زيارة العليمي لمأرب    عاجل: الناطق العسكري الحوثي يعلن استهداف جماعته 4 سفن أمريكية واسرائيلية في البحر الأحمر والمحيط الهندي    ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز برباعية امام فالنسيا    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    برئاسة السعودية والنرويج.. اجتماع في الرياض لدعم جهود تنفيذ حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين    رئيس مجلس القيادة: مأرب صمام أمان الجمهورية وبوابة النصر    الجرادي: التكتل الوطني الواسع سيعمل على مساندة الحكومة لاستعادة مؤسسات الدولة    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    أصول القطاع المصرفي الاماراتي تتجاوز 4.2 تريليون درهم للمرة الأولى في تاريخها    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    استشهاد 23 فلسطينياً جراء قصف إسرائيلي على جنوب قطاع غزة    فيتنام تدخل قائمة اكبر ثلاثة مصدرين للبن في العالم    استشهاد 6 من جنود قواتنا المسلحة في عمل غادر بأبين    موعد الضربة القاضية يقترب.. وتحذير عاجل من محافظ البنك المركزي للبنوك في صنعاء    عاجل محامون القاضية سوسن الحوثي اشجع قاضي    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    رباعي بايرن ميونخ جاهز لمواجهة ريال مدريد    لأول مرة في تاريخ مصر.. قرار غير مسبوق بسبب الديون المصرية    قائمة برشلونة لمواجهة فالنسيا    مدير شركة برودجي: أقبع خلف القضبان بسبب ملفات فساد نافذين يخشون كشفها    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    منازلة إنجليزية في مواجهة بايرن ميونخ وريال مدريد بنصف نهائي أبطال أوروبا    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    ريمة سَّكاب اليمن !    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذبحة لن تسقطها الحصانة: مجزرة كنتاكي.. 3 أيام وأكثر من 100 شهيد
نشر في الأهالي نت يوم 18 - 09 - 2012

لعلها كانت أبشع مجزرة ارتكبها نظام المخلوع صالح وقواته العائلية.. ثلاثة أيام من شهر سبتمبر 2011م، استفرغ فيها النظام كل ما لديه من وسائل وأساليب، مستميتا في الإبقاء على كبريائه في جولة كنتاكي التي حاول شباب الثورة في مسيرة تصعيدية، تجاوزها إلى ما بعدها، بعد أن فاض الكيل بهم، إزاء تسلط أبناء المخلوع على مقدرات الشعب وحصاره وتجويعه طيلة فترة الثورة وما قبلها.. وبالرغم من تسلم النائب هادي حينها، بحسب المبادرة الخليجية مهام الرئيس، إلا أن الأخبار تناقلت خبر عودة صالح بعد وعود من نجله أحمد والبقية، بتصفية ساحة التغيير أمام مرور موكب صالح حال عودته، بحسب المصادر..
في الوقت الذي ظن الجميع أن كثيرا من الأمور قد استتبت وغادر صالح اليمن إلى غير رجعة، كانت خلايا القتل وكتائب الموت تستعد للقيام بآخر الحلول من وجهة نظرهم وهو "الكي�'".. كان شارع الزراعة يموج بالأسلحة الحديثة وآلات القنص، وقد مث�'ل هذا الحي نقطة ضعف حماة الثورة وأنصارها، نظرا لوجود معسكرات الإذاعة وغيرها خلفه، واستخدام قوات مكافحة الإرهاب والقناصة لشقق المواطنين وبيوتهم، كما تحدث بذلك بعض سكان الحي، كمتارس لقنص الشباب وكل من يأوي أو يخرج من ساحة التغيير..
ولقمع مسيرة سلمية لمئات الآلاف الذين خرجوا في مسيرة تصعيدية دعت لها تنظيمية الثورة في الثامن عشر من سبتمبر 2011م، استخدمت عصابات العائلة مضادات الدبابات والدروع التي كانت تنثر أجزاء الشهداء إلى أشلاء التصقت بأعمدة الكهرباء والجدران وعلى الأرض، ناهيك عن الأسلحة النارية التي تم نشرها بين قناصة من أجهزته الأمنية القمعية والتي لم تزهق أرواح المشاركين في المسيرات فحسب؛ بل أزهقت حياة المدنيين الآمنين السائرين في الطرقات أو المحتميين بمنازلهم من الشيوخ والنساء والأطفال والاعتداء المباشر والمتعمد بالقتل على الإعلاميين الذين كانوا يرافقون المسيرات في محاولة من بقايا النظام لإخفاء الحقائق وطمس الشواهد على جرائمهم النكراء.
فصول المجزرة
الفصل الأول (الأحد 18 سبتمبر)
يبدو أن خطة الاقتحام كانت جاهزة، بحيث لم يكن خروج المسيرة سوى شماعة يعلق عليها بقايا أنصار صالح أسباب اعتدائهم، إذ شنت قوات الحرس الجمهوري هجوما شاملا، هو الأعنف على الإطلاق، على ساحة التغيير والأحياء المجاورة لها من جميع الجهات، وبمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وفق خطة اقتحام شاملة، لا تستهدف الحيلولة دون تمدد نطاق المسيرات والساحة فقط..
* عند الرابعة عصرا من يوم الأحد 18/9 خرجت مسيرة مليونية من الساحة باتجاه شارع الزراعة، وبوصولها قرب مبنى مؤسسة الكهرباء في باب القاع، بدأت اعتداءات قوات الأمن المركزي والمسلحين (البلاطجة) واستخدمت قوات مكافحة الشغب مياه المجاري والرصاص الحي من أسلحة كلاشنكوف وأخرى رشاشة فضلاً عن استخدام مضاد الطائرات في مذبحة بشعة لم يشهد لها مثيل منذ بداية الثورة، سوى في جمعة الكرامة.
* كان المسلحون وجنود الأمن الموالون لصالح يحتمون بمبانٍ سكنية وحكومية ويقومون بعمليات قنص للمتظاهرين من داخلها وأبرز هذه المباني مبنى مؤسسة الكهرباء في باب القاع ومبنى آخر تابع لوزارة الأشغال العامة بالقرب من جولة كنتاكي ومبنى لمؤسسة عذبان ومبان سكنية أخرى. كما أضرم بلاطجة النيران في المباني المذكورة بهدف إلقاء اللوم على المتظاهرين السلميين، بعد أن اضطر المسلحون وقوات الأمن لإخلائها والاحتماء بها وقاموا بالاعتداء على المتظاهرين من داخلها.
* اندلعت الاشتباكات بين الفرقة وقوات صالح في الوقت الذي كانت فيه المسيرة تواصل خط سيرها باتجاه جولة كنتاكي، وتعرضت الفرقة خلال تلك الاشتباكات للقصف بقذائف آر بي جي من قبل الحرس والبلاطجة، خلال محاولتها حماية المتظاهرين سلميا، ولكن غرور قوات صالح دفعها للمزيد من التمادي في اعتدائها على المتظاهرين، قبل أن يتصدى لها جنود الفرقة الذين أرغموها على الفرار من أمام المتظاهرين.
* كانت قوات الفرقة الأولى مدرع بدأت بإنذار البلاطجة المتحصنين في مقر الأشغال العامة والطرق في الجولة، وطلبت منهم إخلاء المبنى، ولكنهم رفضوا الاستجابة لذلك، ما حدا بجنود الفرقة إلى اقتحام المبنى الثامنة والنصف مساء، برفقة المتظاهرين، ليفر بعد ذلك البلاطجة، بعد محاصرة العشرات منهم وإلقاء القبض عليهم، ولجنة النظام بالساحة تسيطر على المكان وتلتزم بحراسته، قبل أن تسلمه بعد ذلك للجنة التهدئة والوساطة، حيث تم نهبه بعدها.
* استمر الاعتداء عند باب «القاع» مدة ساعة تقريباً. وعقب المجزرة مباشرة قامت قوات الحرس الجمهوري بمحاولة اقتحام ساحة التغيير من جولة كنتاكي، وقامت بإطلاق عدد من القذائف التي مرت فوق الساحة على معسكر الفرقة، في الجهة الأخرى من الساحة في محاولة لإثناء الفرقة عن تمشيط الطريق لمرور المسيرة بسلام.
* وقال شهود عيان بأن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة اندلعت السابعة والربع بعد المغرب بين القوات الموالية للصالح والموالية للثورة "الفرقة" في جولة كنتاكي، ووصول تعزيزات للفرقة من الجهة الجنوبية، فيما دوت انفجارات قذائف الآر بي جي في الساحة، غير أن المتظاهرين تمكنوا من اجتياز الحاجز الأمني والوصول إلى جولة كنتاكي.
جولة النصر (كنتاكي سابقا)
* صمود الشباب الغاضب كان أسطورياً، حيث تصدوا بصدورهم العارية لقذائف الآر بي جي، ورصاص معدلات 12/7، ما تسبب في سقوط نحو 30 شهيدا، ونحو 300 جريح بالرصاص الحي، و800 مصاب بالغازات السامة، وفقا لإحصائيات المستشفى الميداني، حيث أن عدد الضحايا مرشح للزيادة، خصوصا مع تواصل الاعتداءات، بل وتمكن شباب الثورة لأول مرة من تجاوز (جولة) كنتاكي التي تتمركز فيها قوات العائلة، كما نصب المتظاهرون الخيام وسط شارع الزبيري. وبالتالي توسيع ساحة الاعتصام إلى شارع الزبيري، منجزة بذلك أهم توسع لساحة التغيير منذ بدء الثورة الشبابية الشعبية ضد نظام صالح.
* امتزجت في ساحة التغيير بصنعاء، فرحة دحر قوات الحرس الجمهوري، وبلاطجة النظام إلى ما بعد جولة كنتاكي، بالحزن على الضحايا الذين سقطوا في المسيرة. وأدى شباب الثورة لأول مرة ذلك اليوم صلاة العشاء في جولة كنتاكي، وأطلقوا عليها اسم «جولة النصر» احتفالا بالإنجاز الذي أنجزوه بالرغم فداحة ما قدموه من ضحايا، وقاموا بنصب خيامهم تحت الجسر، مرددين هتافات: "جيناكي.. جيناكي يا جولة كنتاكي"، "من جولة النصر سنزحف نحو القصر".. باسطين سيطرتهم على كافة مداخل الجولة، ومشكلين نقاط تفتيش أمنية، للتأكيد على أن المنطقة أصبحت خاضعة لسيطرة ساحة التغيير. كما أعلنوا تواصل فعالياتهم التصعيدية، حتى يصلون إلى القصر الجمهوري. ولوحظ ازياد توافد المواطنين على ساحة التغيير لحماية الساحة من أي محاولة اقتحام..
* التاسعة مساء، تولت قوات الفرقة أولى مدرع لأول مرة تمشيط المنطقة الواقعة خارج ما كان يطلق عليه بالمنطقة الخضراء، التي يحدها شارع الزبيري، وتوجهت باتجاه شارع الخط الدائري، ومطاردة البلاطجة وتصفية معسكراتهم وعلى رأسها معسكر عصر، والمعسكر الذي كان أمام وزارة الشباب والرياضة. وبحسب مصادر خاصة فقد عثروا خلال تمشيطهم على وثائق وسندات مالية وحوالات باسم حافظ معياد وعدد من قادة المؤتمر كان يتم صرفها للبلاطجة الذين جيشهم النظام، وأقام لهم عدة معسكرات في المنطقة. كما تم تعقب القناصة الموالين لصالح والتي كانت تتخذ من أسطح البنايات المجاورة لجولة كنتاكي مركزاً لها وتقوم بأعمال القنص ضد المتظاهرين السلميين، ودحرها إلى قرب مكتب قائد الحرس الجمهوري، وتحدثت حينها مصادر عن اقتحامهم المكتب، نهاية شارع الدائري الغربي تقاطع شارع الجزائر والخروج منه.. والذي تم تحويله مؤخراً إلى مقر للجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام. وأضافت المصادر بأن شباب الثورة أصروا على مرافقة قوات الفرقة التي اشتبكت مع قوات صالح في شارع صخر وشارع الجزائر، وكانوا يتقدمون أثناء الاشتباكات، ما دفع بجنود الحرس والبلاطجة إلى الفرار من أمام زحف الثوار، وتسليم مكتب أحمد علي، وسحب جميع القوات والآليات التي كانت متمركزة فيه إلى جولة الرويشان.
* وأكد شهود العيان بأن عددا من المقتحمين لمكتب أحمد علي وجدوا بعض البلاطجة بداخله يحاولون إضرام النار فيه، حتى لا تصل الوثائق التي بداخله إلى أيدي الثوار، غير أن شباب الثورة تمكنوا من إخماد النيران، وإلقاء القبض على البلاطجة الذين كانوا في المكتب، وتم تسليهم إلى اللجان الأمنية التابعة لساحة التغيير بصنعاء.
* ونظرا لعدم توقعها لهذه الهزيمة، فقد عززت قوات الحرس الجمهوري تلك الليلة قواتها في جميع الشوارع المحيطة بجولة كنتاكي، التي أصبحت خاضعة لسيطرة جنود الفرقة الأولى مدرع، وللمتظاهرين، وأكد شهود عيان حينها بأن تعزيزات كبيرة وصلت إلى شارع بغداد وإلى شارع الزبيري قرب المستشفى الجمهوري، وأن اشتباكات دارت بين الفرقة وجنود الحرس الجمهوري الذين حاولوا استعادة جولة كنتاكي من أيدي المعتصمين، مجددين قصفهم للجولة بقذائف الآر بي جي، وسقوط عدد جديد من الضحايا بين جنود الفرقة والشباب المعتصمين. كما دوت انفجارات عنيفة على امتداد شارع الزبيري، من جوار وزارة الشباب والرياضة حتى المستشفى الجمهوري، فيما شهدت جولة كنتاكي قصة صمود لم يشهد لها مثيل.
* في هذه الأثناء تم تحويل المستشفى الجمهوري إلى ثكنة عسكرية للقناصة التابعين لصالح، ونقل شهود عيان بأنهم شاهدوا سيارات محملة بالأسلحة والذخائر تدخل إلى المستشفى، وحذر شباب الثورة من تحويل المستشفى إلى مترس لتنفيذ عمليات القتل ضد شباب الثورة.
شهادة مراسل بي بي سي
* أورد مراسل بي بي سي عربي في صنعاء الزميل عبدالله غراب، شهادته أثناء روايته للمجزرة على الهواء مباشرة حيث شهد لله تعالى بأنه شاهد جنديا يضرب بالآر بي جي في وجه المتظاهرين.. نقلت شهادته أيضا قناة الجزيرة الفضائية، في نشرتها الإخبارية في نفس اليوم..
شهادة المصورة نادية عبدالله
* تقول المصورة الثائرة نادية عبدالله إنها تأثرت بتصريح أحمد الشلفي مراسل الجزيرة في اليمن، حيث وقعت مجزرة كنتاكي كأشد المجازر وطأة على نادية وغيرها من شباب الثورة في ال 18 و19 و20 من سبتمبر 2011، ففي اتصال مباشر مع الدوحة قال الشلفي إنه وطاقم الجزيرة والمصورون لا يدرون هل يصورون أم يمسحون دموعهم!! تقول نادية: كانت من أشد الأيام حزنا وأكثر تعبا. وتقول: "ما إن أذهب لرفع الصور في خيمة المركز الإعلامي حتى أسمع سيارات الإسعاف قد عادت بشهداء جدد ومشاهد أشد بشاعة من المشاهد السابقة".
الفصل الثاني (الاثنين 19 سبتمبر)
* لم تنم ساحة التغيير ليلتها، وفي الثالثة فجرا نفذت القوات التابعة لبقايا النظام عملية قصف مكثف على جولة كنتاكي، وعلى «عمارة لا إله إلا الله»، التي تعرضت لقصف مكثف، وأكثر من 50 قذيفة، من قبل دبابات ومدافع الحرس المتمركزة في شارع بغداد وشارع هائل، ومعسكر الصباحة، ومعسكر الحرس في عطان، في محاولة لهد العمارة على رؤوس المعتصمين بجوارها، واشتعلت النيران في عمارة «لا إله إلا الله»، ولكن شباب الثورة لم يغادروا جولة كنتاكي، في الوقت الذي تجاوز فيه القصف المدفعي الجولة إلى عمق ساحة التغيير التي تعرضت لعشرات القذائف فجرا، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المعتصمين في الساحة. وسمع دوي إطلاق نار بأسلحة الرشاشة كما سمع دوي انفجارات، كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من جهة تقاطع جولة النصر "كنتاكي" وسط صنعاء.
* بلغ عد الشهداء الذين تم قنص بعضهم من فوق الأسطح من قبل قوات الأمن 33 شهيدا، وأصيب 113 آخرين. وأعلن المستشفى الميداني بساحة التغيير أن كل الشهداء والجرحى من شباب الثورة الذين وصلوا منذ فجر اليوم إلى المستشفى أصيبوا برصاص قناصة متمركزين في قاع العلفي وشارع الكهرباء جنوب شرق الساحة.. مؤكدا سقوط "13" شهيداً وعشرات الجرحى، أثناء قصف ساحة التغيير وجولة النصر بقذائف الهاون والمدفعية، وبرصاص قناصة تابعين للنظام، بالإضافة على أكثر من "30" مصاباً.
* استشهد شخصان في المدخل الشرقي لساحة التغيير إثر استهداف مدخل الساحة بقذيفة "آر بي جي سفن" من قبل قوات النظام. وحسب مصادر ميدانية فإن شباب الثورة تمكنوا من ضبط عدد من القناصين بينهم "صوماليين" استعان بهم النظام في عمليات القتل بحق المتظاهرين السلميين.
* وكان شباب الثورة قد خرجوا في مسيرة حاشدة جابت عدداً من شوارع العاصمة تطالب بالحسم وتندد بجرائم عصابة عائلة صالح الإجرامية، بالإضافة إلى مرور المسيرة بالقرب من منطقة المواجهات في شارع الزبيري، حيث قامت قوات موالية للنظام بإطلاق نار كثيف على المسيرة من شارع الزراعة. وسقط شهيد وعدد من الجرحى برصاص قناصة كانوا يعتلون إحدى البنايات في شارع هائل تقاطع شارع عشرين.
الطفل أنس السعيدي
* أنس السعيدي هو أصغر شهداء الثورة اليمنية السلمية، من محافظة ريمة ويبلغ من العمر 10 أشهر فقط. قتل أنس صباح يوم الاثنين 19 سبتمبر 2011 من رصاصة قناص من الخلف إلى اليسار قليلًا لتخرج بعدها من جبهته. يقول والده "كنا في السيارة في شارع هائل (القريب من الاشتباكات). نزلت من السيارة لشراء بعض الأشياء، وتركت اثنين من أولادي في السيارة لؤي مع أنس. بعد فترة وجيزة من الزمن لاحظت لؤي يخرج من السيارة مذعورًا يتشبث بالناس، فلما وصلت إليه صرخ لؤي في وجهي: قتلوا أخي! قتلوا أخي! فنظرت إلى أنس في السيارة وصدمت من الموقف فأخرجت أنس من السيارة وسرت به في الشارع قائلاً: ولدي! ولدي! وكان الناس مذهولين من الموقف حتى صاح أحدهم وأخبرني أن أسعفه إلى المستشفى الميداني وكان قد فارق الحياة.
المصور حسن الوظاف
* في هذا اليوم أيضا، استشهد الزميل حسن يحي الوظاف، مصور الوكالة العربية للإعلام، حيث أطلق قناص النار على رأس الزميل الوظاف أثناء تصويره الشجاع للمجزرة، وبثت قناة الجزيرة في نفس الليلة لحظات استشهاده من خلال اللقطات التي قام بتصويرها وأوضحت لحظة السقوط وشهقة الموت التي أطلقها الشهيد مفارقا على إثرها الحياة.
اقتحام مقر الإصلاح
* وفي هذا اليوم أيضا اقتحم بلاطجة في شارع الزراعة مقر المكتب التنفيذي للإصلاح بأمانة العاصمة وقتلوا حارسه محمد أحمد يحيى سعد البحري، ونهبوا كل محتوياته..
* من بين الشهداء، الشهيد المعاق بشير غالب البريهي.
الفصل الثالث (الثلاثاء 20 سبتمبر)
* عاودت القوات التابعة للنظام قصفها ساحة التغيير بصنعاء، وجولة النصر بقذائف الهاون والمدفعية، ولم تنم ساحة التغيير كما لم تهدأ العاصمة من الانفجارات المتواصلة حتى بوغت المعتصمون فجر الثلاثاء بسقوط ثلاث قذائف هاون على الساحة بجولة القادسية، مخلفة 3 شهداء و7 جرحى ووصلت القذائف إلى مطعم القادسية ومكتبة خالد بن الوليد وإحدى البقالات المجاورة التي استشهد مالكها جمال محمد طاهر- إب، بداخلها.
* قتل تسعة أشخاص وجرح العشرات في هجوم بقذائف الهاون على ساحة التغيير اليوم الثلاثاء في ثالث يوم على التوالي يتعرض فيها المعتصمون لأعمال قتل وجرح المئات بينهم أطفال ومسنون.
* ووصل إلى المستشفى الميداني الساعة السادسة شهيد وخمسة جرحى أصيبوا بقذيفة سقطت بجوار الجامعة القديمة. وأفاد أن عدد الشهداء منذُ الأحد الفائت "83" شهيداً في أكبر مجزرة يرتكبها النظام من بداية التصعيد الثوري للثورة الشبابية السلمية.
* كما تجددت الاشتباكات بين الجيش المؤيد للثورة وبين قوات الحرس وقوات الأمن المركزي في شارع الزبيري، سقط خلالها قتلى وجرحى محاولة قوات النظام استعادة جولة كنتاكي التي توسع إليها شباب الثورة منذ يومين. وشهد فجر الثلاثاء قصفاً مدفعياً على مقر قيادة الفرقة. واستشهد 3 أشخاص في قصف صاروخي ومدفعي على أحياء سكنية داخل جامعة الإيمان وحي النهضة المجاوران للفرقة، وجرح آخرون في قصف عنيف في وقت متأخر من ليلة أمس الأول حتى فجر الثلاثاء.
* وتعرض منزلا اللواء علي محسن صالح، والشيخ حميد الأحمر في شارع الخمسين بمنطقة حدة بصنعاء، لأعنف قصف من قبل قوات الحرس بالمدفعية والدبابات من قبل عدة مواقع عسكرية تابعة للحرس والقوات الخاصة، ارتفع فيه عدد القتلى الثلاثاء إلى 26 قتيلاً بعد مقتل 13 شخصاً في منزل الشيخ حميد الأحمر.
* إلى ذلك أقامت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية السلمية ظهر الأربعاء 21/9 موكب تشييع حاشد حضره مئات الآلاف في شارع الستين ل 40 شهيدا سقطوا خلال المجازر التي ارتكبتها القوات الموالية لصالح خلال الأيام الثلاثة الماضية في صنعاء، وحملت نعوشهم وسط الحشود وقد لفت في أعلام اليمن في حين دوت أصوات الانفجارات بالقرب منهم، إلى مقبرة الشهداء بسواد حنش.
* ونقلت رويترز أن 9 جنود من الفرقة قتلوا، وأصيب الجنود بقذائف المورتر التي لم تصب مقر الفرقة فقط بل وصلت إلى ساحة التغيير، وأضافت أن عدد القتلى بلغ يوم 23/9 أكثر من مائة قتيل خلال 5 أيام من الاشتباكات بين القوات الموالية للثورة والموالية لنظام علي صالح وبرصاص قوات القناصة المتواجدين حول ساحة التغيير بصنعاء.
* نقلا عن صحيفة الناس
* صور من المجزرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.