تسببت عمليات "عاصفة الحزم" في كساد كبير في مبيعات الصحف اليومية اليمنية. عمليات طيران التحالف الخليجي العربي التي أسميت "عاصفة الحزم" بدأت بصورة مُباغتة منتصف ليلة الخميس، واستهدفت مواقع عسكرية واستراتيجية لجماعة الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، في العاصمة صنعاء وصعدة وعدن ولحج ومناطق أخرى. هذه العمليات العسكرية قلبت الأحداث والتطورات والموازين، إذ استيقظ سكان العاصمة صنعاء على وقع مختلف لم تتمكن الصحف اليومية المحلية من استيعابه أو تغطيته، لتبدو الأخبار والتقارير الرئيسية المنشورة في تلك الصحف قديمة وبعيدة عن الواقع أو مناقضة للواقع والوقائع على الأرض التي شهدت تغيرات جذرية بقعل تلك الضربات. الحاج سيف، مالك كشك "إقرأ" بشارع الرباط، وسط العاصمة، شكا من تدني كبير في مبيعات الصحف ليوم الخميس مقارنة بالأيام الأخرى. وتشهد المحافظات والمناطق الأخرى اضطرابات ومواجهات أمنية تسببت في عدم وصول الكميات المخصصة لها من الصحف وعدم تمكن إدارات الصحف من إرسالها في ظل قطع كثير من الطرق الرئيسية وتوقف شركات النقل عن العمل التي يتم إرسالها عبر تلك الشركات والمكاتب خصوصا إلى المحافظات البعيدة، فأغلب الصحف مقراتها في العاصمة صنعاء. إضافة إلى أن حالة الخوف التي أصابت سكان العاصمة وإعلان توقف الدراسة في مدارس وجامعات العاصمة وعزوف الموظفين عن الذهاب إلى مقرات عملهم وبقائهم في بيوتهم تسبب في شل للحركة، ولم يجد بائعو الصحف من يشتريها. مانشيتات بعيدة مانشيتات الصحف ركزت على مواضيع بعيدة عن الأحداث. فبينما كان العنوان الرئيسي لغلاف صحيفة "اليمن اليوم" التابعة لعائلة علي صالح، يتحدث عن تفاصيل هروب الرئيس عبدربه منصور هادي من مدينة عدن تحت عنوان (هادي في البارجة)، كانت المعلومات والتصريحات الرئاسية تؤكد أن الرئيس هادي لا يزال في مدينة عدن. الصحيفة في صفحتها الأولى تحدثت عن سقوط قاعدة العند الجوية، أكبر القواعد الجوية اليمنية، واعتقال قياداته، في وقت كانت القوات واللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي قد استعادت القاعدة. غلاف يومية "الشارع" تحدث عن "تقديم سريع نحو عدن" تحدث عن تقدم قوات صالح والحوثيين نحو مدينة عدن. خطاب مختلف غلاف يومية "أخبار اليوم" أورد مانشيتات وعناوين مختلفة، بينها: الجيش وأنصارالله يسيطرون على العند ويتقدمون باتجاه الحوطة. وكان لافتا أن تسمي الصحيفة جماعة الحوثيين "أنصار الله" على غير العادة. الصحيفة أوردت تصريحا لوزير المالية الأسبق الدكتور سيف العسلي، تحت عنوان (العسلي: ما حققه الجيش انتصار لليمنيين شمالا وجنوبا) في إشارة إلى القوات التابعة لصالح والحوثيين. هذا التحول في خطاب "أخبار اليوم" التي تحتل جماعة الحوثي مقرها في صنعاء وصادرت مطبعتها، جاء غداة اتخاذ هيئة تحرير الصحيفة قرارا بإزاحة رئيس مجلس الإدارة سيف الحاضري، من منصبه رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة الشموع صاحب الامتياز وتعيين رئيس التحرير ابراهيم مجاهد بدلا عنه، وأقرت الهيئة إجراء بعض التغييرات في السياسة التحريرية على خلفية المستجدات الجارية في البلاد. وفقا لما ذكر مدير تحريرها إياد البحيري، على صفحته في فيس بوك. سباق على مطبعة وحيدة غلاف يومية "المصدر" جاء مختلفا عن بقية الصحيفة. تمكنت الصحيفة من نشر خبرا قصيرا حول القصف الجوي في رأس صفحتها الأولى تحت عنوان (مقاتلات سعودية تدمر أربع طائرات بقاعدة الديلمي.. الخليج يدخل الحرب إنقاذا لهادي ويدمر قدرات الحوثيين بصنعاء). حيث تمكنت إدارة الصحيفة من تجميد النسخة الأولى التي أرسلتها إلى الطباعة، وأعادت إرسال نسخة مختلفة للطباعة. تعاني معظم الصحف اليومية اليمنية من عدم امتلاكها مطابع خاصة، وتتسابق صحيفتين يوميتين على مطبعة خاصة واحدة والتأخير في الوصول يعد مصيريا لديها، إضافة إلى أن الصحف الأسبوعية تزاحم نظيراتها اليومية على ذات المطبعة.