بحثتُ عن "بيان الإصلاح" الأخير في مواقعه الإلكترونية أو فضائياته لأقرأه بدِقَّة وموضوعية وواقعية ، لكني اكتشفتُ إن جميع مواقعه وقنواته قد أغلقها تحالف صالح-الحوثي. فأردتُ أن أتواصل مع قيادات الإصلاح ، فوجدتُ أغلبيتهم بين "مُحَاصَرٍ" في بيته أو "مُشَرَّد" منه فلجأت إلى قيادات المشترك والأحزاب الوطنية ، ففوجئتُ بأن أغلبها هارب "خارج اليمن"! فقلتُ أستعين بالنائبعبدالعزيز جباري ، فقيل لي بأن بيته قد اقتحمها الحوثيون واختطفوا نجليه وطردوا النساء والأطفال منه ، وتمركزوا فيه ! حملة الشعواء على "بيان الإصلاح" هدفها صرف أنظار الإعلام والحقوقيين وفئات الشعب اليمني عن الانتهاكات وجرائم القتل والتدمير التي يرتكبها تحالف "صالح-الحوثي" في عدن والضالع ولحج ، فقد بلغ عدد من قتلتهم ميليشيا "صالح-الحوثي" في عدن فقط أكثر من 150 مدني وآلاف الجرحى. لكنَّ حملتهم هذه ضد "بيان الإصلاح" ذكَّرتني بقصة ذاك الفقير الطَّفران الذي رآه أحدهم يأكل بيده "اليُسْرى" فقال له: كُلْ بيمينك حتى لا يأكل الشيطانُ معك. فضحك الفقير الطَّفران وقال: ما أغبى هذا الشيطان الذي سيأكل معي كِسْرَة خُبْزٍ جافة ، ويترك زبائن مطاعم الشيباني والراسني والربَّاش الذين يأكلون الأثوار والخِرفان والتيوس والأسماك والسَّمن والعسل(!) [وأضاف الراوي: فضحك الرجلان، وبكى الشيطان، وأكل معهما ههههه] قال المُحَقِّق: هذه زيادة مُنْكَرَة وضعها أقارب الشيطان. وهؤلاء المزايدون يُخَوِّفونا من "التاريخ" وسِجِلِّه ، الذي سيُدَوِّن عن "بيان" سياسي مكتوب بِحِبْرٍ على ورقة ، وسينسى هذا التاريخ "الغبي" جرائم من قتلوا الألاف من شعب وجنود وضباط جيش وأمن ، وفجَّروا البيوت والمساجد ودور القرآن الكريم ، ونهبوا المؤسسات والمخازن والمستودعات ، ودمَّروا بُنْيَة دولة ، واعتقلوا المئات ، وكمموا أفواه الإعلام ، ونهبوا الملايين ، وغزوا المحافظات ، واحتلوا المُدن ، وقتلوا أهالي عدن والضالع وأبين وغيرها ، وأحرقوا بيوتهم وقتلوا شبابهم. سينسى هذا التاريخ "الغبي" من عطَّلوا حلول التوافق ، وألغوا مخرجات الحوار ، وسدُّوا جميع منافذ الإنقاذ الوطني ، ووقفوا ضد أحلام شعبٍ ينشد التغيير والنهضة والتعايش والشراكة. سينسى هذا التاريخ "الغبي" من رهنوا اليمن ، ونفخوا في نعرات الطائفية وفِتنها ، واسْتَجَرُّوا تُرَّاهات التاريخ وصراعاته ، ومَزَّقوا نسيج اليمنيين ووحدتهم ، و.. سينسى هذا التاريخ "الغبي" من تحالف مع الفساد والمفسدين ، وتجاهل نهب 60 مليار ، ووضع يده بيد من ضيَّع اليمن واليمنيين 33 عاماً. هذا التاريخ غبيٌّ جداً ، ومن ثَمَّ لا يبالي به أحد. من صفحته بالفيس بوك*