خرج «أنصار الشريعة» من ولاية «وقار»، ودخل «الجيش اليمني» مدينة «جعار»، تتغير الأسماء والأمكنة واحدة، في معركة لاتقبل القسمة على اثنين. وقار هو الاسم الذي ابتدعه أنصار الشريعة حسب تسميتهم، فيما اسمها الأصل هو زنجبار والذي ظل يلازم ذكر محافظة أبين الواقعة جنوب اليمن، ولم يتمكن أحد من نسيان اسم زنجبار أو استبداله باستثناء بيانات "أنصار الشريعة". اليوم الثلاثاء تمكن الجيش اليمني من دحر القاعدة من محافظة أبين ولاحقها إلى البحر حسب الأنباء الواردة تباعاً من محافظة أبين، وحسبما أكدته مصادر محلية وعسكرية على السواء" فإن الجيش قد حرر مدينة زنجبار بعد تطهيره مدينة جعار، كما بدأ عمليات إزالة واسعة للألغام والعبوات الناسفة التي زرعها أنصار الشريعة. الأنباء مبشرة خصوصاً أن من يسمون «أنصار الشرعية» قد أظهروا صحة ذلك، وهم دائماً ما ينفون عند تأكيدات الجيش اليمني بتوجيه ضربات موجعة عليهم. فلأول مرة يتحدث مصدر إعلامي بأنصار الشريعة (قبل ست ساعات فقط) أن انسحاب من أسماهم ب«المجاهدين» جاء حقنا لدماء المسلمين خاصة في إمارة «وقار» خوفا من تكرار قوات نظام صنعاء قصفها بعنف كما حدث طوال العام الماضي. وبحسب الخبر المنشور في موقع مدد التابع للقاعدة فإن المصدر أشار أن المجاهدين انسحبوا من وقار قبل أن تصل إليها قوات النظام, نافيا من جانب آخر الأنباء التي ترددت بشأن انسحاب المجاهدين من المدينة بعد معارك عنيفة. القاعدة بين عهدين.! بعد مُدةً ليست بالقصيرة تمكن الجيش اليمني من تحقيق نصر ملحوظ على أنصار الشريعة. وبعد سلسلة من «الخيانات» التي تعرض لها الجيش اليمني في وقت سابق من قبل بعض القيادات التي كانت على اطلاع بتفاصيل «المنطقة الجنوبية»، إلا أن نشوة النصر التي حققها الجيش اليوم الثلاثاء لايمكن استلابها منه بتاتاً. منذ مايقارب من سنة كاملة والجيش يحارب في أبين، وقبلها سنوات كاملة وصالح في مد وجزر لمحاربة الإرهاب. وما تجدر الإشارة إليه هي المقارنة بين (على سبيل المثال لا أكثر) بين الضربات الجوية التي كان ينفذها الطيران اليمني والطلعات الجوية للطيران الأمريكي في عهد صالح أو مثيلاتها في عهد هادي. خلال الأربعة الأشهر الأخيرة تمكنت الطلعات الجوية من استهداف كثير من القيادات في تنظيم القاعدة ليس آخرها "فهد القصع" أحد أهم عشرة مطلوبين للإدارة الأمريكية. وفي المقابل لم يستطع الطيران في عهد صالح من استهداف قيادات القاعدة على هذا النحو «الآونة الأخيرة». «السيوف الذهبية» في مواجهة «الذئب المنفرد» بعد استعادة قوات الجيش لمدينتي زنجبار وجعار اليوم الثلاثاء لم يبتهج قادة الجيش اليمني بالنصر الذي حققته في جنوب البلاد وبادرت بالتأكيد على بداية الجيش بتطهير المناطق من «بقايا القاعدة»، حيث أعلنت وزارة الدفاع أنها بدأت بتنفيذ عملية أطلقت عليها «السيوف الذهبية» في محافظة أبين لطرد الإرهابيين بتسمية وزارة الدفاع أو أنصار الشريعة من بعض المناطق التي لايزالون متمركزين فيها. وفي المقابل تحدث مصدر في تنظيم القاعدة بما يشبه الرد على وزارة الدفاع" بأنهم أي أنصار الشريعة سينتقلون إلى عملية (الذئب المنفرد) «مضيفا»: "أصبح كل العملاء في حكومة الوفاق أهدافا عسكرية لمقاتلينا". وحسب ماقاله المصدر القاعدي في تصريح نشره «عدن أون لاين الأخباري» فإن طبيعة عملية (الذئب المنفرد) تقوم على حرب العصابات: (يقوم جهادنا وعملنا العسكري على حرب العصابات وبإمكان الواحد من مقاتلينا أخذ حزامه الناسف –مثلا- والدخول إليكم في مقر الصحيفة وتفجيركم وإخراسكم إلى الأبد لأنكم أبواق لعملاء الأمريكان). حسب ما نقله عدن أون لاين عن مصدر في تنظيم القاعدة. والواضح أن "أنصار الشريعة" قد تلقوا ضربة موجعة لا انسحاباً، فوفقاً لتسمية عمليتهم المقبلة ب «الذئب المنفرد» يُستدل "تلقيهم ضربة فرقت الجماعة"، وأن الذئب الجريح بحكم المنتحر، بينما الجيش اليمني دخل مرحلة جديدة وبمعنويات مرتفعة ليخوض عملية «السيوف الذهبية» المُراد منها تطهير المناطق من أنصار الشريعة. قد ينتحر الذئب طمعاً في الجنة ويأخذ معه السيوف، وقد تتهاوى السيوف الذهبية على الذئب درءاً من عواقب انتحاره. فالجانبان يعملان على تغيير استراتيجية المعركة، وإعادة تكتكة الخطط بما يحتاجانه.