لقد عاش الرئيس المخلوع حياة مليئة بالمراوغة والنفاق ونقض المواعيد والعهود والكذب والزور لا يلتزم بشيء ولا يستقر على حال ولا يفي بمواعد ولا ينفذ عهد. الأصل عنده الكذب والنقض والفجور، يتعامل مع اللحظة فإذا انتهت كأنها لم تكن وكأنه لم يقل ولم يلتزم، عمل هذا مع كل من تعامل معه من أفراد وجماعات وأحزاب ومشائخ وعلماء ووزراء.. الخ. لقد مرت عليه فرص كان يستطيع أن يجعل من اليمن خلالها بلدا متقدما ومتحضرا، مرت فرص سياسية واقتصادية واجتماعية يستطيع من خلالها أن ينهض باليمن وبشعبه ولكن أضاعها جميعا لأنه يبحث عن مشروعه الخاص وعن إرضاء ذاته من خلال من قربهم من المنافقين الذين يقولون له أنت القائد الرمز صانع المنجزات والمعجزات الذي أتى بما لم تأتي به الأوائل، فعاش في سكرة الوهم ووهم العظمة والمنجزات العظيمة وعمى البصر والبصيرة (لعمرك إنهم في سكرتهم يعمهون). حتى أصبح شعاره (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) وخيل إليه بأنه صانع المجد والحضارة والتنمية لليمن الجديد وأنه وصل إلى ذلك بذكائه وحنكته وقوته (إنما أوتيته على علم عندي) فهو كل شيء والشعب لا شيء، حتى خرج في خطاباته على الشعب قائلا: (فلتشربوا من ماء البحر...) وأن الشعب اليمني متخلف لا يفهم الديمقراطية، والمعارضة عاجزة عن الحكم، وهو الذي يحكم على رؤوس الثعابين حتى صدق مقولة (قبلك عدم وبعدك ندم)، ونحن نقول له «كان قبلك تقدم ورخاء وبعدك ازدهار ورفاه بإذن الله تعالى». وفي 2006 خرج بمسرحية هزلية أنه لا يريد الحكم ولن يرشح نفسه ولكن كعادته عاد إلى غيه تحت ضغط الشعب كما زعم ولو فعلها لكان عظيما مع شعبه وفي التاريخ ففوت على نفسه هذه الفرصة الذهبية ولعل أعماله الفاسدة وممارسته الخاطئة أحاطت به (فأحاطت به خطيئته). ودخل في حوار مع المعارضة واتفاقيات في 2006م وما بعدها ولكن كان ينقضها قبل أن يجف مدادها، وكان هاجس التوريث يقوده إلى حتفه، فبنى أسرته ومكنهم من الجيش والأمن وسخر كل الإمكانيات لذلك ونسي شعبه وظن بذلك أنه يستطيع قهر الشعب وحكمه بالقوة مستخفا بذلك هذا الشعب العظيم الذي رفض طاعته وحارب فساده وفجر ثورته في 11 فبراير 2011 بعد أن حول المخلوع البلاد كلها إلى مشروع صغير للعائلة فأصبحت كلها مشاريع العائلة مسجد الصالح وجمعية الصالح ومساكن الصالح... الخ وظن بذلك أنه امتلك كل شيء وأن الشعب المغلوب على أمره لن يثور وظهر رأس النفاق والفتنه ليعلن قلع العداد وأن المخلوع رئيس مدى الحياة، وظن أنه سيحكم وسيورث الحكم من بعده وجاءه أمر الله من حيث لم يحتسب جاءه هذا الشعب العظيم الذي سخر منه بثورته العظيمة تحت شعار الشعب يريد إسقاط النظام وكلمة الحق (ارحل) فقال الطاغية الظالم المستبد (يرحل من يرحل) ولكن في خطابه الأخير عرف من يرحل وجاء بخطابه البائس المتهدج جاء باكيا يريد استعطاف شعب الثعابين كما كان يقول لكن قد أضاع الفرص كلها وكما قال المثل (الصيف ضيعت اللبن) ويقال له ما قيل لأحد ملوك الأندلس (ضيعت ملكا واليوم تبكي عليه كما تبكي النساء) اليوم الشعب اليمني هو صاحب القرار وهو مصدر السلطات هذا الشعب الذي صبر عليك 33 عاما اليوم يخرجك من الحكم ومن اليمن ذليلا صاغرا مطرودا، وقد فعل ذلك بثورة عظيمة توجها بانتخابات 21 فبراير التي كانت استفتاء عاما على خلعك وعلى التغيير والإتيان برئيس جديد يقود اليمن نحو البناء والازدهار والاستقرار بإذن الله تعالى.. الثورة مستمرة ولتذهب أيها الطاغية الظالم إلى مزبلة التاريخ (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).