الكشف عن ترتيبات أمريكية مؤلمة للحكومة الشرعية وقاسية على القضية الجنوبية    هل تتجه المنطقة نحو تصعيد عسكري جديد؟ كاتب صحفي يكشف ان اليمن مفتاح اللغز    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    نجل قيادي حوثي يعتدي على مواطن في إب ويحاول ابتزازه    "الوية العمالقة" تُحذّر الحوثيين: لا عبث مع القبائل اليمنية!    محمد علي الحوثي: "غادري يا ميسون فهو الأفضل لش".. بمن يتغزل "الطبل"؟    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    مليشيا الحوثي تواصل اختطاف خبيرين تربويين والحكومة تندد    تطور مفاجئ.. فريق سعودي يقدم عرضا ضخما لضم مبابي    صيد ثمين بقبضة القوات الأمنية في تعز.. وإفشال مخطط إيراني خطير    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وداعاً للروتين.. مرحباً بالراحة: بطاقة ذكية تُسهل معاملات موظفي وزارة العدل!    بريطانيا تخصص 139 مليون جنيه استرليني لتمويل المساعدات الإنسانية في اليمن مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استعدادا لمواجهة البحرين.. المنتخب الوطني الأول يبدأ معسكره الداخلي في سيئون    يوفنتوس مصمم على التعاقد مع ريكاردو كالافيوري    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    العليمي يصل المنامة للمشاركة في القمة العربية    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    كلوب يسخر من واقعة المشادة مع صلاح    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    نيمار يتصدر معدل صناعة الفرص في الدوري السعودي رغم غيابه! (فيديو)    وزيرا المياه والصحة يبحثان مع البنك الدولي تمويل إضافي ب50 مليون دولار لمشروع رأس المال البشري مميز    الخطر الحقيقي على الجنوب وقضيته يكمن في معاشيق    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    «البلسم»تختتم حملتها الطبية في اليمن وتنجح في إجراء 251 عملية قلب مفتوح وقسطرة تداخلية للكبار والأطفال    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    الرئيس الزُبيدي يقرر إعادة تشكيل تنفيذية انتقالي شبوة    عار على الجنوب وقيادته ما يمارسه الوغد رشاد كلفوت العليمي    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    عدن تنتفض ضد انقطاع الكهرباء... وموتى الحر يزدادون    الذهب يرتفع قبل بيانات التضخم الأمريكية    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    ما معنى الانفصال:    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ألف سلامات ياتعز!
نشر في الأهالي نت يوم 12 - 11 - 2012


قبل الكلام:
" ليس من حق وزير أن يشكو , فلا أحد أجبره أن يكون وزيراً "
* شارل ديغول
بعد أيام قليلة من صدور القرار الجمهوري بتعيين الأخ/ شوقي أحمد هائل .. محافظاً لمحافظة تعز .. أمسكت بالقلم لأكتب "شوقي إليك .. يا خوفي عليك يا تعز..!!" نشرته صحيفة "الجمهورية" في عددها (15485) الصادر بتاريخ 1 مايو 2012م.. وأنا أكتب تلك المادة كان عداد مشاعري "مخروطاً" يرتفع لأعلاه ثم يهبط إلى أدنى مستوياته.. لكن التفاؤل والأمل يبقى غالباً.. لا مغلوباً, والله غالب على أمره.
تعز .. لحظتها لحظة التعيين في وضع لا تحسد عليه .. قريباً من لحظتنا!!
بتعبيركم أنتم "حالتها حالة" لم تفق بعد من حالة الغيبوبة التي دخلتها بسبب الحرب المفتوحة والمجنونة والجبانة التي أُقحمت فيها .. ولا يزال دخانها يصَّاعد للسماء.
تفاءل الكثيرون بهذا التعيين واعتبروه "ضربة معلم" .. ضربة احترافية .. بامتياز.. "المعلم" عبد ربه منصور هادي.. يعنون.
مثلما اعتبروا بما يشبه الإجماع قبول "مجموعة هائل سعيد أنعم" بتسلم زمام المحافظة في هذا الظرف الاستثنائي .. في هذه المحافظة الاستثنائية.. مهمة بطولية انتحارية .. بتفوق.
فتعز .. على ما هي عليه لن يلملم شتاتها ويضمد جراحها ويوقف نزيف دمها سوى شخص بذات مواصفات "المجموعة".. المجموعة التي تحظى بحب الداخل بما يشبه الإجماع الوطني.. وباطمئنان الخارج الإقليمي والدولي بما يشبه المباركة.
هي "مغامرة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى, ويصحُّ أن نقول أيضاً "مقامرة" للمجموعة.. نعني.
وتعز .. بالنسبة للمجموعة مخزنها وخزانتها .. مستقرها ومستودعها .. وزيتنا في دقيقنا (!!) إن "حسبتها صح" وأحاطتها بكامل اهتمامها وبجميع عنايتها ربما كانت تعز "البوابة الرسمية" لاستلام كامل الحكومة.. وإن كان غير ذلك فالانسحاب الهادئ, والعود إلى مرابع الصمت بأقل الخسائر.. وممارسة ذات العادة "عادة أكل الثوم بأفواه الغير" أو طلب "ثوم".. بدون ريحة (وارد تنكة بلاد النامس).. والعود على كل حال أحمد .. ويا دار ما دخلك شر.
وأياً ما تكون نسبة التفاؤل أو التشاؤم أو "التشاؤل" فإن الواقع يصدق ذلك أو يكذبه فقد ذهب البعض "شاطحاً" بخياله في تحويل تعز إلى "دبي" أو "اسطنبول" أو "طوكيو" وتحويل "شوقي" إلى "مهاتير" أو "أردوغان".. بينما كانت الصورة لدى البعض الآخر غاية في القتامة والضبابية.. ولكل وجهة هو موليها.
من حق كل أحد أن يعبر بما يشاء.. متى يشاء فالتعبير ليس عليه ضرائب ولا جمارك ولا حق ابن هادي.. وبخاصة إذا كان من التعبير الطائرة التي تفرقع في الأجواء.. ثم تتلاشى.. كأن لم يكن!!
شخصياً كنت ولم أزل مقتراً حد البخل في التوسع بالأماني والأحلام لذلك كنت واقعياً صرفاً وأنا أختم مقالتي سالفة الذكر بالجملة الأخيرة قائلاً: "نحن لا نطلب منك شوقي أقصد المستحيل, إن لم نجد شيئاً يتحقق على أرض الواقع, فأقله أن نجدك كما أنت نموذجاً وصادقاً وابناً من أبناء هذه المدينة الرائعة.. باراً بها رحيماً بأهلها الطيبين والمتعبين.. هل ترانا نطلب المستحيل..!!".
وكان مقالي إن كنتم تقرأون يتنبأ بمثل هكذا حال.. ويقترب من التوصيف الواقعي ,, حد التشابه.
بالتأكيد ما يزال في الوقت متسع لإنتاج تقييم حقيقي للفترة السابقة من "عُمر" شوقي. محافظاً.. ستة أشهر ليست كافية لإعطاء حكم كهذا..
لكنه وقت كافي لرسم مؤشرات تمكن الراصد والمتابع أن يحوم حول حمى هذا الحكم.
وبالعموم.. فثمة ملاحظات لوحظت على مستوى المحافظة في أداء المحافظ.. نختار أهمها في ثلاث ملاحظات:
وأهم الثلاث .. إطلاقاً.. هو "تجمد" واقع تعز وثباته على الحال السابق, عدا تغيير المحافظ إزاحة "حمود خالد الصوفي" وتعيين "شوقي أحمد هائل" عدا ذلك فالحال على ما هو عليه لم يتزحزح قيد أنملة شخوصاً وأداء لكأنه ما حصلت ثورة سمع بها العالم كله.. وصارت حديث المقايل والمنتديات والفضاءات.. بل لكأنه لم يكن ثمة دماء وشهداء.. جرحى ومعاقين.. مختطفين ومعتقلين.. ضحايا ومعذبين.. أرامل وأيتام .. و .. و ... الخ
لا تفتحوا أفواهكم شدهين.. ذاهلين , هل تراني أخطأت التعبير وقلت ما لا يصحُّ أ ن يقال..
نعم .. اتفق المختلفون واجتمع المتناقضون على اسم "شوقي" أقصد المجموعة التي قدمت شوقي على الرغم من أن شوقي لم يكن مدفوعاً من وسط الساحات ومن معمعة المعارك والمواجهات.. أكثر من ذلك فإن شوقي وفق كثير من القراءات مزاجه لم يكن ثورياً صرفاً.. وهذا حقه !! (مش حقنا)
الشاهد هنا.. أن هذا التعيين وما رافقه من حفاوة شعبية كبيرة كان حرياً به أن يحظى بشيء من "الجمالة" بالتعبير البلدي.. لدى شوقي يُقربه من الساحة التي صنعت هذا التحول.. أن يبادل الوفاء بالوفاء تطييباً لتلك الأرواح الطاهرة التي ارتقت لباريها وهي تخوض هذا التحول.. واسترضاءً لحملة النياشين من الجرحى والمعوقين.. من الأيتام والأرامل الذين فقدوا أعز وأغلى ما يملكون.
كان حرياً بابن تعز شوقي أحمد هائل أن يبادر بأخذ "قرارات حاسمة" توقف القاتل وتنتصر للمقتول.. وتحفظ لتعز.. حق الحياة وحق الحب.. هذا موقف طبيعي في الأوقات الطبيعية.. فكيف بنا والحال حال ثورة عارمة قلعت الرأس الأكبر.. ثم هي تمارس اللين والمداورة مع الأذرع والأطراف
أخذ مثل هذه القرارات بصفة الحسم والاستعجال بتنحية لا أقول معاقبة القتلة والمجرمين.. الفاسدين وناهبي المال العام.
أعني هنا .. ما تعنون "المتصدرين" لأهم المواقع الرسمية في تعز.. مدنية وعسكرية.. على السواء.. ممن يزاحمون "شوقي" بالمناكب والمواكب.. وما زالت أشداقهم القذرة ينسكب من خلالها دمنا وأشلاؤنا.
لقد سبق وهمستُ في أُذن شوقي "همسة" لو سمعها واستمع لها لقطعت بنا أشواطاً.. وأخرجتنا من هذا النفق.. الذي لا نزال نراوح فيه.
قلت له هامساً أن يتخفف من "السلف غير الصالح".. أن يجهد في تكوين فريق عمل "نظيف".. مش بالضرورة "جديد لانج".. المهم "مستعمل نظيف" بلغة أصحاب الورش.. ومحلات التشليح.. "مستعمل نظيف" يفي بالغرض.. وزيادة!!
المحافظة ديوان المحافظة وعموم المحافظة فيها الوطنيون والشرفاء.. مَن قلبهم على تعز.. "حباً" لا "طمعاً" .. "ولاءاً" .. لا "استيلاءاً".. وهم خليط من جميع أطياف تعز.. من المستقلين والحزبيين.. من السياسيين والمهنيين.. من الرجال والنساء.. من الشباب ومن غير الشباب.
يا سيدي المحافظ: من يريد أن يلعب ويكسب عليه أن يسوي الميدان أولاً.. ثم يكون الفريق الواحد الموحد.. ثم يضع اللوائح والأنظمة قبالة عينيه.. ويرسم خطة اللعب وخارطة المستطيل.. وبعدييييييييين.. يلعب, اللعب "الهوشلي" ما يجيب نتيجة وأنت سيد الرياضيين وإن جاب نتيجة.. تجي نتيجة "خيبة".. بما يشبه خيبتنا.. الساعة الحق أقول.. أن الثورة والروح الثورية.. وأن شباب الثورة كانت "روحهم الرياضية" أعلى.. وأعلى.. وأعلى من كل التوقعات.. وهاتوا الحسابة!!
نزلوا على المبادرة الخليجية.. المطبوخة في مطابخ النظام السابق.. والتي كانت افتئاتاً على ثورتهم النبيلة وجميل تضحياتهم الجليلة.. ثم هم ارتضوا أن يكون نائب الرئيس في النظام السابق ونائب رئيس المؤتمر "الأمين العام" هو "رئيسهم الانتقالي".. ورضوا أن يقاسمهم من قتلهم وسفك دمهم في نصف كلا في أكثر من نصف "حكومة الوفاق الوطني".. بإضافة أعضاء المؤتمر المستقيلين من المؤتمر والحسابة بتحسب!! ثم هم رضوا أن يدير شؤونهم "الانتقالية" ذات الكادر الحكومي "المؤتمري" حتى النخاع.. من درجة نائب وزير حتى درجة مستخدم ونسبتهم تفوق ال(80%) عداكم عن المحافظين ونوابهم ووكلائهم وعن السلك الدبلوماسي.. ثم السلك العسكري والأمني.
ولماذا نذهب بعيداً.. فأنت أخي المحافظ أحد أعضاء الحزب الحاكم.. ومش أي عضو .. ومش أيّ .. أيّ .. يعني (!!)
ومع أنك كذلك.. والحال كله كذلك, فإن هؤلاء الثوار الذين لا يزالون هناك في الشوارع والساحات يفترشون الأرض ويلتحفون المظالم والعذابات لم يرفعوا ولا "نخس" واحد.. ضداً على منافسيهم وخصومهم التقليديين ثأرهم وثورتهم حصراً وقصراً ضد الطغاة والبغاة.. ضد القتلة والمجرمين والبلاطجة ممن ما زالوا في أعلى المواقع وارفع المناصب.. و"يشخطون وينخطون".. ولا على بالهم (!!!)
تلك ملاحظة الناس الأولى من "عُمْرْ" محافظ محافظة تعز الأستاذ/ شوقي أحمد هائل بقاء الحال على ما هو عليه.. كما تركه "البلطجي الأكبر".
أما عن ثاني الملاحظات.. التي لاحظها البعض فهي أن الأستاذ/ شوقي أحمد هائل بعد تعيينه محافظاً لمحافظة تعز وبدلاً من أن ينتقل "بشخصه" من المجموعة متفرغاً لعمله الجديد "جرَّ" المحافظة إلى المجموعة.. حتى بدا للبادي أن المحافظة صارت واحدة من شركات المجموعة.. تدار بعقل "التاجر" لا بحس "المسؤول" (أظنه جراً غير متقصداً.. وليس ذا بعد تجاري مصلحي).
بالطبع .. أوضاع "المجموعة" يتمنى الواحد أن ينظرها في وزاراتنا وفي إداراتنا وفي مؤسساتنا.. وفي جمعياتنا.. وفي أحزابنا.. لا نختلف..
التقاليد الإدارية والانضباطية العالية والأعراف المحترمة كلها عناوين تشير إلى تلك "المجموعة" المحترمة.. أي نعم .. وألف نعم نتمنى أن تصير المحافظة كالمجموعة.. ولسنا نتمنى العكس (!!) "لكن" أقوس هذه "اللكن" وأضع تحتها خطوط وخطوط .. يتوجب هنا التفريق بين مجموعة تجارية ربحية هدفها والغاية أن ترفع أسهمها وأن تراكم رصيدها.. وأن تخوض حرباً دون ذلك.. وبين جهة حكومية رسمية خدمية همها أن تقوم على خدمة المواطن وتقديم النفع له, وحل المشكلات التي تحول دون راحته.. أو هكذا ينبغي أن تكون.. بعيداً عن حسابات الربح والخسارة.. التفريق واجب بين هذا وبين ذاك.
وكما أن للمجموعة أعرافها وتقاليدها .. نظمها ولوائحها فكذلك الحال في المحافظة.
المشكلة إن كنتم لا تذكرون ليست في القوانين المنظمة وفي اللوائح الصارمة فهذه حضورها يفوق حضور الهم والحَزَن في حياتنا.. مشكلتنا في مدى تنزيل تلك القوانين والأنظمة.. في إعطائها "مصل" الحياة كي تتحول من مصفوفات جامدة إلى أفعال وممارسات وتطبيقات حياتية..
نفتقد النموذج .. نحن , نحتاج القدوة والممارسة.
حدثتني إحداهن عن "مغامرة" دخول المحافظة .. تريد مكتب المحافظ, قالت: "دون ذلك خرط القتاد" مررتُ تقول والعهدة على ما تقول في أربع بوابات حتى الوصول إلى مكتب .. مدير مكتب المحافظ .. خلي بالك مش المحافظ , أما الدخول على المحافظ وتكحيل العين بمرآه فهذه من رابع المستحيلات.. وكل محاولاتي لا زالت تقول باءت جميعها بالفشل (بلا مؤاخذة .. يعني) المذكورة أعلاه وآخذه موعد مسبق.. يااااالطييييف!!.
هذا "كوم".. أما "الكوم" الذي "يفطر القلب" بجد فتلك الإجابة المكررة التي يتلقاها "المراجعون" على بوابة مدير مكتب المحافظ.. هكذا "روح المجموعة" أو "راجع المجموعة" أو "قدم ملفك للمجموعة" أو "هذا مش عندنا.. هذا في المجموعة" أو " .. أو .. وأنتَ يا وليد يا حبوب ليش ما تخطفش رجلك وتروحلك المجموعة.. تجلسلك في المجموعة بدل هذي الشغلة الفارغة.
هذا "الكوم" الأخير سمعته شخصياً وأنا برسم الانتظار لزيارتين مختلفتين للمحافظة.. وكان ملفي المطروح نموذج لتلك الإجابة وهذا الكلام بذمتي وعلى مسؤوليتي.
أعود .. فأقول أنه يجب إعادة النظر في هذه الملاحظة .. وهي ملاحظة جوهرية.. حتى لو لم يلحظها المحافظ ومن يشتغلون مع المحافظ بحكم ما يسمى ب"الألفة الغافلة" غير أن "الناقد بصير".. والأبعدون ينظرون الصورة بشكل أوضح.. وأكبر ممن هم في داخل الإطار!!.
الفصل بين "المجموعة" وبين "المحافظة".. أن يأخذ شوقي "إجازة مفتوحة" من المجموعة.. وأن يجهد قليلاً.. أو كثيراً في الغوص في أعماق المحافظة وأن يتعمق في دهاليزها وأن يقرأ كل ذلك بعين المحافظة لا بعين المجموعة, وأن يعالج المشكلات بعلاج المحافظة.. لا بعلاج المجموعة.. وأن يكتشف القدرات والمواهب المدفونة في المحافظة, عوضاً عن اجتلاب آخرين من خارج المحافظة.
أحسب هنا .. أن محافظة بحجم تعز .. ارضاً وإنساناً .. مكانةً وتأثيراً .. تحتاج لرأس كبير .. لعقل كبير .. لقلب كبير .. يحيطها بحب .. بحنان .. بمسؤولية.
وأنا لا أزال أراهن على الأستاذ/ شوقي أحمد هائل .. ورهاني أكبر على "المجموعة" وبلاش واحد "ينكع" ويسوي "شوية مزايدة".. ويقول "شوقي ليس في حاجة لوظيفة محافظ.. كما أنه ليس له راتب.. وأنه يصرف من جيبه.. وأنه .. وأنه .. وكلام كثير.. وكبير.. وعلى عيني ورأسي كل الكلام "المليح" .. اللي فوق ..
بس سامحوني .. ما أعرفه أن "شوقي" صدر بتعيينه "قرار جمهوري" يعني هو صار "موظف حكومي عام".. بدرجة وظيفية.. براتب معلوم.. وهو أعني العزيز شوقي يسري عليه وظيفياً ما يسري على سواه وفق قانون الخدمة المدنية.. ورأسه برأس أي موظف.. وبعدين "تُقُلِّي" مش "حسه" بالراتب.. مش حِسُّه بالوظيفة.. هذه مسألة شخصية تخصُ "مزاج" الرجل .. ولا تعني المواطن العادي من قريب ولا من بعيد.. المسألة التي تعني المواطن فيما يخص الرجل الأول في محافظته أن يقول بملء فيه للمجموعة التي أتى منها "باي .. باي .. مجموعة" ويقول على نفس الزرة "يا هلا .. بالسلا .. وحي على خير العمل".
سيدي المحافظ .. أنت رب محافظتك حتى إشعار آخر وللمجموعة ربٌ يحميها .. انتبه .. يا حبوب
ثالثة الملاحظات فيما يخص تناولتنا هنا .. هو الاختلال الذي نظره الناس في أولويات احتياجات المحافظة.
فمثلاً .. الأمن الأولوية التي تتقدم كل الأولويات.. ما زال "رهينة" لدى "أم الصبيان".. عشرات "الصبيان" أولاد أم الصبيان.. ممن يتمنطقون السلاح الآلي بأنواعه وأشكاله هؤلاء ما زالوا يذرعون حارات المدينة وأزقتها.. "ملثمين ومكشوفين" جيئة وروحة.. يزرعون الفزع والرعب.. ويمارسون القتل جهاراً نهاراً.. وعلى "روحك" يا مواطن (!!) أما "الرصاص المصوب" فهو السيمفونية التي يستمع لها المواطن.. بدون انقطاع.. بذمتكم.. هل بالغت!!
"الماء" لم يطرأ في غيابه جديد .. عدا "محاولة" جدولة الظلم على الحارات.. وليته كان ظلماً عادلاً.. ليته (أبشركم اليوم وصل الماء حارتنا بعد احتجاب لمدة تزيد على الشهرين)..
أما "الكهرباء" فتمارس معنا لعبة "الغميضان" .. أو "الاستغماية".. قريباً من المسلسل الشهير "توم وجيري".. حتى في العيد تصوروا أي والله في ليالي العيد.. وأماسيه تمارس معنا الكهرباء ذات اللعبة.. بمنتهى اللؤم والخساسة.
وعن "القمامة" و " المجاري" فلا تسأل يا صاح .. لقد صارتا عنواناً لمدينتنا.. أينما يممت وجهك تجدهما تجاهك.. توأمان لا ينفصلان.. وزادتهما مخلفات الأضاحي تغنجاً.. وبذخاً مفرطاً.
أحسب أن "الأمن".. فالماء والكهرباء والنظافة هما الحزمة الرئيسية من أولى الأولويات.. هكذا فيما أحسب يرتب المواطن العادي حاجاته الأساسية لأنها ترتبط بحبل غير سري بحياته اليومية.. ببقائه على قيد الحياة.. أو انتقاله للرفيق الأعلى.
أما أن "يسحبنا" البعض.. وعلى "ملى الوش" إلى اهتمامات متأخرة على حساب معاناتنا.. فهذا "سحب مكشوف".. لا رصيد له!!.
من الجميل والرائع أن يهتم البعض وينشغل باهتمامات فنية جمالية ترمم الأرواح وتنعش الأفئدة.. وترتقي بالذوق العام.. غير أن هذا الاهتمام مرحلته يتوجب أن تتأخر قليلاً لإفساح المجال للاهتمام بمجالات ومطالب حياتية لها الأولوية في حياة الناس.. وغيابها أو انعدامها يشكل اختلالاً ملحوظاً في التفاصيل اليومية للحياة وللأحياء.
جميل وعظيم وأكثر من رائع أن تتحول مدينتنا لمرسم كبير.. للوحة ملونة تبعث فينا البهجة والانشراح.. والتفاؤل.. وأي تعبير مهما بلغ لن يوفي هذا العمل حقه بسموه ورفعته.. وجلاله (يعطيكم العافية شبابنا الرائعون وشاباتنا جهدكم الجميل واجتهادكم في رسم لوحة أخرى لتعز..).
لكن.. هل يعقل بالعقل يعني أن "يقع" إنسان في "بالوعة" كبيرة تكاد تبتلعه في أعماقها ثم نجد بمحاذاة تلك المأساة شخصاً ما "يتفلسف" عن الورود والعطور.. وأهميتها على الإنسان وعلى البيئة.. ثم هو لا يمد يداً لإنقاذ هذه الضحية.. لردم هذه البالوعة.
يعني واحد "عريان".. عريان خالص.. و .. "جماعة الخير" مشغولين بتجهيز طعام للرجل بما يختاره ويشتهيه.. الرجل مشغول بحاجة والجماعة مشغولين بحاجة ثانية.. شوفوا الحكاية.
قالوا تخيَّر وجبةً نُجدْ لك طبخها قلتُ اطبخوا لي جُبةً وقميصا
اليوم .. هناك من يجتهد كي "يبخر في بالوعة مجاري".. تعز يا أحباب تغرق في بحار من المجاري السوداء الطافحة في الشوارع الرئيسة.. تغرق بجبال القمامات والأوساخ.. تغرق بالكراهية والحقد والموت المجاني.
في لحظتنا الراهنة.. تعز ليست بحاجة لرسومات تشكيلية.. ولا لألوان فرائحية.. ولا لصوت فيروز.. تحتاج تعز وعلى جناح السرعة لفرق إسعافية توقف النزيف أولاً.. وقف النزيف.. أولاً يتوجب أن يصير للمرحلة الحالية "شعار":
وقف نزيف هذا المسلسل اليومي "للقتل".. الذي نحياه على مدار الساعة ونراه رأي العين والحس والفؤاد يختطف منا أحبتنا..
وقف نزيف هذا "الظمأ" الذي يهلكنا بالبطيء.. يَشَّقَقُ منه أكبادنا والشفاه
وقف نزيف هذا "الإظلام" الذي يحيل نهاراتنا إلى أماسي, وأماسينا إلى جحيم لا يطاق
وقف نزيف هذا "الإغراق" المبرمج للمجاري والقمامات التي تغرقنا كل ساعة.
نحن نحتاج "أمناً" يعيد إلينا الفرح المسروق في وضح النهار ونحن ننظر هؤلاء "الملثمين" وهم يغتالون البسمة من شفاه أطفالنا وكبارنا.
نحتاج "قطرة ماء" نظيفة, أو حتى غير نظيفة لنبلَّ بها شفاهنا المتيبسة المتشققة.. نحتاج نحن "نقطة ضوء" تقول لنا أننا ما زلنا أحياء.. ولو برسم الموت..
نحتاج نحن "نسمة هواء" نظيفة من "حق ربنا" مش من حق المجاري والقمامات المتعفنة.
يا هؤلاء.. يا كل هؤلاء خذوها مني من قاصر وعوضي على الله إن القلوب المرتعشة لا تحسُّ بالفرح.. والشفاه اليابسة لا تقول الشعر والعيون الدامعة لا تنظر الجمال وألوان الفرح.
صدقوني .. لو حضر الأمن وذهب الخوف والموت وانسكب الماء والضوء.. وحلَّت عنا لعنة المجاري والقمامات لكانت حياتنا أحلى من أحلى لوحة ترسم لمدينتنا.. كل مواطن "تعزي" سيكون "بيكاسو" عصره ومصره.. وسنرى الجميل الرائع/ "هاشم علي" حاضراً فينا ومعنا وبيننا في كل شوارع وأزقة المدينة.. الرحمة تغشاك أيها العبقري الإنسان
حتى أنا الشاعر الذي لا أقول الشعر سأصير مثل د: عبد العزيز المقالح أنسكب شعراً وحباً.. و"طرمبة" وسأنافس رائعة تعز الرجل الفلتة/ هاشم علي.. وسأصبح رساماً وعلى استعداد اعتبروه وعداً ل"شخبطة" جدران المدينة وأرصفة الشوراع "مقاولة مجانية" وتحقيق أعلى رقم قياسي لموسوعة جينس في "كرع" و "طعفرة" أكبر كمية رنج ملون.. طبعاً بدعم الرجل الأبيض/ عبد الحميد نعمان.. يرعاك الله.. صديقي القديم.
الأستاذ الرائع/ شوقي أحمد هائل.. محافظ محافظة تعز.. أتمنى عليك أن تفرغ لنفسك.. تقفل عليك بابك لتنظر في هذه المسؤولية التي تحملتها بكامل رغبتك.. بجميع حواسك.. هل لا زلت عند كلمتك ومسؤوليتك
أتمنى أن تفكر كثيراً.. "تعز" يا صديقي هي فنارة اليمن ومنارتها.. هي حيث اليمن وبوصلتها.. أول "أستاذ" من تعز, أول "مثقف" من تعز, أول "حزبي" من تعز, أو ل "رأس مال" من تعز, أول "نوبل" من تعز, أول "نجم خليج" من تعز.. الثورة الأولى من تعز.. الثورة الأخيرة من تعز.. أول شهيد من تعز.. أول شهيدة من تعز.. والحكاية لا تنتهي
أتمنى عليك ألا تخذل هذا البيت الرائع الراقي المهذب "بيت هائل سعيد أنعم" الذي قدمك وأرادك أن تقدمه.. فلا تخذله وتتأخر به.. دعك من السلف غير الصالح من صحبة السوء وبطانة التزلف والنفاق.. دعك من العناد
تعز .. يا أخي المحافظ .. ليست بخير.. وليست على ما يرام..
عدادها في النازل وروحها في الطالع يوماً إثر يوم.. وبأكثر مما تتوقع
إن رأيت أن الفرص أكبر من التحديات.. وأن عزمك لعمل شيء ما زال على أشده.. فأشدُّ على يديك.. أبارك عزمك.. قلبي معك.. وقلمي
وإن كان غير ذلك .. فعد من حيث أتيت .. أعلن على الملأ استقالتك.. فذلك أشرف لك.. وأسلم لنا
سلمتَ لنا .. سلمت تعز باقية شامخة .. ولا نامت أعين الجبناء
آخر كلام :
وأعزُّ ما يبقى ودادٌ دائم إن المناصب لا تدوم طويلاً


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.