أمس حضرت تعز إلى الشارع لا احد ينكر أن هذه هي تعز الثورة بزخمها الثوري وعنفوانها ورزانتها ووقارها واعتدالها أيضا ..أعلنت استمرار لحمتها وروحها الواحدة مع عدن فلا احد بمقدوره أن يبعد تعز عن رئتها .. تعز تتنفس من عدن عبر التاريخ وعدن تحتضن تعز .. برع برع يا استعمار أنشودة انطلقت منذ أكثر من 45 سنة ررددتها تعز بنفس الحماس الذي انطلق من عدن والضالع وردفان .. برع يا استعمار منذ أن كتبها الشاعر الكبير (عبدالله هادي سبيت) ابن لحج الذي احتضنته تعز عندما ضاقت به السبل فالتجأ إلى تعز مدينته التي أحبها وقضى بقية حياته فيها كأحد أبنائها حتى مات رحمه الله في نهاية التسعينيات. كان الأستاذ المناضل محمد غالب احمد، القيادي الاشتراكي والقامة الوطنية ابن الضالع قد خطب في ميدان الشهداء بتعز في احد احتفالات المشترك قبل الثورة بستة أشهر وخاطب أبناء تعز .. يا أبناء تعز انتم اليمن إذا نهضت تعز نهضت اليمن وإذا نامت تعز نامت اليمن وكأنه كان يستشرف المستقبل ويستحث همة تعز التي فجرت الثورة بعد ذلك بأشهر وستبقى تعز ثورة تتعلم الاعتدال والتعايش ..كان واضحاً أن المسيرة ملتزمة وشعاراتها رزينة لم تجرح ذاتها رغم أن البعض حرص ان تصدر شعارات مسيئة وصدامية فلم يفلحوا .. فالثورة علمتنا أن تعز بأهلها وان تصحيح الأخطاء نهج وليس عداء ....الأستاذ محمد غالب كان حاضراً أمس ليرى تعز التي كانت عند حسن ظنه و ليقول لتعز أمام الحشود: الم اقل لكم لقد نهضت تعز فنهضت اليمن، مؤكداً أن تعز كانت مأوى وبيت ثوار أكتوبر وحرب الاستقلال الذي نحتفل بذكراه اليوم ... وذكّر الجميع بمقولة المناضل (علي عنتر) عندما قال في خطاب له وعلى طريقة عنتر العفوية :انه مازال مداناً (لمقاهي) تعز عندما كانت تعز بيته وبيت ثوار التحرير. برع يا استعمار رددها أبناء تعز اليوم لتلتقي مع أبناء عدن أمس الذين هتفوا للوحدة والجمهورية.. حراك ثوري سلمي من تعز إلى عدن في ذكرى الاستقلال الذي هي أيضا ذكرى الوحدة الأولى لجنوب اليمن، حراك ثوري يدفع اليمن لكي تصنع الحياة الحرة الكريمة واليمن الواحد وتؤكد أن عجلة التاريخ تنطلق بقوة نحو المستقبل بكل أبنائها ولن تعود عقارب التاريخ إلى الوراء مهما توهم البعض. [email protected]