ظل الإعلام الرسمي اليمني يحتكر الجزء الأكبر من عناية النظام السابق طيلة فترة حكمه للبلاد، فقد وُظِّف لمهاجمة المعارضين لنظام صالح وأسرته، ولكل الصحفيين والكتاب الذين كانا ينتقدون طريقة إدارة صالح للبلاد، ووصل الأمر أن وصفت الصحيفة الرسمية الأولى في البلد، المعارضين ذات يوم ب"طراطير السياسة"، علاوة على ممارسة الإرهاب النفسي عليهم. يؤسس هذا السلوك بالرغم من طابع التسفيه والشتيمة الغالب عليه في صناعة القداسة لمن أوكل إليهم أمر إدارة شؤون البلاد ويجعل محاولة تقويمهم بالنقد أمرا بالغ الصعوبة، ومقلق بالنسبة للصحفيين والإعلاميين. مساء أمس الثلاثاء تفاجئ العديد من الصحفين والمتابيعن بالهجوم العنيف الذي شنته وزارة الدفاع اليمنية بشدة على لسان «مصدر عسكري مسؤول» على الصحفي خالد الحمادي مراسل صحيفة القدس العربي في صنعاء، قبل أن تحذف تلك التصريحات بعد دقائق من نشرها على موقع الوزارة (26 سبتمبر) ثم تعيد نشرها من جديد بعد نحو ساعة. وجاء ذلك بعد يوم من نشر «القدس العربي» تقريراً ينقل ما قال إنها آراء ومعلومات من سياسيين وعسكريين أبدوا قلقهم من التعيينات التي يصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي والذي قال التقرير إن كثيراً منهم ينتمون إلى منطقته ومقربين منه. وانتقد عدد من الصحفيين والكتاب استخدام موقع الجيش توظيف الإعلام الرسمي والمال العام لتحصين هادي وعائلته الحاكمة من النقد. واعتبر الصحفي اليمني المقيم في أمريكا ياسر العرامي الهجوم بغير مبرر، مشيرا إلى أن لغة التخوين التي احتواها رد الوزارة ضد الزميل خالد الحمادي يؤكد بأن نفس السيناريو الذي عانى منه اليمن ثلاثون عاماً سيتكرر وان التغيير الذي خرج لأجله اليمنيون أصبح مجرد وهم. وأضاف العرامي قائلاً :"أن الاسلوب القديم الذي كان يمارسه النظام السابق ضد الصحفيين هو ذاته يتجدد الآن وبنفس اللغة المحنطة ولكن بأدوات جديدة". واستطرد بالقول" لا شيء تغير اذا، كلما في الأمر إن صالح والشاطر ذهبا وخلفا بعدهما عبدربه والسقلدي". من جانبه أنتقد مراسل قناة الجزيرة في اليمن أحمد الشلفي ما صفه حديث "المصدر غير المسؤول" عن الزميل خالد الحمادي مراسل صحيفة القدس، مشيرا إلى أن هذا دليل على أن كتبة الرئيس هادي يشربون من مشارب صالح، نفس اللغه، نفس الاسلوب. وقال الشلفي: مثل هذه البيانات تجعلني أشعر أن من كان جزءا من حكم صالح لايمكن أن يكون جزءا من حلمنا الكبير بوطن حر كريم". وعلق الصحفي والمحلل السياسي علي الجرادي على رد وزارة الدفاع قائلاً "استخدام موقع الجيش والمال العام لتحصين هادي وعائلته الحاكمة من النقد لان السلطة انتقلت من سنحان الي الوضيع ومن رئيس المؤتمر إلى الأمين العام للمؤتمر".