يهدف العمل الإحصائي إلى توفير الرقم الإحصائي لأهميته في وضع خطط التنمية, ولكون اليمن مقبلة على مرحلة تصحيح شاملة, وكون السياسات الخاطئة هي التي أوصلت البلد إلى هذا الوضع المتردي، فلابد من توفير رقم إحصائي موثوق كي تتمكن الحكومة من رسم سياسات صحيحة وعادلة تلبي احتياجات المواطنين في عموم محافظات الجمهورية. وها نحن اليوم في عصر ثورة التكنولوجيا الحديثة التي يجب أن نستغلها كي نخطو إلى الأمام في طريق التنمية التي ينشدها أبناء هذا الوطن والتي رسمها شهداء الثورة بدمائهم أحلاما على أرصفة الطرقات. إن استخدام التكنولوجيا المتوفرة حاليا سيعد نقلة نوعية في صميم العمل الإحصائي وسيعيد لجهاز الإحصاء أهميته ودوره الذي يجب أن يضطلع به في مسيرة التنمية, وعلاوة على ذلك فإن أهمية البيانات تكمن في توفرها في الوقت المناسب ودقتها والآلية التي جمعت فيها أساس الاعتماد على هذه البيانات. ولكون العمل الميداني (عملية جمع البيانات) هي أهم مرحلة في الأعمال الإحصائية فلابد من تكثيف التفكير في كيفية إدارتها والنظر في المشكلات التي تراكمت في التعدادات السابقة نتيجة استخدام الطريقة التقليدية (اليدوية) في جمع البيانات والتي يعاني منها الجهاز إلى اليوم. فلقد أصبحت أجهزة (Tablet) جديرة بمعالجة هذه الإشكالات التي أصبحت عقدة أمام الإحصائيين اليوم والتي يقفون أمامها مكتوفي الأيدي, بالإضافة إلى المميزات التي توفرها هذه الأجهزة من حيث سهولة الوصول إلى مناطق العمل بواسطة برامج الخرائط الرقمية على هذه الأجهزة، كما يتم أخذ إحداثيات للموقع التي تم جمع البيانات فيه، والمدة الزمنية لجمعها وإمكانية أخذ صورة إذا تطلب الأمر، مما يعزز ثقة وصول الباحثين إلى كافة مناطق العمل والتأكد من أخذ هذه البيانات في المكان الصحيح. وتكمن أهمية أجهزة ال(Tablet) وضرورة استخدامها في أن البيانات ترسل إلى ال (ٍServer) الخاص بجهاز الإحصاء فور الانتهاء من جمع البيانات حيث توفر إمكانية مراقبة سير العمل الميداني وإبداء الملاحظات من قيادة الجهاز في ديوان الجهاز كون البيانات ستصل إليهم بشكل يومي, كما يمكن الاستعانة بقاعدة البيانات السابقة وعمل إضافات أو تعديلات فقط في حال أن بيانات الأسر موجودة مسبقا اختصارا للوقت والجهد. إن استخدام مثل هذه التكنولوجيا في تعداد 2014م سيعمل على اختصار المدة الزمنية التي تمر بها العملية التقليدية (اليدوية) وسيمكن طالبي البيانات من الحصول عليها في وقتها المناسب كما أنه سيعزز من ثقتهم بهذه البيانات وسيفضي إلى سياسات صحيحة عادلة يتم فيها تلافي الماضي بأخطائه وعشوائيته. إن عملية النهوض بالوطن مسئولية الجميع ولن تكون هناك تنمية ما لم تكن هناك أفكار بناءة ونفوس سوية تأخذ بأيدي بعضها من أجل التميز والنجاح. نتمنى أن تسعى قيادة الجهاز المركزي للإحصاء لإحداث نقلة نوعية في العمل الإحصائي وإعادة الثقة بالجهاز وبالرقم الإحصائي من جهة, وإلى الخروج ببيانات ومؤشرات دقيقة وبوقت أقل وتقديمها للحكومة للاستفادة منها من جهة أخرى.