غداة إقالة أقارب الرئيس المخلوع صالح من على سدة الجيش ضمن قرارات أصدرها رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي اشتعلت حرب ضروس في محافظة أبين معقل الإرهابيين حين حاولت مجاميع مسلحة يُطلق عليها أنصار الشريعة التقدم نحو مدينة لودر التي تبعد نحو 150 كم عن عاصمة المحافظة زنجبار والتي سيطر عليها مسلحو أنصار الشريعة في مايو الماضي. المئات من الجنود وقعوا بين شهيد وجريح وأسير على يد المسلحين خلال الخمسة الأيام الماضية وكذا العديد من القتلى من الجهة المقابلة حقق فيها الجيش المدعوم بلجان شعبية من أهالي المنطقة انتصارات عسكرية كبيرة، مما أدى إلى دحر المسلحين إلى مواقع خلفية تاركين قتلاهم وعدتهم العسكرية أمام تقدم الجيش واللجان الشعبية. وأفادت مصادر رسمية أن القوات المسلحة لاحقت المسلحين في جبل شروان بموقع زارة في مدينة لودر مستعينة باللجان الشعبية المتمرسين على تضاريس مناطقهم ومعرفتهم بالأماكن التي يتمركز فيها المسلحون. وذكرت وكالة سبأ في وقت سابق أن قوات الجيش مازالت تواصل تمشيط المناطق التي سيطرت عليها داخل المدينة وأضافت أن المسلحين تركوا مجموعة من القناصة لمنع أي تقدم للجيش. عبدالإله الطالباني أحد المواطنين المشاركين في اللجان الشعبية كان قد استشهد في أحد المواجهات مع المجاميع المسلحة داخل المدينة وهو ما أثار حالة من السخط لدى الأهالي ليبادروا بالمشاركة في اللجان بشكل أوسع لإحساسهم بخطورة المسلحين على حياة أهاليهم. ولا يزال سكان المناطق التي يسيطر عليها أنصار الشريعة يعيشون حالة مأساوية أشبه بالاعتقال في ظل حكم ديكتاتوري يشكون منه، حيث يقول بعض الأهالي إن المسلحين قاموا بإعدام بعض السكان لاتهامهم في قضايا جنائية كما قاموا بقطع الأيادي والصلب لآخرين، ومؤخراً قاموا بقطع رأس امرأة في منطقة رداع محافظة البيضاء لاتهامها بممارسة عمل الشعوذة. وعلى صعيد آخر أفادت مصادر مقربة من رئيس الجمهورية أن هادي أصدر أوامره للجيش بضرورة الحسم النهائي للمعركة ضد مسلحي أنصار الشريعة بحيث تنتقل القوات المسلحة مباشرة إلى مدينة زنجبار وجعار معقل المسلحين. وتفاءل الكثير من اليمنيين بسبب وجود الإرادة السياسية لضرورة القضاء على هذه الآفة التي تعيق مرور اليمن في مرحلته الانتقالية الحرجة حيث ذكرت صحيفة غربية عن أن الإرادة السياسية لم تكن متواجدة أثناء حكم صالح حيث كان يستخدمها لأغراضه السياسية. وقال محللون سياسيون أن النشاط الأخير الذي قامت به الجماعات المسلحة والخسائر الفادحة بالجيش تؤكد ضلوع المخلوع فيها من حيث تسليم معسكرات إلى أيدي الإرهابيين أو إعطائهم معلومات تساعدهم على إحداث انتصارات على الجيش معللين ذلك بسبب حالة الحنق التي يعيشها صالح وأقاربه جراء قرارات هادي الأخيرة بحق محمد صالح وطارق صالح. الثوار اليمنيون من جهتهم طالبوا هادي بالاستمرار في إقالة أقارب المخلوع صالح وذلك بعد أن ثبت تورطهم بدعم الجماعات المسلحة المناهضة للدولة والمرتبط مع تنظيم القاعدة مبدين تفاؤلهم من القرارات السابقة التي أصدرها هادي قبل أسبوع. كما حملوا الأممالمتحدة والدول الراعية للمبادرة الخليجية بضرورة اتخاذ مواقف ضد المخلوع صالح وأقاربه وأركان حكمه السابقين لثبوت عرقلتهم لمسار المرحلة الانتقالية من المبادرة الخليجية. ورغم تشابك الإرادة الشعبية مع الإرادة الرسمية للرئيس هادي لحسم المعارك في أبين، تبدو اللعبة السياسية لاعبا مهما لا يمكن تجاوزه، أو تحليل الوضع العسكري بعيدا عنه، ويحضر من ذلك –إضافة إلى أهداف عائلة صالح الرغبة الأمريكية في استخدام القاعدة كورقة ضغط للحصول على المزيد من المكاسب والتحكم بالمرحلة الانتقالية الحالية..