البعض يحصر كلمة (لا) وحق قولها على فئات عمرية معينة، أي إذا كان هناك طفل، فلا يحق له أن يقول (لا) لمن هو أكبر منه تحت أي ظرف من الظروف، والبعض الآخر يقصرها على طبقة اجتماعية دون أخرى فمن يكون من الطبقات الارستقراطية (الأكثر غنى) تكون هذه الكلمة أحد ممتلكاته في حين أي فرد من أفراد الطبقة الكادحة لا يحق له قولها!! في حقيقة الأمر كلمة لا، كلمة كغيرها من الكلمات لها حق العبور بين الأفراد وليست ملكية أحد، فهي كلمة عابرة يحق للكبير والصغير قولها، الفقير والغني، المعلم والتلميذ، فهي كلمة توحي بالامتناع عن فعل شيء أو النهي عن القيام بشيء. فالبعض يُحرم على أولاده قول كلمة (لا) في حظرته ظنا منه بأنها كلمة تهدد هيبته أمامهم، فإن قال له أحد أبنائه (لا) سواء بالامتناع عن فعل شيء أو نهى والده عن القيام بفعل شيء ولكن بطريقة مهذبة، يعده عقوقا وعصيانا! وبعض ربات البيوت تُحرم على من تساعدها بأعمال البيت قول كلمة (لا)، فيجب عليها أن تقول نعم وحاضر ولو كان ذلك على حساب صحتها!! وبعض الدكاترة إن قال له وعلى سبيل المثال أحد طلبته، (لا) يا دكتور هذه العبارة أو هذه المسألة ليست صحيحة، قامت الدنيا في القاعة ولم تقعد، وربما تتحول لحلبة مصارعة ينتهي الشوط فيها بطرد الطالب من القاعة. البعض اعتاد على سماع كلمة طيب، نعم، حاضر سواء أكان له الحق في سماعها أو لا، لذلك لابد لنا من أن نتعلم متى وأين وكيف نقول (لا) وبالفم المليان، على الرغم من أن البعض يجدها كلمة سلبية إن أتت من الصغير إلى الكبير، أو من الفقير إلى الغني، أو من المرؤوس إلا الرئيس إلا أنها كلمة تسلحنا في كثير من المواقف فبكلمة (لا) أستطيع الحفاظ على مبادئي أمام من يريد أن يسلبها مني، وبكلمة (لا) أستطيع أن أقف في وجه الباطل، وبكلمة (لا) أستطيع أن أحافظ على كرامتي أمام من يريد هدرها وبكلمة (لا) أستطيع أن أثبت على قراراتي الصائبة. فقط وكما أشرت لو تعلمنا متى وأين وكيف نقولها.